أخبار عاجلة

محمد عبد الرحيم يكتب : الفن رسالة ولكن

محمد عبد الرحيم يكتب : الفن رسالة ولكن
محمد عبد الرحيم يكتب : الفن رسالة ولكن
مما لا شك فيه أن للفن رسالة سامية وهادفة ، فالفن وُجد من أجل تنوير العقول وتثقيف الشعوب والأمم ، فهو المرآة الحقيقية للمجتمع ، يتناول مشاكل المجتمع وقضاياه الملحة .
فهناك العديد من الأعمال الفنية والدرامية التي تناولت ترسيخ العديد من القيم النبيلة و ثقافاتنا وعاداتنا المستمدة من التعاليم الدينية السمحة والمتفقة مع الفطرة السليمة ، مثل : فيلم "بالوالدين إحسانا "للفنان سمير صبري الذي لعب من خلاله دور الابن العاق لوالديه ، ورغم كل التضحيات التي بذلها الولدان لابنهما الوحيد ، إلا إنه قابل كل تلك التضحيات بالنكران والجحود ، وإنعكس ذلك على حياته الأسرية من تعاسة ومشاكل أدت به في النهاية لقتل زوجته ودخول السجن ،كمصير محزي ومؤلم لعقوق الوالدين .
فيلم "أريد حلاً " لسيدة الشاشة العربية ،وجسدت فاتن دور زوجة تريد الطلاق من زوجها لإستحالة الحياة بينهما ،ولكنه يرفض ،فترفع دعوى طلاق في المحكمة، وتدخل في العديد من المشكلات والعقبات للحصول على حقها، ويحضر الزوج شهود زور يشهدون ضدها في جلسة سرية، وتخسر قضيتها بعد مرور أكثر من أربع سنوات.
هذا الفيلم قد ناقش بشكل جاد مشاكل المرأة العربية وحقوقها، مع محاولته إبراز الظروف القمعية التي تعيشها في ظل القوانين الوضعية ،وقد أثار الفيلم جدلًا واسعًا،ويعتبر فيلم "أريد حلًا" أول فيلم في مصـر عـن الخلع، وتسبب الفيلم في تغييير قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع مصلحة الطرفين .
فيلم "جعلوني مجرما " للفنان المبدع فريد شوقي ،فقصة الفيلم حقيقة ،قدمها فريد شوقي عن أحد الأطفال بالإصلاحية ،والتي كان شقيقه الضابط أحمد شوقي مأمورًا عليها، وقد صدر عقب عرض هذا الفيلم قانون مصري ،ينص على الإعفاء من "السبقة الأولى" في الصحيفة الجنائية ،حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة،ويتمكن من الإنحراط والإندماج في المجتمع مرة أخرى كمواطن صالح وشريف  .
إذن من خلال الأمثلة السابقة، والتي سردتها على سبيل المثال لا الحصر، للتأكيد على أن للفن دورًا محوريًا وكبيرًا في تسليط الضوء على هموم وأوجاع و مشاكل المجتمع ، من خلال إعطاء العبر للمشاهد ، وأحيانا أخرى المساهمة في تعديل القوانين أو إصدار تشريعات جديدة ،تخدم المواطن وتصلح من شأنه ، فالفن بات إنعكاس لواقع المجتمع ،يتناول أفراحه وأتراحه .
ولكن أن يتم فرض أمور شاذة ومخالفة لقيمنا وتعاليمنا ،من خلال فيلم يدافع عن المثلية والإسفاف والفجور ،وتصدير لمجتمعنا عادات مخالفة لمجتمعاتنا المتمسكة بتعاليم دينها ، كإستباحة العلاقة الجسدية بين شاب وفتاة بدون زواج أو بين شاب وأخر تحت مسمى حرية شخصية ، وهذا أمر غير مقبول بالمرة ، وقد يدافع البعض عن هذا الفيلم بحجة أنه يتناول شريحة من المجتمع ،وكأن هذا الأمر صار أمر واقع، يجب علينا الإمتثال والقبول به ، إذن فلابد من وقفة صادقة ضد كل هذه المحاولات المستميتة والخبيثة و هذه النوعيات من الأفلام ، التي تدس السم في العسل ،وقد يتأثر للأسف الشديد بها بعض من شبابنا ،و التي من شأنها أيضا هدم أركان الأسرة والهبوط بقيمنا وأخلاقنا إلى الحضيض ، فمثل هذا العمل لن يكون الأخير من أجل تغيير أخلاقياتنا ، فهو مجرد بالون إختبار لقياس مدى تقبل الناس لمثل هذة الأمور الشاذة والغريبة عن مجتمعاتنا الشرقية التى تتصف بالوقار والأخلاقيات العالية .