د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية .. 103عنق الزجاجة

د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية .. 103عنق الزجاجة
د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية .. 103عنق الزجاجة
معنى العنوان عنق الزجاجة أن الانسان كان في مكان محدود صغير وفي وقت يخرج من مكان ضيق الى مكان واسع غير محدود، فالخروج من عنق الزجاجة هي نقطة تحول إيجابية او سلبية حسب الاهتمام وتبنى الإيجابية وحسب اهتماميوشغليوتركيزي على الهدف.
ولقد اخترت هذا العنوان لأنه وصف لما يحدث في حياة المراهق من طفل صغير جميل بسيط مشاكله عادية عرفنها وتعودنا عليه لاحد اخر مختلف تماما يتأرجح بين الطفل والشاب، بين النعومة والخشونة، بين المطيع والمعترض طول الوقت، بين المحب ل ربنا وبين المتشكك في وجود ربنا، بين المحب لأسرته وبين المحب لأصدقائه واعطائهم الأهمية في حياته على حساب اسرته، بين المنتمي لبلاده والعكس.
فهذا التشويش الغير متوقع في حياة الأبوين وسط صعوبة الحياة والمشاكل في العمل والجيران والاسرة فتشعر الاسرة بالصخب وعدم الاحتمال مع عنصر المفاجئة.
هناك مثل (أن عرف السبب بطل العجب) كثير نرى أشياء من بعيد ونتعجب ونقول لماذا وعندما نقرا عنها ونقترب منها يكتشف الامر ويزول التعجب.
ولذلك من المهم نقرا ونتعلم ونفهم هذه المرحة الهامة من العمر وعندما نتعلم ونكتشف نقدر نعدى هذه الفترة بسلام بمكاسب كثيرة جدا وانشاء مواطن محب للمجتمع شاب يعتمد عليه مؤثر في المجتمع خدوم سوى نفسينا. 
النمو البركاني: المولود يكبر تدريجي زيادة تدريجية في الوزن وأيضا في الطول وينتج عن ذلك نمو الحركة والابصار وبعده النطق. انما في المراهق الوضع أصعب بكثير. المراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وادراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا وهرمونيا وكيماويا وذهنيا وانفعاليا، ومن الخارج والداخل معا عضويا.
أولا النمو الجسمي: تغيرات جسمانية يعتبرها شيئا غريبا، فجسديا يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقا وإرباكا، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي. كذلك تؤدى سرعه النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سببا،ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس.
 
 
ثانيا النمو العقلي:
تتسم بثبات في بداية المراهقة ثم يسرع في باقي المرحلة ليصل الى نضج قدراته العقلي مثال:
التفكير المنظم والمنطقي.
زيادة القدرة على التخيل واحلام اليقظة التي تشغل تفكير المراهق وتشمل 3 أنواع: 
• أحلام التفوق والقوه 
• أحلام الشعور بالنقص 
• أحلام جنسيه
النوعية ده من التفكير واحلام اليقظة ليس سهله على حياة المراهق ولها الكثير من التأثير على يومه وحياته.
ثالثا النمو الاجتماعي:
يسعى نحو الاستقلال الاجتماعي والانتقال من الاعتماد على الغير الى الاعتماد على الذات مثل الميل الى النقد للأسرة والمجتمع.
الميل الى تكوين صداقات يختارها بنفسه.
محاولاته المستمرة في الانتماء لجماعه معينه مثل جماعة الأصدقاء أو مدارس الاحد.
الميل الى الكتمان والسرية.
يرغب في معاملته كالكبار.
الميل الى الزعامة وإدارة المواقف.
رغبته الدائمة في التحرر من سلطة الوالدين.
رابعا النمو الانفعالي:
هي مرحلة ثوره انفعالية مما ينتج عنه كثير من المشكلات والصراعات ما بين الرغبة في الاستقلالية وبين الخوف من المستقبل.
 
خامسا النمو الجنسي:
يظهر في زيادة التفكير والاهتمام بالجنس الأخر مما يتسبب في حدوث بعض المشكلات التي تؤدى الى زيادة القلق عند المراهق مثل 
• مشكلات الاختلاط الزائد مع الجنس الاخر والانشغال به.
• حب الاستعراض امام الجنس الاخر 
• مشاهدة الأفلام الجنسية 
• المبالغة في الرومانسية 
سادسا النمو الديني:
• الاكثار من الاسئلة التي تحتوي بداخلها التشكك في معتقداته الدينية. 
• يتعامل مع الله من أجل حل المشكلات التي تواجها.
• ينظر الى الدين نظره (الخطأ والصواب – الامر والنهى)
• لا يوجد عمق روحي كافي في علاقة المراهق بالله فهو يتشكك ويفهم ويحفظ بلا روح عميقه في العلاقة.
المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1 الصراع الداخلي(صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة صراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، صراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، الصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من اراء وأفكار والجيل السابق.
2 السلوك المزعج الذي يسببه رغبه المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ،يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة ويتورط في المشاكل، ولا يهتم بمشاعر غيره. 
3 العصبية وحده الطباع: المراهق يتصرف بعصبيه وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوترا بشكل يسبب إزعاجا كبيرا للمحيطين به.
كل ما سبق عرض جزء من مشاكل وتحديات المراهق والغرض من ذلك معرفة ما يعاني منه المراهق من تحديات يقابلها لأول مرة وهو غير معتاد على كل ذلك وأيضا الاسرة عنصر المفاجئة للتغير السريع والصراع غير المتوقع معه كل هذا يسبب توتر وقلق للأسرة والمراهق. وتبدء الاسرة تفكر تسيطر أذايوأذاي الاب يحافظ على هيبته وأذاي نحافظ على الالتزام بمبادئ الاسرة وقوانينه. فالموضوع أكبر من ذلك فالمراهق في مرحلة صعبه من حياته يحتاج من يفهمه ويحتويه ويساعد في اجتياز هذه المرحلة وأيضا يحتاج من يشعر به ويفهمه ما يحدث فهو غير مدرك لكل ما يحدث داخله. فالغرض من عرض كل هذه الأمور من صراع داخل المراهق والنمو البركاني أن نغير نظرتنا من نظرة عدو في البيت وأذاي اعيد تربيته ونبرة التحدي طول الوقت الى نظرة عطف وحب واحساس بضعفة الداخليوأبدئ اتعامل صح واتعلم أذاي اساعده كيف اخذ بيده الى بر الأمان.
فابنك ميراث من الرب، وعطية من الله منحك إياها لتحافظ عليها... لقد ائتمنك الله على هذه الوزنة لتتاجر بها وتربح، وتأتى بثمار وفيرة. إذن الان لكل ام واب نأخذ قرار بمساعدة الأبناء والحفاظ عليهم ومساعدتهم بعد ما كنا وخدين الاتجاه المضاد غير مكانك واخذ جنب المراهق وأبدئ في المساعدة والاحتواء، غير رؤيتك لابنك من عبء أو هم أو ثقل أو عائق إلى هدية من الله... وهذه الهدية الثمينة يجب أن تحافظ عليها. نتعرف على احتياجاته:
أولا الانصات اسمع المراهق كويس واعرف مشاعرة وما هي الأسئلة التي تدور في ذهنهومحتاج اجابه عليها اعطية إحساس بالأمان والتقدير والاحترام.فالأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاته كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من دائرة النصح والتوجيه بالأمر الى دائرة الصداقة وتبادل الخواطر وبناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والاخ لا بلغة ولى الامر هو السبيل الامثال لتكوين علاقة حميمة بين الإباء وابنائهم في سن المراهق.
ثانيا غير مفردات لغتك: التشجيع يبدأ من مهارة الكلام وفن اللغة، ذلك لأن الكلمة هي أبلغ تعبير عن المشاعر الداخلية. وتعبير اللغة يجب أن يسير في اتجاهين: 
أولا: هو نبذ الكلمات السلبية بكل أنواعها: التحقير، والسخرية والمقارنة والشتيمة. واستخدام نظرية 9: 1 وهي كل 9 كلمات تشجيع ومدح لإلغاء مفعول كلمة نقد واحده. 
الثانية: استبدل المفردات السلبية، بكلمات إيجابية مشجعة. 
هذه عادة مباركة يجب أن تكتسبها، أطلب من الله بركة للسانك، ونعمة لكلامك فتملأ وعاء أولادك بالحب والتقدير والبناء. 
قل لابنك (أنت غالى –أنت مهم لينا- أنت المستقبل- أنت حبيبي) بين محبتك لابنك فإن المحبة الصامتة محبة ميتة! 
ثالثا أقبل ابنك وأغفر له تقصيراته السابقة 
ابنك شخصية مميزة خاصة جدا... الله صنع كل إنسان مختلف، مميز تماما عن الآخرين، قبول أولادنا هو أول الطريق إلى احترامهم، وإلى تعليمهم كيفية احترام الذات. ابنك يحتاج منك أن تقبله كما هو: بشخصيته المميزة، بمرحلة عمره الخاصة، بعيوبه الوقتية، هذا القبول هو الطريق الأمثل لتعلمه كيف يقبل نفسه ليطورها ويغيرها إلى الأفضل، وكيف يتمتع بقبول الله غير المشروط لنفسه...
رابعا امنح ابنك وقتا قيما:نبدأ بالإنصات الجيد لنرى ونشعر بما يدور في تفكيره، دعه ينطلق نحوك بحديث غير مشروط، يعبر عن نفسه... وساعده بإلقاء أسئلة عفوية تلقائية في حوار دافئ مملوء بالعواطف ... أعطه كذلك في هذا الوقت مساحة ليمارس أي هواية يحبها معك.. شاركه عالمه في اللعب أو الموسيقى أو مشاهده أفلام يحبها وتفرغ تماما لقضاء هذا الوقت الخاص معه. 
خامسا: شجعة على تحمل المسئولية 
المسئولية التي نكلف بها أولادنا تعكس الثقة الحقيقية في قـدراتهم. 
سادسا: أفسح له مجالات النجاح
من النقط الهامة في هزيمة النقص وبناء جدار الثقة، أن تفسح لابنك مجال يحقق فيه إنجازات فعلية يشهد عليها الآخرون.
فالتشجيع الكلامي لا يكفي لإزالة ذلك النقص العميق في ثقته بنفسه الذي تغذيه تجارب الفشل المتلاحقة في علاقاته الاجتماعية. لذا فهو بأمس الحاجة إلى نتائج إيجابية ملموسة ليرد بفضلها شيئا فشيئا الاعتبار لذاته ويؤمن تدريجيا بإمكانياته ويشعر بسهولة متتالية في علاقاته بالمجتمع. لذلك نقترح عليه مهاما متفاوتة الصعوبة يتدرج في مواجهتها وفقا لإمكانياته، وأن نعلى نجاحاته في كل مرحلة ونهنئه عليها.
التشجيع يمكن أن يقدم عند المحاولة لأداء عمل قد يرى أنه صعب عليه أو عند شعور الفرد بأن لا قيمة له، أو احساسه بعدم القدرة على مواجهة التحدي، فالتشجيع يهتم بالدفع الداخلي للإنسان ليبذل أقصى ما يستطيع دون النظر الى ما سيصل اليه من نتائج ويدعم الإيمان والثقة في قدرة الإنسان. ومن مفردات لغة التشجيع: 
• انزع من الشخص الذي أمامك إحساسه بأن يقول (لا أستطيع) بل قل (بمعونة الله سأفعل)، كالتزام لبذل الجهد بسخاء وعدم التهرب من المسئولية.
• قلل من التعليقات والملاحظات السلبية وركز على نقاط القوة والنجاح.
• تعهد بأن تقدم تعليقا إيجابيا كل يوم. 
• تقدير قيمة المجهود المبذول حتى ولو فشل في النهاية، فقيمة الإنسان في ذاته وفى ثقته في نفسه، وليست ناشئة عن نجاح العمل. 
• ركز على نقاط التحفيز، كان تقول لربة البيت (أنك تتقنين عمل هذا الصنف من الطعام أو ذوقك في اختيار الألوان رائع).
• استعمل دائما عبارات الشكر عند تحقيق الإنجازات حتى ولو صغيرة.   
 
سابعا وهي الأخيرة والاهم الترابط والأمان في الاسرة:
 الاسرة المترابطة وفيها الحب والتفاهم والصوت المنخفض والحوار الدائم بين افردها والمشاركة والتعاون لديها مراهق مختلف تماما فهو يتمتع بالأمان والثقة بالنفس والاحترام ومن هنا نجد الاختلاف بين المراهقين في نفس السن وهذا يرجع للأسرة المستقرة. الاسرة التي تعيش حياة روحية وعلاقة دائما مع الله لا تحتاج ان تتكلم عن ذلك وهو يكتسب بالقدوة دون معاناة.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........