ذق صنع يديك بقلم حمادة عبد الونيس

ذق صنع يديك بقلم حمادة عبد الونيس
ذق صنع يديك بقلم حمادة عبد الونيس
حقيرا مستذلا يحسن السير في الطرق المشبوهة لاهم له سوى إشباع رغباته الدنيئة يحاول جاهدا التملص والتخلص من نسب شائن وسيرة عكرة لازمت آباءه الأقدمين حتي جفاهم الأقربون وزجرهم الأبعدون!
الكرامة عنقاء مهرها حياة الإنسان  يأبى الله أن يسكنها إلا نفسا ذكية وقلبا عامرا باليقين !
له وجه أصفر خلى من ماء الحياء  وشعر أجعد يشهد على بؤس قديم يطارد لاعق المراحيض الذي صار  لعبة في أيدي الأسياد يفعل ما يأمرونه به دونما حرج أو حياء !
تارة تراه في ندوة عقدها لص كبير !
يخطب في الناس بكلام دقيق حساس ،يقسم بأغلظ الأيمان أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان !
تفضحه بطنته فقد التهم مائدة الحرام التهام الشره المحروم معاهدا شيطانه ألا يذكر اسم الله على طعام حتى لا يضربه الشبع فيفسد عليه نهمه؛
إذا أكل لف وإذا شرب اشتف يقلب ناظريه في قلب الوليمة يسيل لعابه لا يستحي ،تطيش يده متقلبة بين الصحائف!
يوزع الابتسامات مشفوعة بعبارات رنانة ،له نفس أمارة لا ترفض ذلا ولا مهانة !
له حضور لا يفتقد يشبه النائحات اللائي يخرجن من قبورهن يولولن قد ضرب السواد وجوههن تخرج من أفواههن روائح منتنة ما وقعت على شيء إلا أفسدته !
لا يغار على عرض ولا تهمه أرض إنما هو سلعة رخيصة تباع وتشترى قد ارتضى لنفسه شعارا:
أنا لمن يدفع أكثر !
سرطان ينهش في عظام الأمة ويل أمه رضع لبان المكر في المهد صبيا !
دواء الفرع المائل اجتثاثه لا يحسن بالتمر أن يكون ممزوجا مع الخمر !
يأبى الحر أن يرعى مع الهمل !
ليت الخسيس تعلم أن الصقور لا تقع على الجيف !
ترتع الخنازير في حمأ منتن تلتهم العذرات التهاما  تعيش منبوذة غير مرغوب فيها لا تقوى على تحريك ساكن إذا انتهكت بل تجد لذة في نزوة عابرة !
الثياب الفاخرة لا ترفع شأن الوضيع !
تتدلى رابطة عنقه أفعوان على قميصه الذي غزته البقع واللطع !
يخرج كل صباح تاركا ضميره في إجازة مدفوعة الأجر تراه مرة محللا شرعيا وأخرى محللا رياضيا وثالثة محللا سياسيا !
الريبة هالة مرسومة حول رأسه أينما حل لازمه الوحل ،يشهد زورا ،يحلل فجورا ،يؤدي أدوار الكومبارس بمهارة لا نظير له !
يصادفك في شارع محمد علي وقد علق الصاجات وارتدي فستانا أصفر يهز وسطه كأنه محموم أو لديغ عقرب !
همزة الوصل بين المجرم والجريمة لا يستعصى عليه أمر ولو قدم من أجله أهله عربون محبة !
نافخ كير يخرق كل لحظة ألف خرق في سفينة سكر ركابها وعربدوا يقدم لهم الأقداح المعتقة بينة ولاء ومطية رجاء !
كافر بكل القيم محارب لأولي الهمم !
أبوه لقمته ،عمه شربته ،إلهه هواه ،حاكمه شهوته !
لذته الكبرى في خراب الديار ورواج البغاء واشتهار كل ديار ،عدوه الحياء والوقار!
للرجال عزيمة لا تلين وعز لا يهون !
شجرة الشوك تتوغل رويدا رويدا تسكنها العقارب ،يفقس بيضها ،طباخ السم يتذوقه !
ينقلب السحر على الساحر ،تمضى الأيام صراعا،يدعى لوليمة فاخرة يطير إليها ملبيا معه زوجه وبناته !
الشياطين لا تعرف حرمة ،لا تحفظ عهدا ،لا تصون ودا !
يضربه المشاء ،يهرع نحو الحمام يعاني مقاساة الوجع 
تنتفخ أوداجه،تحبس الدماء في وجهه ،تأتي ضحكات زوجه وبناته تصك آذانه 
يخرج مسرعا مخافة أن يفوته مابقى الطعام والشراب ،تقع عينه على يدي الداعي تتحسس جسد زوجته البض بينما تتبادل بناته القبلات مع الشقي ابن الداعي وقد أهدى كل واحدة منهن هاتفا محمولا لا بنبس ببنت شفة يعود أدراجه إلى الحمام يلطم خده يهمش لحم وجهه ،يضع العذرة على رأسه !
تفوح رائحته النتنة يطرد من البيت شر طرده 
يمر شهر  ثم يأتيه مالم يكن في حسبانه 
طلقتك زوجك للضر  وحجرت عليك وضمت البنات إليها وعليك أن تغادر البيت خلال يومين وإلا كان السجن مصيرك لعدم تنفيذك لأحكام القضاء !