من آذى ذمياً فقد آذاني

من آذى ذمياً فقد آذاني
من آذى ذمياً فقد آذاني

كانت ولا تزال بعض المحاولات الخسيسة اليائسة تحاول جاهدة النيل من وحدة الصف بل وضرب جسور الحب والمودة بين قطبي الامة المصرية  بطرفيها المسلم والمسيحي والتي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ السحيقة والتي تعبر عن جسدا واحدا  والذي اذا  اشتكى  منه عضوا تداعى له الاخر بالسهر والحمى تلك هي الامة المصرية التي لم تعرف يوما حدودا فاصلة  بين ابنائها مسلمين كانوا او اقباط حيث جمعهم مسكن واحد ومدرسة واحدة وديوان عمل واحد بل وشاركوا بعض في مناسباتهم سواء داخل الجامع أو بين جدران الكنيسة وتمتد العلاقة في انصهار تام تراها في ارض النزال حيث يختلط دم المسلم بدم أخيه المسيحي ليعبرا معا عن  لوحة فنية لا يمكن بأي حال ان تدرك التباين بين عناصرها .أو ان تصل لموطن من مواطن الضعف فيها فهي تكمل بعضها بعضا  وكان لقوة الاساس الذي بنيت عليه العلاقة بين قطبي الوطن من المسلمين والمسيحيين دورا في الحفاظ عليها اذ فشلت كل المحاولات التي استهدفت هذا البناء الضخم  وتحطمت اهداف هذه المؤمرات الخسيسة علي جدرانه ويكفي ما حدث بعد واقعة الاعتداء على القس ارسانيوس بالاسكندريه حيث سلم الاخوه الاقباط القضيه برمتها لجهات الاختصاص دون الالتفات للمحرضين وشاعلي الفتنة تعود الاحداث الى محافظة الاسكندرية شمالي مصر حيث فوجئ القمص ارسانيوس وديد كاهن كنيسة السيده العذراء في منطقة محرم بك بمسن يعتدي عليه بالة حاده احدثت به اصابات نافذه في الرقبه ادت الى وفاته دون ذنب اقترفه او جرما فعله وقد علق الدكتور عباس شومان وكيل الازهر الشريف  انه لا فرق بين الاعتداء على مسلم او مسيحي مشيرا الى ان القاتل في الحالتين كأنما قتل الناس جميعا واستطرد قائلا شتان بين رجل الكنيسة الذي وقف يوزع الافطار على الصائمين في سوهاج وبين اليد الغادرة التي اغتالت القمص ارسانيوس بالاسكندرية وفي سياق متصل اعرب الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر  عن استيائه مما حدث وانه لا يجوز اكراه غير المسلمين على الدخول في الاسلام منبهأ على أن من يفعل ذلك فذمة الله ورسوله بريئة منه حيث أستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من أذى ذميا فقد أذاني" وفي رواية الخطيب عن ابن مسعود :من أذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة" ورواه ابو داود بلفظ :"ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو اخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا خصمه يوم القيامة" وأوضح الامام الاكبر أن النبي صلى الله عليه وسام  سيكون محاميا لغير المسلم يوم القيامة اذا ظلمه شخص من المسلمين  بل وسيدافع عنه .  ولقد دعم القران الكريم مبدأ الالتفاف حول شرائع الله وعدم اهانة احداها بحجة الانتماء لاخرى:"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"  الشورى الاية 13  والمسلمون مطالبون بالايمان بكتب الله جميعا لا يتحقق ايمانهم  الا بهذا " قولوا أمنى بالله وما أنزل الينا وما أنزل الي ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " البقرة  الايه 136 ولقد قرب الاسلام الحنيف بين المسلمين  وبين الذين اوتوا الكتاب "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من  الذين أوتوا الكتاب من قبلكم" المائدة الاية 5 هذا في أهل الكتاب عامة -أما النصارى منهم خاصة فقد وضعهم القران موضعا قريبا من قلوب المسلمين " ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" المائدة الاية 82.