بهاء المري يكتب : من حِكايات الوطَن

بهاء المري يكتب : من حِكايات الوطَن
بهاء المري يكتب : من حِكايات الوطَن

 

من حِكايات الوطَن
قبل الخامس والعشرين
فاتِـتِ سِنين 
وكانِـت تَـلاتين
الكُل شَال الهَمْ 
ومِـين فيها مَكَـنْش حزين
والأنين طال الجَميع 
حتى الرَضيع
واسْودِّت الأرض
في عُيون الصِغار قبل الكِبار  
حتى في عِـزِّ الربيع
***
والحِلم كان زَي الكابوس 
كان حَاجة دايمًا تِوجَعَك
وكان خَلاص قـــرَّب يمُوت 
وكُنا فاقدين الأمل
هِيَّ الأحلام تِنفَع تِعيش 
في قلب ناس من غير وطن؟ 
تاهت خُطاهم 
نامِت رُؤاهم 
لمَّا الكسَاد سَاد وانتَشَر
لمَّا الفساد طال الجميع 
هَـز رُبوعك يا وطن
***
لمَّا رُوح اليأس 
عاشت وسْطِنا
لمَّا الهُموم كِــتْرِتْ 
وطالِت حِلمنا
والحلم تاه وسْط الضَباب 
واليأس صار نبراس حياة
وبَقِـت الحياة غير الحياة 
وبَقينا مـَسْخ مِش بَشَـر
***
ولمَّا ضَغط اليأس
زاد عالحَد 
ومَفيش نُفوس مِتحمِّلة 
والكيل طفَح
نَدَهِتْ بهية 
بدمُوع سَخية 
وبْصُوت بيكويه الشَجَن
هِيَّ الرُوح مُمكن تعُود 
أم نأتي حالاً بالكفَن؟
*** 
سَمَع الشباب قام وانتفَض
زلزِل صُروح اليأس
حَـطَّم تِلال العَجز 
 قالوا في يناير 
لازِم نِعَافِــر 
مَفيش خِـيار 
حَيطلع نهار 
لازم نِحَـقَّـق حِلمِـنا
***
وبان شُعاع الفَجر 
اللِّي انْـبَـلَج مِن بين وجَع
***
وبعد الحِـراك
ركَـبِتْ جـماعة 
مَنهَجها كان فَــرِّق تَـسُـدْ
ساد الفِراق 
عَم الشِقاق 
صارت الدماء
صُبح ومَساء
تُسفَح هُنا 
تُسفَك هُناك 
إرهابْهَا دين 
 والدين مَطية 
وهَدَفْها كان سِرقة وَطن 
***
قامِت بهية لمَرَّة تانية 
في عِز يونية وزَمْجَرت 
عاد الكفاح
والشعب فاق مِن الخِداع
لقَى الوُعود كانت سَراب
والدين دا كان سِكِّة وصول
نفَض الغُبار 
حبَس الكبار 
ساعة اللزوم يبقَى عنيد
زي الحَديد
لا تِهزه ريح 
لا يخَاف مِحَن
***
في لحظة كان قَدْ الأمانة  
كشَف الخِيانة  
وبأعلى صُوت 
قال وصَدَق:
هذا الوطن.. 
عِرض وسَــكَن 
عُمرُه ما كان 
أرض لجماعة أو فئة 
هذا الوطن..
لن يُختَطف 
يَحيا الوطن
***
وفْـــــ لحظة صار 
عنده يَقين إنه قدير
على شَطب كلمة مُستحيل 
من كل أنماط اللغة
وجملة واحدة 
صَبَحِت نَشيد
في كل حارة وكل بيت 
يَحيا الوطن
يَحيا الوطن