بلا مجاملة.. د.هانى توفيق يكتب: حرب الست سنوات

بلا مجاملة.. د.هانى توفيق يكتب: حرب الست سنوات
بلا مجاملة.. د.هانى توفيق يكتب: حرب الست سنوات

يخطئ من يظن ان حرب اكتوبر كانت نتاج نكسه 76.. فى الحقيقه ان حرب اكتوبر 73 كانت نتاج صراع شرس بداء بعد حصول مصر على حريتها بعد تاميم القناة وظهور عبد الناصرمصر كقوة دوليه مساندة للحركات التحرريه فى الوطن العربى والعالم الثالث لذلك كان لازمآ على الدول التى تهدد افكار عبد الناصر التحرريه عرشهم الاستعمارىالخلاص منه .

كان لابد التخلص من عبد الناصر و عندما ورط  عبد الناصر القوات المصريه فى حرب اليمن اصبحت الموامرة الاستعماريه جاهزه للتنفيذ..

حرب اليمن كانت نتاج ثورة قام بها الجيش اليمنى  لازاحه الامام احمد حاكم اليمن فى ذلك الوقت الذى حكم اليمنيين بالحديد والنار وجعلهم يعيشوا فى الجهل وموروثات القرن السابع عشر وانحاز عبد الناصر الى الثورة وارسل الجيش المصرى لمساعدة ثوار اليمن وتورط الجيش المصرى فى مستنقع الحرب اليمنيه .

ونتيجه لاانهاك الجيش المصرى فى المستنقع اليمنى خطط اعداء عبد الناصر للتخلص منه بخطه اطلقوا عليها اسم كودى  الديك الرومى وهو الاسم الحركى لخطه التخلص من كابوس عبد الناصر واشترك فى هذة الخطه كلا من امريكا وروسيا وانجلترا وفرنسا واسرائيل وكان الوقت مناسب جدا لتنفيذ هذا المخطط مع انهاك القوات المصريه فى اليمن لهذا سربت روسيا معلومات عن حشود اسرائيليه على الحدود السوريه وابتلع عبد الناصر الطعم ولم يكن هناك اى حشود على الحدود السوريه وحشد عبد الناصر القوات المصريه الى سيناء  بلا خطه لقد كانت مجرد مظاهرة عسكريه ونجحت المؤامرة ومنيت مصر باكبر هزيمه عسكريه فى العصر الحديث وهى مااطلقوا عليها نكسه67

ونجحت القوى الاستعماريه فى هزيمه الجيش المصرى ولكنها لم تنجح فى زحزحه عبد الناصر عن سدة الحكم وتمسك الشعب بعبد الناصر وبدا عبد الناصر فى بناء جيشه المنهار الذى لم تتاح له فرصه حقيقيه ليحارب وهنا بداءت حرب 73 الفعليه فكانت السنوات الست التى تلت حرب 67هى الحرب الحقيقيه حتى ساعه الصفر.

لقد بدأت الحرب على جميع المستويات العسكريه والاقتصاديه والسياسيه 

فعلى الصعيد الاقتصادى توجهت كل موارد الدوله الاقتصاديه المهنكه بفعل الحروب والصراعات التى زج بها عبد الناصر مصر فى صراعات اقيلميه بحثا عن الزعامه المنشودة مما انهك الخزينه المصريه التى انهكت ايضا نتيجه السياسات الخاطئه التى اتبعها النظام من تفتيت الرقعه الزراعيه بفضل قانون الاصلاح الزراعى الذى ساهم فى انهيار وتقليص الرقعه الزراعيه وكذلك قوانين التأميم التى هدمت النظام الصناعى فى مصر وفتح الباب على مصرعيه للفساد ونهب مصانع القطاع العام مما اثر بالسب على الاقتصاد المصرى والخزانه المصريه لذلك اتبعت الدوله سياسه الانغلاق الاقتصادى وتوفير العمله الصعبه لشراء السلاح ولقد تحمل الشعب تبعات هذة السياسات من تقشف اقتصادى وحرمان من اقل المتطلبات الاساسيه وهنا اود اوجه عنايه السادة مناضلين الفيس بوك الذين يرتادون الكافيهات الخمسه نجوم وينتقدوا اداء الحكومه الحاليه فى كل ما تقدمه للشعب لذلك اقول لسيادة الفيسبوكيين المجاهدين لك ان تعلم ان خلال هذة السنوات كان من الصعب الحصول على المتطلبات الغذائيه الاساسيه ونقصت بشدة فى الاسواق مما فتح الباب للسوق السوداء ومصاصى دماء الشعوب .

وبعد وفاة عبد الناصر وتولى انور السادات الحكم اكمل ما بداة جمال عبد الناصر ولكنه بداء التقارب مع القوى الغربية وانتهج سياسه الانفتاح الاقتصادى التى فتحت الاقتصاد على مصرعيه للجميع واستغل هذا الانفتاح الاقتصاديين الشرفاء والافاقيين والفاسدين .

واستمر السادات على خطى عبد الناصر لتوجيه الاقتصاد المصرى لخدمه المعركه القادمه وبالطبع دفع الشعب تكاليف هذا التوجه الاقتصادى من عبد الناصر الى السادات وخاض هذة المعركه بصبر وشجاعه تحسب لهذا الشعب العظيم الذى تحمل هذة المعركه الاقتصاديه حتى ساعه الصفر

واما على الصعيد السياسى فقد خاضت مصر صراع سياسى على كل الاصعدة لشرح حقيقه قضيه الاحتلال الاسرئيلى للتراب المصرى وخاضت الدبلوماسيه المصريه معارك سياسيه مريرة للعمل على تحريك قضيه الاحتلال الاسرئيلى ولكن كان الجميع يعلم ان الدبلوماسيه لن تحل القضيه ولابد من عمل عسكرى يحرك العمل السياسى وبدونه لان يكون هناك حل وسوف تفرض الدول العظمى سياسه الاسلم والاحرب على الجميع وفرض سياسه الامر الواقع لذلك كان لابد للحل العسكرى

لذلك كان الحل العسكرى هو الاختيار الاول منذ النكسه وهنا اود ان اتوقف لشرح الموقف العسكرى لبعض الشباب الذين لم يعاصروا حرب 73 ويصدقوا الابواق التى تقلل من اهميتها ولك عزيزى الشاب اقول ان ما حدث فى هذه الحرب هى معجزه بكل المقاييس عندما تعلم ان 75% من الجيش المصرى تحطمت معداته واسلحته بما فيهم سلاح الطيران الذى استهدف على الارض وتم سحقه فى حرب الايام السته ولكن تم اختيار قيادت شابه تتمتع بالكفاءات العسكريه وليس اهل ثقه كما كانوا من قبل لبناء القوات المسلحه المصريه من جديد بعدما ذاقت اقصى هزيمه عسكريه فى التاريخ ولم تعطى الفرصه للجيش للقتال ولكن هزم الجيش حتى من قبل بدايه المعركه

وفى عام 78 تم اتمام الهيكل العام للجيش المصرى وهذا تطلب جهد وعرق ودم للوصول لهذه النتيجه ولك ان تعلم ان مصر فى ذلك الوقت كانت تعتمد كليا على السلاح الروسى ولك ان تعلم ايضا ان روسيا هى من اوهم عبد الناصر بان هناك حشود عسكريه على الحدود السورية بالكذب حتى تكتمل المؤامرة لإسقاط عبد الناصر ولكن لا خيار امام مصر غير الاعتماد على الاسلحة الروسيه لذلك تجد الروس يماطلوا فى اعطاء مصر الاسلحه الهجوميه التى يحتاج لها الجيش المصرى الى ان قررت اعطاء مصر اسلحه متقدمه نسبيا ولكن بشرط ارسال خبراء روس معها وكان هذا بعدما قامت اسرائيل بهجوم متواصل على العمق المصرى ومصر ليس لديها السلاح لصد هذه الغارات المتواصله على العمق فطلب عبد الناصر اما امداده بما يريد من اسلحه او سوف يستقيل عبد الناصر ويترك الحكم لشخص يميل الى التعامل مع الامريكان ويفتح الباب على مصرعيه للتدخل الامريكى فى مصر وكما لو كان عبد الناصر يقراء الغيب فمن خلف عبد الناصر ارتمى بكل ثقله فى احضان الامريكان 

وعندما اصبح العمق المصرى اامن الى حد ما بدات ملحمه حرب الاستنزاف وفكره حرب الاستنزاف هى جعل العدو لايهنئ باحتلاله للضفه الشرقيه للقناه وايقاع اكبر قدر من الخسائر فى صفوفه وكم كانت الجنود المصريه متعطشه للأخذ بالثأر لاسترداد كرامتهم التى اهينت بلا ذنب اقترافوه فلم تعطى لهم الفرصه للقتال من قبل بسبب رعونه القياده السياسيه والعسكرية التى ادت الى تلك الهزيمه النكراء

 

وكم من بطولات قامت بها القوات المساحه فى الضفة الشرقيه ومع الاسف كانت كل عمليه داخل الضفه الشرقيه ضد العدو كانت تقابل بانتقام شديد للعدو عن طريق زراعه الطولى اى القوات الجويه ففى هذا الوقت كانت قوات العدو الجويه لديها التفوق العددى والكمى ففى عدد الطائرات كان العدو يتفوق وفى الكيفية والتكنولوجيا لا توجد وجه مقارنه بين سلاح الجو للعدو وسلاح الجو المصرى الذى مازال يملك طائرات من الحرب العالميه الثانيه مع تعنت ملحوظ من الروس فى عدم السماح ببيع طائرات متقدمه للجيش المصرى

 

ومع التفوق الملحوظ لطيران العدو كان لابد من ايجاد طريقة للتصدى له ولم يكن هناك سوى القوات المضاده للطائرات وكان لابد من بناء حائط صواريخ مضادة للطيران

 

لقد كانت ملحمه بناء حائط صواريخ على الضفه الغربيه للقناه درب من الخيال وملحمه بطوليه شارك فيها شركات المقاولات المصريه بدم كوادرها ومهندسيها مع قوات الدفاع الجوي المصرى

 

ان حائط الصواريخ على القناه كان العنصر الاول لحرب اكتوبر ان وجود ذلك الحائط قد اعطى غطاء جوى لجميع القوات المصريه التى عبرت الى الضفه الشرقيه فى معركه اكتوبر وحرمت العدو من التفوق الجوى على منطقه سيناء حتى صدرت الاوامر لطائرات العدو بعدم الاقترب من خط القناه خوفا من صواريخ الدفاع الجوى المصريه

 

وبعد موت عبد الناصر تولى السادات وهو رجل داهيه فاظهر للجميع انه رجل ضعيف لاخوف منه وصدقه الغرب وخصوصًا بعد وفاه عبد الناصر التى كانت حرب ٦٧موجهه خصيصًا لاسقاطه

وبداء السادات فى اختيار قاده الجيوش من الرجال المشهود لهم بالكفاءة والعلم العسكرى وكان عليه ضغط من الشعب فى صوره مظاهرات لشباب الجامعات تنادى بالحرب لاسترداد كرامه البلد والجيش وكان السادات يعد العده لخطه خداع استراتيجي طويلة الامد ففى سنه 1971اعلن السادات ان هذا العام سوف يكون عام الحسم وبالفعل قام السادات بعمل تحركات عسكريه فى شهر سبتمبر على الضفه الغربيه للقناه وسرعان ما اعلن العدو التعبئه العامه تحسبا للحرب ولكن لم تكن هناك اى حرب كانت عباره عن مناورات حربية على خط القناه وتكرر نفس السيناريو فى العام الذى تلاه

فى ذلك الوقت فرضت الدول العظمى حاله السلم ولاحرب بعد مبادره روجرز لوقف اطلاق النار وكانت الدول الكبرى لا تمانع هذه الحاله الى ان جاء اليوم الذى تحدث فيه السادات مع هنرى كسنجر وزير خارجيه امريكا ومعروف عنه انه حليف قوى للدولة العبريه عندما طلب منه السادات مبادره لحل حاله الا سلم والاحرب عندما اجابه كسينجر قائلا لماذا تطلب منى ذلك.. مصر الان جثه وليس من حقها اى مطالب وهنا اسقط فى يد السادات انه لابد ان تكون هناك حرب

 

وقرر السادات مع قيادات الجيش القيام بعمل عسكرى محدود لعبور القوات المصريه الى الضفه الشرقيه مع استخدام الامكانيات العسكرية المتاحه لعمل رؤوس كبارى على الضفه الشرقيه

 

ونظرا لتعنت الروس فى اعطاء الجيش المصرى الاسلحه الهجوميه المطلوبه قرر انها عمل الخبراء الروس وكذلك حتى فى حاله قيام حرب لايدعى الروس انهم حاربوا مع المصريين

ونجحت خطه الخداع الاستراتيجى وعندما وردت اخبار حشود للمصريين على الضفه الغربيه للقناه ظن العدو انها نفس المناورات السنويه ولم تستدع الاحتياط وهو الاساس فى قوات العدو

ونجحت مصر فى اقوى معركه فى التاريخ الحديث بعدما حاربت للوصول لهذه النتيجه بحرب بدات منذ انتهاء هزيمه 67  لذلك تعتبر حرب اكتوبر معجزة ومعاركها مازالت تدرس فى جميع الاكاديميات العسكريه لقد كانت حقا معركه الست سنوات خاضها كل مصرى بكل شجاعه وبذل فيها العرق والدم .

 

بسرعه

اخيرا عرفت فرنسا خطورة الاسلاميين على ارضيها انتمنى ان  تستيقظ الدول الاروبيه قبل فوات الوقت ويجدوا نسائهم سبايا ويدفعوا الجزيه وهم صاغروان.