ياسر حمدي يكتب: التطور وإدارة مرور بلبيس

ياسر حمدي يكتب: التطور وإدارة مرور بلبيس
ياسر حمدي يكتب: التطور وإدارة مرور بلبيس

في التاسعة من صباح السبت الماضي، ذهبت لمقر إدارة مرور بلبيس بمحافظة الشرقية، بناء على مكالمة تليفونية من صديق هناك، كان قد أكد فيها حسن معاملة رئيس وحدة مرور بلبيس بالمواطنين دون تفرقة، والعمل على حلحلة كافة مشاكلهم، والسعي الدائم في التخفيف من أعبائهم.

يفترض أن كافة المتعاملين مع إدارات المرور المختلفة في جميع أنحاء الجمهورية يعانون أشد المعاناة من كثرة البيروقراطية الطاحنة التي يواجهونها أثناء قيامهم بإستخراج رخص القيادة، أو تجديدها، أو ترخيص السيارات بكافة أنواعها، أو تجديد الترخيص، وفي الحقيقة الجميع يبذلون مشقة غير عادية أثناء إستخراج الرخصة أو التجديد، نظرًا لكثرة الطلبات والأوراق اللازمة لإستخراجها، فضلًا عن حدة معاملة العاملين بهذه الإدارات.

وبالعودة للمكالمة التليفونية لصديقي بمركز بلبيس، والتي كانت السبب لذهابي للتأكد بنفسي من صدق كلامه عن حقيقة حسن المعاملة وسرعة الاداء والتطور الملحوظ من معاملة رئيس وحدة المرور هناك «المقدم محمد أبو عامر» لجمهور المتعاملين مع الإدارة، فذهبت لمقر الوحدة وجلست مع الجالسين أتابع عن كسب حقيقة معاملته الحسنة والطيبة لجمهور المتعاملين مع الوحدة.

كنت أعتقد أن الصديق يهول أو يكذب في كلامه، لكن وفي حقيقة الأمر لاحظت إهتمام المقدم محمد أبو عامر بأي طلب مقدم إليه دون النظر لشخص مقدمه، كما رأيت بقرة عيني قيامه شخصياً مع المتضررين أو الشاكين من أي معضلة بنفسه حتى حلحلة هذه المشكلة، كان يسعى ويساعد في خدمة الناس دون تمييز، يعامل الجميع بطيبة قلب وابتسامه تضفي السعادة على وجهه ووجه المتعاملين معه.

شاهدت فرحة جمهور المتعاملين مع وحدة المرور، ودعواتهم الطيبة لرئيس الوحدة، وتمنياتهم له بالخير والتوفيق، على غير العادة، فالحقيقة أن كل جمهور إدارات المرور المختلفة في جميع أنحاء الجمهورية عادة ما تجدهم صاخبين غاضبين من رحلة ذهابهم للمرور.

المقدم محمد أبو عامر والموظفون والمسئولون هناك كانوا غاية في الأدب والتهذيب.

رحلة المرور دائماً ماتكون مصحوبة بالمشقة والتعب والعناء والتعنت الغير مبرر، والسبب الرئيسي لهذا التعب والعناء الشديدين يرجع لتعدد الطلبات، وكثرة الأوراق الغير مفيدة، والمبالغة في الإجراءات والمستندات، لكن ما أريد التركيز عليه هو: هل هذا الواقع وهذا الأداء وهذا المستوى، يمكن أن يكون عنواناً للمرحلة المقبلة التي نتحدث فيها عن الرقمنة والحكومة الإلكترونية؟!.

وفي ظل التطور الهائل والسريع لميكنة كافة المصالح الحكومية ورقمنة الجمهورية الجديدة التي يوجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة الإنتهاء من الحكومة الإلكترونية، وخصوصًا مع إقتراب نقل كافة المصالح الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، نجد سؤال أخر يطرح نفسه وهو: هل ستقضي الرقمنة والميكنة الحديثة على البيروقراطية المضنية في إدارات المرور؟

أعلم أن هناك الكثير من الإجراءات والمستخرجات نجحت وزارة الداخلية وبالتحديد الإدارة العامة للمرور من مكينتها، كإستخراج الملصق الإلكتروني، ومعرفة المخالفات وقيمتها، وغيرها من الإجراءات التي يمكن إستخراجها أو الإستعلام عنها من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور.

رحلة العناء داخل أروقة إدارات المرور قد تنتهي من خلال وجود ضباط أكفاء وموظفين مهذبين كحالة «المقدم محمد أبو عامر» مدير وحدة مرور بلبيس والعاملين معه، مع الأخذ في الإعتبار زيادة سنوات الترخيص بالنسبة لسيارات النقل بأنواعها بدلاً من عاماً واحداً، فماذا يحدث لو كانت ثلاث أعوام كي يقل الضغط على وحدات المرور.. وكذلك السيارات الملاكي لو أصبحت فترة الترخيص بدلاً من عام أو ثلاثة أن تكون خمسة.. بالإضافة إلى إستحداث طرق لفحص السيارات بطرق إلكترونية، وإنشاء مراكز متخصصة تحت إشراف الإدارة العامة للمرور بعيدة عن أروقة الوحدات المرورية منعاً للتكدس وتقليل لوقت الفحص

أظن أن مركز بلبيس بمحافظة الشرقية محظوظًا، كما أني كنت محظوظًا أيضًا حينما رأيت المقدم محمد أبو عامر بنفسي وهو لطيفاً جداً بسبب ذوقه وتحضره مع الجمهور، أتمنى أن تحظى كافة إدارات المرور بجمهورية مصر العربية حظو إدارة مرور بلبيس!.