عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: إيران الإرهابية سرطان في الجسد العربي والإسلامي

عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: إيران الإرهابية سرطان في الجسد العربي والإسلامي
عبدالرحيم أبو المكارم حماد يكتب: إيران الإرهابية سرطان في الجسد العربي والإسلامي

تعتبر إيران الراعي الرئيسي  للإرهاب في العالم، وهذه نقطة النهاية. وقد اتسمت بهذا التمييز المريب لسنوات عديدة ولم تظهر أي مؤشرات على التخلي عن هذا اللقب ، في ظل مطالبات دولية وحقوقية لإيران أن تعود  إلى رشدها، وتنضم إلى مجتمع الدول المتحضرة وتوقف دعمها للقتل والفوضى في جميع أنحاء العالم.

وعلى عكس ذلك، يواصل النظام في طهران توفير مئات الملايين من الدولارات سنوياً للإرهابيين في جميع أنحاء العالم . ويفعل ذلك رغم الاضطرابات الإقتصادية المستمرة التي تفقر الكثير من الإيرانيين. ويتراوح نطاق المستفيدين من هذا السخاء غير الشرعي، من «حزب الله» في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، ووصولاً إلى الميليشيات العدائية في العراق وسوريا.

ومن الذي يدفع ثمن هذا الدعم في النهاية؟ الشعب الإيراني. فالموارد التي تستخدمها الجمهورية الإسلامية لتمويل حملتها الإرهابية العالمية تأتي مباشرة من جيوب المواطنين العاديين. النظام يسرق مواطنيه ليدفع لوكلائه في الخارج

ويبدو أن أولويات طهران واضحة. فهي لا تسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي محلياً، أو تحسين مستويات المعيشة للإيرانيين. كما أنها لا تحاول خفض معدلات البطالة المتنامية في إيران. فالنظام يولي الأولوية إلى شراء الأسلحة والقنابل للإرهابيين الأجانب رغم الضائقة الاقتصادية المتزايدة في البلاد.

وبشكل مأساوي، أسفر هذا الهدر الهائل لأصول الشعب الإيراني عن إراقة الدماء واضطرابات في جميع أنحاء العالم

في وقت سعت إيران ووكلائها وجهات فاعلة أخرى إلى الإستفادة بشكل أكبر من الطائرات بدون طيار طويلة المدى والذخائر الحائمة، لأن مثل هذه الأنظمة تساهم في التخفيف من المخاطر وتوفير القدرة على الإنكار وزيادة القدرة على الصمود في البيئات الصعبة بشكل خاص للوحدات المأهولة.

فما إرتکبه النظام الإيراني ويرتکبه هذا النظام بحق الشعب العربي و الإيراني وشعوب المنطقة من جرائم ومجازر وإنتهاکات فظيعة، لايدع مجالاً للشك بالحكم عليه بأنه نظام دموي ، تسلطي، استبدادي ، إرهابي،  معاد للإنسانية ، والتقدم ، والحضارة ، هذا ما أكدته الأحداث الإجرامية وکررته مليشيات هذا النظام مرارا وتکرارا ، والتي نستطيع الاستنتاج من خلالها على إستحالة أن يتم إعادة تأهيل هذا النظام وإندماجه مع المجتمع الدولي ، في ظل تحمل النظام الإيراني  مسؤولية مئات الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعمل لصالحه ميليشيات في اليمن والعراق ودول أخرى

الأمر الذي يستوجب علينا کشف وفضح النظام على حقيقته والتعجيل بتهيأة الظروف والأجواء المناسبة من أجل إسقاطه وتخليص الشعب الايراني والانسانية من شروره ، إذ أنه يظل "جذاما دوليا"من حيث کونه نظام مکروه ومنبوذ ولايمکن الإطمئنان والرکون إليه،

ويرى النظام أن "القوات البحرية لـ «فيلق الحرس الثوري»" هي رأس الحربة في مواجهته مع الغرب، وغالباً ما يعرض استعداد القوة لتحدي حرية الملاحة عبر مضيق هرمز. وبالمثل، يؤكد قادة "القوات البحرية لـ «فيلق الحرس الثوري»" على توسيع قدراتهم القتالية باستمرار

تدعي إيران أن لديها أنظمة رادار قادرة على إكتشاف وتعقب المركبات الجوية الصغيرة والمتخفية. ومن المعروف أيضاً أن «الحرس الثوري الإيراني» يمتلك قدرات كبيرة في الحرب الإلكترونية والحرب السيبرانية في الجنوب

إيران بمليشياتها ومنظماتها المسلحة في الدول العربية، تسعى لنشر الفوضى والإرهاب وزعزعة استقرارها، بالإضافة إلى بسط نفوذها وتنفيذ مشروعاتها التخريبية وأجندتها الطائفية بالمنطقة، في مخيلتها أن الدول العربية لا تستطيع مواجهة خطر طهران الداهم، الذي أضحى ينتشر كالسرطان في الجسد العربي .

 

ذراع إيران الإرهابية في سوريا

لجأت إيران إلى تشكيل مليشيات موالية لها في سوريا بذريعة حماية المقدسات الشيعية، وازداد عدد المليشيات الموالية لها بعد إنتقال الحراك السلمي في سوريا إلى حراك عسكري وسيطرته لاحقاً على عدة أماكن قريبة من المقدسات الشيعية كمقام السيدة زينب ومقام السيدة سكينة جنوبي العاصمة السورية دمشق.

وشهدت سوريا أنشطة عسكرية إيرانية عديدة؛ تمثلت في: تشكيلات عسكرية غير عربية؛ قوات عسكرية إيرانية، منها الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس، ولواء فاطميون، ولواء زينبيون.

 

ذراع إيران الإرهابية في العراق

ساهم نظام الرئيس السابق صدام حسين، ووقوع العاصمة بغداد تحت يد الولايات المتحدة الأمريكية بداية عام 2003، في انتشار مليشيات إيران بشكل كبير؛ حيث ظهرت مليشيات إيرانية عديدة، منها  كتائب لواء أبي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي، وقد توحّدت جميعها تحت لواء "حزب الله العراقي" في عام 2006، وآخرها مليشيات الحشد الشعبي العراقي.

 

وتورطت المليشيا المسلحة المدعومة إيرانيًا في العديد من الجرائم على الأرض العراقية؛ إذ كانت طرفًا في حرب طائفية ضد المكونات العراقية الأخرى، من أجل تثبيت النفوذ الإيراني، حتى أصبح دخول وخروج الآلاف من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة لإيران في العراق وغيرها، أمرًا طبيعيًا للكثيرين.

 

ذراع إيران الإرهابية في اليمن

وجدت إيران في ذراعها الإرهابية "المليشيا الحوثية" منذ زمن بعيد، أداة قوية لتنفيذ مشروعها في اليمن، فأمدتهم بمختلف الأسلحة والمال، وهو ما ظهر جلياً في السفن المهربة عبر سواحل اليمن خلال السنوات الماضية، لتدخل البلاد في دوامة من العنف والفوضى وزعزعة الاستقرار.

الحوثيون بدعم من إيران يلهثون بكل طاقتهم لإفشال أي مبادرات للسلام باستهداف المنشآت الاقتصادية المهمة داخل اليمن وخارجها خاصةً المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ البالستية والمفخخة دون طيار، فضلاً عن سيطرتهم على العديد من المدن اليمنية.

 

 

في اليمن الجريح

أثارت المشاهد المؤلمة لإعدام تسعة من أبناء محافظة الحديدة تتهمهم المليشيات الحوثية بالتورط في مقتل القيادي الحوثي المدعو صالح الصماد، جدلا واسعا بعد أن ظهرت العناصر المدعومة من إيران غير عابئة بأي ردود أفعال دولية على جريمتها التي نفذتها بوحشية أمام أنظار الملايين الذين شاهدوا وقائع تنفيذ حكم الإعدام.

لم تكن المليشيات الحوثية لتتجرأ على إرتكاب هذه الفاجعة إذا قوبلت جرائمها الإرهابية بردة فعل قوية لكنها على مدار سبع سنوات لم تتعرض لأي عقوبات تردعها أو تجعل إيران التي تمولها وتتحكم في قراراها تتراجع عن دفعها نحو إرتكاب مزيد من الجرائم الإرهابية التي يروح ضحيتها مدنيين وأبرياء بشكل يومي، وهو ما يجعلنا نتنبأ بإمكانية تكرار ما حدث في صنعاء مساء السبت الماضي مرات عديدة إذا استمر التجاهل الدولي لجرائمها.

وأعدمت المليشيات الحوثية مساء السبت، تسعة أشخاص رميا بالرصاص في ميدان التحرير وسط محافظة صنعاء، بعدما كالت لهم إتهام بالتورط في قتل صالح الصماد الذي كان يرأس ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، في 2018.

ينتظر مئات الآلاف من الأبرياء القصاص من المليشيات الحوثية الإرهابية لكن يبدو واضحاً أن المجتمع الدولي مازال يغض طرفه عن الجرائم التي ترتكبها العناصر المدعومة من إيران ، والتي من المفترض أن تجره إلى محكمة الجنايات الدولية باعتباره ارتكب جرائم حرب عديدة بحق الأبرياء العزل، لتبقى الإدانات مجرد أحاديث إعلامية لا تكفي لوقف الإرهاب الذي يتمدد مستفيدا من خيانة الشرعية الإخوانية.

يرى مراقبون أن حالة الغضب الشعبي وردود الأفعال الدولية المدينة لإعدامات الحوثي لا تكفي لضمان توقفها عن ممارسة انتهاكاتها بحق الأبرياء، وأن حديث منظمات حقوق الإنسان عن أن المحاكمة لن تستوفي شروط العدالة لن يكون لها أثر على الأرض الواقع طالما لم ترتبط بعقوبات رادعة على المليشيات التي توظف أحكام القضاء لخدمة مصالحها السياسية.

وأثناء سير المحاكمة عملت المليشيات الحوثية على التضييق على المحكومين وممثلي دفاعهم الذين لم يمكنوا من حقهم في الدفاع، إذ فاجأتهم المحكمة الابتدائية (التابعة للحوثي) بأن أمامهم ثلاث جلسات متتالية فقط خلال أسبوعين فقط.

وعندما طالب المتهمون برد القاضي جرّاء ذلك الإخلال المتعمد بحق الدفاع وجراء إصداره قرارًا بتغيير الدعوى والإدعاء بوقائع وأفعال خلافا لقرار الاتهام، حجز القضية للحكم قبل أن يقدم المتهمون وممثلو دفاعهم أي مذكرة دفاع ليتمكنوا من تقديم أدلة.

تبعث المليشيات الحوثية الإرهابية رسالة خفية إلى المبعوث الأممي الجديد الذي بدأ مهام عمله قبل أسبوعين تقريبا مفادها أنها لن تتوقف كثيرا أمام أي جهود سلمية من شأنها التوجه نحو المفاوضات لإنهاء الصراع والوصول إلى حل سياسي، وأن لغة العنف والقتل والإعدامات هي من ستكون سائدة للمضي قدما في تنفيذ رؤى إيران وحلفائها الإقليميين الساعيين لتمدد الإرهاب الحوثي ونقله من الشمال إلى المحافظات الجنوبية.

 

 

في العراق

رفعت إيران من وتيرة هجومها العسكري ضد المناطق الحدودية في إقليم كردستان العراق، حيث تستهدف ضرب مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، وأرفقت ذلك بتهديد مبطن لتوسيع العمليات العسكرية، وهو أمر ربطه مصدر سياسي كردي بالانتخابات العراقية المرتقبة وفرض الهيمنة على العراق بالقوة.

وخلال الأيام الماضية، قصفت المدفعية الإيرانية قرى في إقليم كردستان العراق، متذرعة بوجود مقرات لأحزاب كردية معارضة هناك.

كما دخلت مقاتلات الحرس الثوري وطائراته المسيرة على خط الهجوم، فقصفت مناطق حدودية في الإقليم.

وجاء القصف الإيراني بعد أيام من تهديدات أطلقها الحرس الثوري باستهداف المعارضة الإيرانية، بسبب نشاطات منسوبة لهذه الأحزاب.

في حين أن"قوات البيشمركة الكردية الإيرانية، المتمركزة في قواعد ومقرات أحزابها السياسية داخل أراضي إقليم كردستان العراق، لا تقوم بشن أية هجمات أو عمليات عبر الحدود العراقية – الإيراني".

إذ أن هذه القوات "موجودة ضمن تفاهمات مع القيادة السياسية في كردستان العراق، من الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والإتحاد الوطني الكردستانيين،

وبالنهاية ثمة قضية كردية عادلة في إيران يجب حلها، والإقرار بالحقوق القومية والديمقراطية المشروعة للشعب الكردي في كردستان إيران،

يمكن القول بأن سياسات الإرهاب والحرب والتهديد، لن تقضي على النضال الكردي الديمقراطي في إيران".

في حين ذكرت "شبكة رووداو" الكردية أن "الحرس الثوري الإيراني قصف بطائرات مسيرة وبالمدفعية مواقع للأحزاب الكردية الإيرانية في ناحية سيدكان بمنطقة بالكايتي التابعة لمحافظة أربيل"، مؤكدة أن القصف لم يوقع خسائر بشرية بين المدنيين".

وأوضحت الشبكة الكردية العراقية أن "الحرس الثوري استخدم طائرات مسيرة لقصف مناطق من ناحية سيدكان وقضاء جومان يتواجد فيها عناصر بيشمركة تابعون لأحزاب كردستان إيران".

الهدف من جرائم إيران في العراق في الآونة الأخيرة :

هي رسالة للعراق عشية الانتخابات، لاختلاق أزمة تتيح لطهران التصعيد وخلط الأوراق، بما يؤثر في المعادلات الانتخابية الداخلية العراقية، والقول إن إيران هي اللاعب الأول في العراق، والذي لا يقبل اطلاقا الانتقاص من دوره أو حتى مزاحمته، ولو أتى ذلك عبر ارادة العراقيين المتجسدة في صناديق الاقتراع".

الواضح تماما أن طهران تخطط لتقليد تركيا في هذا المنحى، عبر رفع وتيرة تصعيدها في كردستان العراق، تحت حجة محاربة الإرهاب، ووجود قواعد للثوار الأكراد من تركيا ومن إيران، في مناطق جبلية وعرة من كردستان العراق، لكن الغاية الحقيقية لتحركات كل من أنقرة وطهران هي في الواقع فرض أجنداتهما على المنطقة، وترجمة نزعاتهما التوسعية في العراق وعموم المنطقة العربية".

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، يوم الأحد، أن قاعدة كاشان الجوية الإيرانية تستخدم لتدريب مجموعات من اليمن والعراق وسوريا ولبنان لتشغيل طائرات مسيرة إيرانية من أجل تنفيذ هجمات إقليمية.

وأضاف غانتس في مؤتمر عقد في جامعة رايخمان، أن تلك المجموعات تلقت تدريبات على كيفية تشغيل طائرات مسيرة إيرانية الصنع في قاعدة كاشان شمال أصفهان.

فيما قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، الأحد، إن الولايات المتحدة "لم تعد خطرة"، موضحا أنها "بدأت تحتضر".

وأضاف: "لم يعد هناك أثر للولايات المتحدة التي كانت تشكل خطرا، كل ما نراه هو دولة مهزومة ومندحرة ويائسة وتحتضر".

وهاجم سلامي التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وقال بهذا الشأن: "النظام السعودي الذي يهاجم الشعب اليمني الأعزل بكل الطرق، نراه يحتضر اليوم".

شدد رئيس الأركان العامة في الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري   على أنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية إزالة قواعدها في هذه المنطقة، محذرا من استخدامها كـ"مركز لتنظيم العناصر المعادية للثورة".

وقال: "على مسؤولي إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية اتخاذ اجراءات جادة ضد هذه الزمر الإرهابية.. وعدم السماح للمسلحين المعادين للثورة، وعملاء أمريكا وإسرائيل، بإقامة معسكرات ومقار إذاعة وتلفزيون في شمال العراق، وبمهاجمة حدودنا".

وتعهد بأن إيران ستدمر مقرات تلك الجماعات المسلحة في كردستان العراق، مضيفا: "من حقنا التصدي لهذه الجماعات، وميثاق الأمم المتحدة ينص على هذا الحق". 

 

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

كاتب ومحلل سياسي مصري

باحث في شؤون حركات الإسلام السياسي