أنا رجلٌ شرقيٌّ جَوزائيٌّ مُتقلِّبُ المِزاج ،مغرورٌ بعضَ الشيء. يقتلُني الحنينُ وأُكابر، أتعمَّدُ بنورِكِ ولا أُعلِن..
لو لم تكوني امرأةً شرقية، لقُدتُ مظاهرةَ عشقٍ ضدَّ غيابِكِ الذي طالَ عني، حتىٰ تستسلمي عند المساءِ وعند ضوءِ القمر؛ حيثُ مكانِ لقائنا الأول...
أكتُبُ إليكِ رسائلَ حبٍّ طائشةً، تطارِدُكِ بخُيولِ جُنوني؛ لزيارة قلبٍ كم أنهَكَهُ الانتظارُ والتمني،
هذا القلبُ الذي أغلقتُهُ عليكِ منذ أزمانٍ سحيقة..
لو لم تكوني مُهرةً شرقية، واعتقاداتُكِ شرقية،
لحملتُ أبواقي وأعلامي وألواني ولافِتاتي، وأعلنتُ عليكِ ثورتي، وجلبتُ عليكِ كلَّ الثوَّارِ المُلتاعين بنارِ العشقِ مثلي!!
لو لم تكوني شرقيةً، لرقصتُ معكِ وسطَ كلِّ هذا الصَّخَبِ واللغطِ، وتبادلتُ معكِ القُبُلاتِ واللكَماتِ والمساءاتِ وحتىٰ غزل البنات !!
لو لم تكوني شرقيةً لتجاوزتُ معكِ كلَّ الخطوطِ الحمراء، وهاتفتُكِ دون قيدٍ كلَّ مساء، ولبدأتُ بالكلام..بالغرام..بالسلام..
والاستسلام!!
لو لم تكوني شرقيةً وظنونُكِ شرقيةً، لصافحتُكِ ألفَ عام، وأحببتُكِ بلا هدفٍ ألفَ عام ...
لو لم تكوني شرقيةً ووعودُكِ شرقيةً، لأقمْتُ في قصرِ رِمالِكِ بأمان، ولملأتُهُ أطفالًا، ودفئًا، ووردًا، وتناسيْتُ قدرَ استطاعتي أنه من الرمال!!
لو لم تكوني شرقيةً، ولو لم أكُن جوزائي، لأقمتُ حفلَ تعارُفٍ بينَكِ وبينهن، هؤلاءِ اللواتي قطَّعنَ أيديَهُنَّ، ووزعتُ على صدرِكِ ألفَ امرأةٍ جميلةٍ ومثيرة، ثم تباهَيْتُ بإخلاصي لكِ...
لو لم تكوني شرقيةً وأوهامُكِ شرقيةً، لصارحتُكِ بأنَّ فلسطينَ لن تعودَ بشِعارات، وأنها ضاعت بإرادتِنا، ولن تعودَ إلا بإرادتهم!!!
لو لم تكوني شرقيةً، وبيني وبينكِ قارَّاتٌ من الصمت لا يَسكُنُها سوىٰ حروفِنا ورجلٍ مُشوَّهٍ يُدعَىٰ الحنين، لحدَّثتُكِ أكثرَ وأكثر، لكنَّ عقولَنا شرقية، وأوهامَنا شرقية، ومخاوفَنا شرقية ...
لو لم تكوني شرقيةً، ومَنْ يقرأُ شرقيًا، لَمَا اضطُرِرتُ لحذفِ نصفِ نُصوصي إليكِ !!!