راجي بشاي يكتب: حتي لا يزيفوا التاريخ: الجزء الأول "الملك أحمر الخدين"

راجي بشاي يكتب: حتي لا يزيفوا التاريخ: الجزء الأول "الملك أحمر الخدين"
راجي بشاي يكتب: حتي لا يزيفوا التاريخ: الجزء الأول "الملك أحمر الخدين"

قامت ثورة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1952، لتنهى حقبة حكم أسرة أبناء الوالى العثمانى محمد على باشا، وبالتحديد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان السابق، ولتدخل مصر حقبة جديدة فى تاريخها الحديث، وتتحول من ملكية دستورية إلى جمهورية ديمقراطية.

وطال آخر ملوك مصر من الأسرة العلوية الكثير من الأقاويل، عن فساده فى الحكم، ولهوه وعلاقاته النسائية، والتدخين وشرب الخمر، وبعد إنقضاء الذكرى السادسة والخمسين على وفاة الملك فاروق بن فؤاد الأول، إذ رحل فى 18 مارس 1965 نحاول توضيح بعض النقاط عن الملك من خلال الكتب التي صدرت لتؤرخ هذه الحقبة.

بحسب كتاب "هوامش التاريخ: من دفاتر مصر المنسية" للكاتب مصطفى عبيد، فإن الملك الذى تولى حكم البلاد فى الفترة من 1936 إلى قيام ثورة 23 يوليو 1952، ورغم ما أشيع حول فساده إلا أنه لم يتناول الخمر قط، وكان يدخن السيجار قليلا حتى تم خلعه،  فلما سافر إلى منفاه، صار تدخين السيجار عبئا ماليا عليه، واستشهد الكاتب بمذكرات كريم ثابت، عن أن الملك فاروق كان يرفض تناول الخمور فى مختلف الحفلات والمناسبات.

أما الكاتب عصام عبد الفتاح، فأكد فى كتابه "أيام محمد على: حكاية رجل سبق عصره: عبقرية الإرادة وصناعة التاريخ": فاروق كان حريصا حتى آخر يوم فى حياته ألا يشرب الخمر، ويستشهد بكلمة للمؤلف هيوج ماكليف فى كتابه "الملف السرى للملك فاروق" عن وجبة فاروق الأخيرة أنه رفض أكل الفطائر المُحلاة لأنهم كانوا وضعوا خمورا بها.

فيما تحدث الكاتب الصحفى الكبير أنيس منصور، فى "القلب لا يمتلئ بالذهب" عن الملك قائلا: "نشرت صحف مصر، أنه كان لا يفيق من الخمر "الملك فاروق"، وعرفت من زوجته الملكة فريدة، أنه لم يذق الخمر، لا إيمانا، وإنما كراهية لرائحتها.. كما عرفت من ابنه الأمير أحمد فؤاد، عندما لاحظت أنه يسرف فى التدخين، فقال "أنا كوالدى لا أشرب الخمر".

واستكمل "منصور" قائلا: "وكان للزعماء والرؤساء غراميات، ولكن أحد لا يدرى".. وتابع: "اللهم إلا الملك فاروق الذى نسبت إليه الصحف الكثير من الغراميات، وكنت قريبا جدا من الملكة فريدة والملكة ناريمان ومن الفنانة كاميليا ومن الراقصة سامية جمال، ومن تحية كاريوكا، وسألت وأيقنت أنها مبالغات".

وتابع أنيس منصور: "سامية جمال أقسمت على المصحف أنها لم تكن لها علاقة بالملك، وسألت الفنانة كاميليا فأنكرت، وكان لى طبيب قريبى يعالج كاميليا أنها كانت غير قادرة على أية علاقة جنسية ومن سنوات طويلة لأسباب طبية.. وكانت الملكتان فريدة وناريمان يدافعان عن فاروق بشدة، وأذكر أن الملكة ناريمان كانت مدعوة لتناول الشاى عندنا فى مجلة أكتوبر، وتصادف نشر المجلة تقريرا عن إحدى عشيقات فاروق فاعتذرت عن عدم الحضور غاضبة منا حتى ماتت، وغضبت أيضا الملكة فريدة وعاتبتنى بشدة، ولما ذهبت إلى روما لأقابل أحد المقربات للملك السابق فاروق قالت لى إنه مات من كثرة الأكل، وكانت المخابرات المصرية ادعت أنها هى التى قتلته، ولا خوف منه على مصر فقد كان وحيدا حيا وميتا.

ولعل أبرز من يُذكر اسمه متلازمًا بذكر

الظلم هو الملك فاروق بل وأسرة محمد علي كافة، وقد بدأ ذلك حينما وافق الملك فاروق على التنازل عن العرش سلميًا لولي عهده وابنه الأمير أحمد فؤاد نتيجة لحركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952 حتى لا يتسبب في إراقة دماء الجيش المصري في صراع بين مؤيد ومعارض له، حيث خرج وأسرته من مصر وبالتحديد من قصر رأس التين بالأسكندرية في يوم 26 يوليو متجهًا إلى منفاه في إيطاليا على متن اليخت الملكي المحروسة وهو اليوم نفسه الذي قام فيه الضباط الأحرار بمصادرة جميع ممتلكات أسرة محمد علي داخل مصر وإن كانت تلك الإجراءات هي بمثابة النظام المتبع عند انتهاء فترة حكم بالعزل أو الانقلاب وبداية آخر جديد ولكن عبد الناصر أبى أن تنفذ تلك الإجراءات دون أن تغلف بالإهانة والذل، فلم يسمح للملك وأسرته حتى بالتزود ببعض الملابس من قصر عابدين حيث لم يكن لديهم سوى القليل من الثياب فقط في القصر الصيفي بالأسكندرية، كما لم يتم تجهيز اليخت عمدًا إلا بطعام قليل لا يكفي رحلتهم إلى روما إلا بالاقتصاد الشديد.

أما باقي أفراد الأسرة العلوية في مصر فبالإضافة إلى مصادرة جميع ممتلكاتهم تمت مصادرة كل المجوهرات الشخصية والأموال السائلة التي كانت بحوذتهم، والقبض على كل من كانت له علاقة بالقصر الملكي من قريب أو بعيد حتى وإن كان مجرد مؤد لوظيفته، ومنعهم من السفر حتى لا يجتمع شمل الأسرة في الخارج مما يعزز من قوتهم، وهو ما كان بمثابة حصار للأسرة لتضطر إلى طلب المعونة وذل السؤال حيث أضحت بلا مصدر دخل أو عمل أو حتى فرصة للسفر وبدء حياة جديدة بالخارج بعد أن أصبح كل منتمي للأسرة منبوذا في المجتمع ويبتعد عنه محيطيه اتقاءً للشبهات وسعيًا لكسب ود النظام الجديد.

ولنا في ملكة القلوب الملكة فريدة مثالًا وقد لاقت الملكة أهوالًا شديدة من الذل منذ 23 يوليو حيث مُنعت من السفر لرؤية بناتها في روما لمدة عشر سنوات كما تم مصادرة كل ما تملك والسماح لها فقط بالعيش في قصرها الذي كان يتم جرده في يناير من كل عام حتى تتأكد الحكومة أنها لم تتصرف في شىء من محتوياته، وصُرف لها معاشًا مائة جنيًا لم يكن يكفيها طعامًا وشرابًا مما اضطرها للعيش على مساعدات صديقاتها وبيع بعض من ملابسها لتغنيها عن الحاجة ولكن ما لبث الوضع أن ازداد سوءًا حينما سُمح لها بالسفر لرؤية بناتها وتأخرت قليلًا عن الموعد المقرر لعودتها وهو الأمر الذي اتخذته الحكومة ذريعة لبيع القصر وقطع معاشها لتجد نفسها بلا مأوى، وبمساعدة من شاه إيران الذي وبالرغم من القطيعة بينه وبين الأسرة الملكية إلا أنه لم يرتضي إلا أن يساعدها حيث انتقلت للعيش في فرنسا بمنزل صغير ابتاعه لها وعاشت سنوات على دعمه المالي وعائدات لوحاتها الفنية حتى تم عزل الشاه وتوفي عام 1980 فانقطع موردها الرئيسي لتضطر مرة أخرى للعودة إلى مصر حيث صُرف لها معاشًا بسيطًا عاشت عليه حتى توفيت عام 1988.

 

وكانت الملكة واحدة من مئات النماذج من أسرة محمد علي التي شملتها الحملات الضارية التي شنتها الصحافة والإذاعة لسنوات لتشويه صورة الملك وأجداده فلم يوفر الصحفيين جهدًا سواء المأمورين بذلك أو الذين تطوعوا لإرضاء عبد الناصر أو حتى الشرفاء الذين أمنوا لتلك الأكاذيب وانجرفوا ورائها، لم يوفروا جهدًا في إلصاق التهم بحياة الملك من فساد أخلاقي وفساد سياسي ونعته بما ليس فيه من أبشع الصفات حتى وصل الأمر إلى تظليل صورته بعلامة سوداء في الأفلام القديمة وكأنه لم يكن، وربط كل إنجازاته بأحداث وأغراض سيئة ملفقة لتشويه تاريخه بالإضافة إلى كتب التاريخ التي تشوهت معالم الحقيقة فيها ومحيت آثار 150 عامًا حكمت فيها أسرة محمد علي مصر حيث ذكرت تلك الكتب الإنجازات التي لا يمكن إنكارها فقط ولكنها ذكرتها باقتضاب شديد كتأسيس محمد علي باشا للجيش المصري الحديث ولكن في المقابل لا يذكر اسمه إلا واقترن بمذبحة القلعة.

اقترن اسم الخديوي إسماعيل بالديون وهو الذي جعل من مصر وجهة يقصدها العالم، كما اقترن اسم الخديوي توفيق بالاستعمار الإنجليزي رغم تأكيد العديد من المؤرخين على تسبب أحمد عرابي بذلك وإن كان دون قصد منه، ونتيجة لذلك تم تهميش الإنجازات التي لا حصر لها لتلك الحقبة والتركيز على الأخطاء فقط وبذلك ترسخت تلك الصورة المشوهة لسنوات طويلة في أذهان الشعب المصري وأجياله اللاحقة عن تلك الحقبة وعن أخلاق الملك فاروق بالتحديد حتى بدأ البعض في استدراك الحقيقة وكشف تلك المؤامرات بعد أن بدأت عيوب نظام عبد الناصر بالظهور وانجلت غشاوة الانبهار فأصبح التشكيك في مصداقية ماقيل ممكنًا.

و لا ننسي أيضا ما صرحت به الدكتورة لميس جابر كاتبة مسلسل الملك فاروق والذي استغرقت كتابته بحثًا وتحليلاً دام 17 عامًا في كتب التاريخ، بأن فاروق لم يكن مسؤولًا عن هزيمة فلسطين كما اتهمته الصحف بل كانت الخيانة العربية وبالتالي فهو برئ أيضًا من تهمة الأسلحة الفاسدة وهو ما أكده الموقع الرسمي لأسرة الملك فاروق بالوثائق وشهادات الضباط، ولا يمكن الحديث عن الظلم الذي تعرض له فاروق دون التطرق لأحداث وفاته وملابساتها حيث توفي في إحدى مطاعم روما عام 1965 وقد أوصى بدفنه في مصر بجانب والده بالمقابر الملكية في مسجد الرفاعي، وهو ما رفضه عبد الناصر حتى تدخلت المملكة العربية السعودية وطلبت دفنه على أراضيها فاستشعر الحرج ووافق على مضض ولكن وليشعر بالانتصار واستكمالًا للظلم رفض تنفيذ وصيته وتم دفنه في مقابر الأسرة بالإمام الشافعي حتى سمح الرئيس السادات بعد ذلك بنقله إلى الرفاعي كما أعاد الجنسية لأسرته لمن أراد منهم العودة إلى مصر.

وقد أشارت الأميرة فريال الابنة الكبرى للملك فاروق في إحدى حواراتها التلفزيونية عن وفاة والدها مسمومًا وضلوع عبد الناصر والحكومة بذلك، وهو ما أكده الإعلامي محمود فوزي في كتابه (إبراهيم البغدادي كيف قتلت الملك فاروق؟) حيث أكد جازمًا بما لا يدع مجالًا للشك تورطهم بمقتل الملك فاروق حيث كان عبد الناصر يخشى دائما الانقلاب المفاجئ عليه، كما صرحت اعتماد خورشيد باعتراف صلاح نصر لها بذلك وقد كان رئيس المخابرات وزوجها أنذاك، وقد رفضت الأسرة تشريح الجثمان في ذلك الوقت خشية أن ترفض الحكومة المصرية تنفيذ الوصية ودفنه في مصر إذا ما تمت الإشارة لتورط الحكومة بمقتله.

ونختتم هذا المقال بنبذة عن المملكة المصرية أيام الملك فاروق:

١/ كانت مصر والسودان وجنوب السودان ٣٤٠٠٠٠٠ ثلاثة مليون و أربعمائة ألف كم مربع

٢/ كانت البورصة المصرية الأولي عالمياً

٣ / العملة المصرية الاقوي علي مستوي العالم والجنيه المصرى يساوي ٧ جرام ذهب عيار ٢٤

٤ / الدول المَدينة لمصر هي بلجيكا بلغاريا فرنسا انجلترا و امريكا بأكثر من ٢٩ مليار دولار بحسابات وقتنا الحالي

٥ / المحاصيل الزراعية القطن المصري الوحيد في العالم طويل التيله وله بورصة خاصه

٦/ السكك الحديدية تصل من القاهرة الي كينيا

٧ / التليفونات مصر الثاني علي العالم في دخول خطوط التليفون 02 بعد بريطانيا 01

٨ / اكبر دولة إنتاجا للذهب والفضة والنحاس والحديد والزنك إلي الحد الذي جعل الملك فاروق يغلق منجم السكري لاستخراج معدن الذهب عام 1948 كي يصبح ثروة للأجيال القادمة

٩/ تصنيع مصر سنويا لكسوة الكعبة المطعمة بالذهب و إرسالها للسعودية في موكب يسمي "المحمل" يضم الحجاج المصريين

١٠/ نسبة البطالة في مصر ٢% فقط

١١/ الدولار الأمريكي كان يساوي ٢٥ قرش مصري فقط لا غير يعني الجنية المصري أيام الملك فاروق كان ب أربعة دولارات .. أعيد تاني لو مقريتوش كويس .. أيوه الجنية المصري ب ٤ دولار أمريكي

١٢ / القاهرة أجمل مدينة علي مستوي العالم في مسابقة دولية لاختيار أفضل مدينة من حيث الجمال و الأبداع المعماري و الهندسي و نظافة الطرق ....الخ

اكمل ولا كفاية....

(ملقوش في الملك "الورد" عيب قالوا يا أحمر الخدين)