للاساطير صدي عاطفي يمس القلب والروح والخيال لانها تنقلنا من عالم نعيشه واقعي الي عالم نتخيله بكل مابه من قصص ومشاعر واماكن وثقافات واحاسيس قد نكون فقدناها في واقعنا الحديث .لذلك اقوي وانجح الافلام العالمية التي حققت نجاحا مدويا هي الافلام الاسطورية التي تبهرنا بكل مافيها من عبق تاريخي وقصص رائعة حتي لو كانت من الخيال .
علي سبيل المثال الفيلم الرائع "حصان طروادة "الذي كان يتحدث عن التهديد الذي تمثله مدينة طروادة لليونانيين وخطورة اهلها من "التروجانز"مما جعل اليونانيون يقوموا بصنع حصان من الخشب ويضعوا داخله افضل 30مقاتل لديهم ويقدموه كهدية للسلام لاهل طروادة الذين ادخلوه مدينتهم وفي المساء خرج منه المقاتلين وفتحوا الابواب امام الجيش اليوناني وتم تدمير مدينة باكملها .
تلك الرواية الاسطورية ليست حقيقية وحصان طروادة ليس عليه دليل في كتب التاريخ اليوناني ولكن عند البحث عن اصل القصة تجدها تعتمد علي اشعار "هوميروس "صاحب "الالياسة والاوديسة"والذي ذكر الحصان في الملحمة ولكن اغلب المؤرخين يؤكدون ان القصة اسطورية .
وكثير من الاساطير التي تتحدث عن العصور التاريخية القديمة سواء ان كانت قصص بطولات او حروب او قصص حب تعيش لسنوات واجيال .عندما كنت اشاهد هذا الفيلم مر بذهني سؤال قد يكون غريب للبعض .هل لو استمرت الحياة علي الارض لعقود من المستقبل ومئات اخري من السنوات ماهي اسطورة عصرنا الحالي ؟؟والذي سيتحدث عنها العالم حينها كاسطورة مضت واصبحت تاريخ او خيال ؟؟هل ستكون قصة فيروس كورونا وملايين الضحايا في العالم وقصص مؤلمة عن فراق الاحبة واسرار مخفية نجهلها الان وستظل مختفية لسنوات اما سيتحدث عن اروقة .ودهاليز البلاط السياسي بين الدول العظمي وما اعدته في مطبخها السياسي من خطط ومؤامرات للسيطرة علي العالم واقتصاد الدول النامية .ام ان الحديث الاسطوري سيكون عن قيمة عظيمة كانت موجودة بين بني البشر واندثرت ولم يبقي منها شئ .عن معني عظيم كان يربط الاهل والاصدقاء والاخوة والمحبين .عن انواع عديدة من الحب الذي كان يمللأ القلوب والبيوت والاماكن وقصص رائعة لإتلاف القلوب بدون رغبات او مصالح والذي من الان وفي زماننا هذا اصبح شيئا نادرا وقيمة عظيمة نفتقدها يوما بعد يوم في زحمة اللهث وراء المصالح ومتطلبات المعيشة والتطلعات والتحديات الاقتصادية .لهذا اتوقع ان الاسطورة التي ستذهب بالعقول بعيدا حيث كان هناك وجود للافئدة ومشاعر رائعة تملئ الوجدان هي اسطورة "الحب "