رئيس التحرير يكتب : من التراب وإلى التراب يعود .. تحويل جثث الموتى إلى سماد عضوى
رئيس التحرير يكتب : لماذا تصر الحكومة على استمرار شريف أبو النجا رئيسا لمستشفى 57357 رغم الشواهد العديدة على فساده
اقرأ في العدد الجديد ( عدد يناير ٢٠٢٣ ) من جريدة صوت بلادي
لن تجد أمة على ظهر البسيطة اليوم حقوقها مهضومة وحدودها مستباحة وأرضها محتلة وعقولها مشتتة سوى أمة الإسلام !
ومن البدهي يجب أن نعلم أن الإسلام دين نصر وعز وتمكين ؛ إذ إنه منهاج الله القويم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد نجح الإسلام في تأسيس إمبراطورية مترامية الأطراف في قرونه الأولى!
والسؤال الذي يفرض نفسه باحثا عن إجابة شافية كافية :
لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟!
لا شك أن الإسلام بريء من هذا التأخر والتقهقر براءة الذئب من دم ابن يعقوب لكن أعداءه علموا أنه سيسود العالم بعز عزيز أو بذل ذليل فعملوا جاهدين على بث الفرقة بين أتباعه وشغلهم بالفروع على حساب الأصول ولم تهدأ لهم ثائرة حتى أسقطوا الخلافة الإسلامية ومن هذا اليوم المشئوم والمسلمون في شقاق ، بأسهم بينهم شديد ، يوالون أعداء الله يخربون بيوتهم وأوطانهم بسوء فعالهم ثم راحوا يعادون الدين رويدا رويدا حتى عاد الدين غريبا وأضحى القابض على دينه كالقابض على الجمر !
وبدأت جيوش التغريب تعمل عملها في السر والعلن فأنفقت الأموال الطائلة في الصد عن دين الله وإلهاء المسلمين وشغلهم بكل رذيلة عن كل فضيلة !
ومن الأسباب التى أدت إلى تأخر المسلمين وتفوق غيرهم ما يلي :
1-بعد المسلمين عن دينهم والتبعية المقيتة المميتة لكل ناعق فلو دخلوا جحر ضب خرب لدخلناه وراءهم وقد أخبر بهذا الصادق الأمين .
٢- تفشي الجهل في هذه الأمة بالرغم من أن أول آية نزلت هي قول الحق جل وعلا :"اقرأ ".
ولن تجد أمة تعادي العلم إلا وقد أذلها الله وأضحت في ذيل الأمم لا تملك اختيارا ولا تصنع قرارا فهي دمية في يد عدوها يلعب بها كيفما يشاء !
لا سلاح لديها ولا دواء ولا طعام فهي يتيمة على موائد اللئام تقدم كل صباح تنازلات لأولياء نعمتها مقابل دولارات أو صناعات رديئة تدفع فيها دم قلبها وتهدم اقتصادها عامدة متعمدة !
٣-غياب الحريات وصناعة الطغاة ومحاربة المصلحين فكل بلاد الدنيا يستطيع مواطنوها التعبير عن وجهات نظرهم صراحة دونما خوف أو تربص إلا في بلاد العرب والإسلام تفشت فينا ثقافة الأنا والانفراد بالرأي فلا أحد يقدر على الجهر برأي يخالف رأي ملك أو سلطان أو حاكم وقد حرمت الأمة خيرا كثيرا بسبب هذا الجبن المستشري في أوصالها منذ القدم مع أن الإسلام أسس مبدأ الشورى وكفل الحريات حتى الحرية الدينية فلا أحد يجبر على اعتناق دين، بل كل إنسان- وفق تعاليم الإسلام- حر مالم يضر !
ومن صور صناعة الطغاة في بلاد العرب أن تجد صغار الموظفين ينافقون رؤساءهم في العمل ،ينقلون لهم الأخبار الكاذبة طمعا في قرب زائف أو حظوة زائلة!
فمدير المدرسة داخل المدرسة له الرأى المطلق ولا أحد يعارضه ولو كان حمارا ناهقا
وكذلك مدير المستشفي له العطاء دون بقية الأطباء والامتيازات والهدايا والعطايا ومن يخالفه ولو لصالح العمل يتهم بالخيانة وقد يفصل من عمله ويشرد أبناؤه وتهدم أسرته !
كذلك داخل القرى والمدن حتى المحافظات كل محافظ هو الآمر الناهي وكل وزير هو وحيد عصره فريد دهره مرورا بالحكام والسلاطين والملوك وليت شعري من أسماهم ملوكا وهم أموات أبناء أموات لكنها الغطرسة الكاذبة والعنجهية الفارغة !
٤-احتلال بلاد العرب وسرقة خيراتها ونهب مقدراتها وإذلال شعوبها بحجة نشر السلام العالمي ومحاربة التطرف وإن القاريء البصير بالتاريخ ليشهد صادقا أن الإرهاب على امتداد العصور خرج من رحم الغرب حيث الهمجية والاستعلاء على بقية الشعوب !
ولو سألنا أنفسنا عدة أسئلة لاتضح الأمر جليا !
من الذي قتل الهنود الحمر وشرد الشعب الفتنامي؟! من الذي احتل بلاد العرب ودمر العراق وحرق أفغانستان ووضع القوانين الجائرة الغادرة التى تحمى أطماعه ولا تراعي حقوق الشعوب الأخرى في العيش'الكريم؟ !
من الذي مكن مجموعة من الموتورين مجهولي النسب من تدنيس قبلة المسلمين الاولى ؟!
من الذي قتل المصريين في حروب عدة نذالة وغدرا ؟!
إن أعدى أعداء الأمة ثالوث خطير نتج عنه ورم خبيث ضرب الأمة حيث لا علاج !
الفقر والجهل والمرض نتج عنهم الإذلال المتعمد لهذه الأمة من خلال تشكيكها في قدرتها ونشر ثقافة الخوف !
فلقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم آراء أصحابه ونزل عليها في غير موطن !
لكن المرض العضال الذي ليس منه شفاء أن تتجرع الأمة الخوف وجبات عدد أنفاسها فلا يسمع للعلماء المخلصين ويقرب كل ناعق موتور يجيد سياسة التصفيق وتقن فن السير ضمن القطيع ولو أكلت النار جسده وحرقت ملابسه مدعيا وطنية كاذبة وهو حذاء في أقدام أسياده يحركونه متى أرادوا!
إن المخرج يا سادة موجود آمن يتمثل في الرجوع إلى تعاليم الدين والاعتزاز بالأوطان وتقديم العلماء المخلصين وقبول الرأي والرأي الآخر وتقديم النصح للحاكم دون خوف أو مداراة!
لا بد من الحرية بكل ما تعنيه الكلمة دون الإخلال بأمن الوطن أو المواطن !
محاربة التطرف الفكري والديني والسياسي ونشر ثقافة الحب وقبول الآخر والتعايش'السلمي بين أبناء الوطن الواحد!
احترام رموز الوطن وعدم المساس بالعلماء والاهتمام بالعلم الديني والدنيوي!
الضرب بيد من حديد على يد كل من يروع المواطنين أو يضر بالوطن سرقة أو تزويرا أو أخذ ماليس له دون وجه حق !
لابد من الوحدة الجامعة المانعة والشراكة الحقيقية بين أبناء الأمة لكي يعمل لها العدو ألف حساب؛ فالعالم لايحترم إلا الأقوياء !
الاهتمام بالنشء تربية وتعليما وتثقيفا وتقريبا والحفاظ على هوية هذه الأمة والذود عن حياضها !
لابد من الاهتمام الحق بالرياضة الداعمة لمكارم الاخلاق والبعد عن سفاسف الأمور واجتناب مساوئ الأخلاق !
محاربة الفساد والفسدة وأن يكون خير الأمة لجميع أبنائها وليس لفئة على حساب الكثرة الكاثرة !
هذا غيض من فيض وقل من جل ولنا عودة لاستكمال أهم أسباب عودة الأمة لسالف مجدها الأتلد.
