منعم سعيد يكتب: فهوم التجديد برؤيا شرقيه

منعم سعيد يكتب: فهوم التجديد برؤيا شرقيه
منعم سعيد يكتب: فهوم التجديد برؤيا شرقيه

الإبداع والخلق كيف يمكن ان يكونا اسلوبا أو تميّزا ؟

ان محصلة تعامد فكرتين مدروستين بناتج محصله .-كما في مفهومها (الروحي والفكري والفيزيائي  ) - يتم اكتشاف ماهو جديد ليضع لنفسه بمايميزها عن غيره وهذا هو المفهوم العام للإبداع اذا ما اعطينا عناصره

*العمل الابداعي

*المبدع

*المتلقي

والتي لكل منها(  ماهيته )حيث بهذا نستطيع ان نقف على اسلوب وفهم الشكل والمضمون بشكل روحي وجداني مختلف عن المفاهيم الشكليه المجرده  ليكون طابعها المميز عن غيره من المفاهيم الجافه

اي ان المبدع هو الذي لاينسخ ما قبله وانما يكون خلاقا بإكتشافاته وإرتجالاته الحينيه المتعايشه مع المتلقي

وهنا قد يتسائل البعض وهل المحاكات للتراث الابداعي هي خارج اطار هذا الاسلوب او النوع من الابداع؟

وبالتأكيد  تكون الاجابه كلا  ، لأن التراث الفكري والثقافي سيكون ماده تختلط مع غيرها، لتكون خامه للإستنتاج كما المختبر الكيميائي لإنتاج مركب جديد،

فالخلق قد يأتي من السلب اكثر منه من الايجاب بمحاكات تلك  الخامات التي بالتأكيد  نثور عليها لنغيير صيغها الى ماهو جديد - صياغة جديده

بمفهوم محاولات التكامل للوجود وللروح  بمفهوم فلسفاتنا الشرقيه بين ( اليانغ - يونغ ) كما في المفاهيم التاويه والكمفوسوشيه وغيرها من فلسفات الشرق الأخرى لتكون سمة وطابع علاقاتي متداخل بطقسيه روحيه من كل الجوانب والوجهات الأخلاقيه الجماليه الروحيه

أي ان السلب والايجاب عنصرين لتكامل كل شئ ابتداءً من نوات الذره الايجابيه الى الكتروناتها التي تدور حولها لوضع التوازن الذري الذي اذا ما تخلخل اصبح دمار

وانتهاءاً بدوران الكواكب والمجرات حول بعضها البعض

بهذا الفهم نستطيع ان نرى المبدع بإمكانات  لتقويم الروح وهي اول واخر شئ يسكننا حتى بعد الموت اي الخلود بالإبداع

يعني انك مبدع فإن مستوى إبداعك يعني وجودك الى المستوى الروحي الذي في مدارك الى مستوى ما وتتفاوت المستويات من مبدع الى آخر ومن إنسان الى آخر  أي اننا نستطيع التداخل بيننا وبين بقية البشر مادام هنالك خيط ارتباط روحي يبدأ بين كل الاطراف من نقطة القاسم المشترك لكل الاطراف الأخرى  وهنا تكون مهمة المبدع مضنيه في الوصول الى ذلك القاسم الذي يجعلنا نخوض تجربه مشتركه للتفاعل مع العمل الابداعي

هكذا نرى او ننظر للإبداع بشرقيتنا التي تناستها الثقافات الغربيه وهمشتها منذ اكثر من خمسة قرون

كموضوعه اوليه او اساس لفهم التجديد والابداع بشكله الشرقي ؟فإن التجلي الروحي  هو مفتاح المبدع اولا

بمفهوم أن التكوين يبدأ من الفلكيات ونمو جزيئيات الخليه في جسد  الانسان منذ ولادته الاولى وتأثير المكان والزمان الكونيان في وضع صفات تكوينه و نموه بين عناصر التكوين الاساسيه (الماء والنار والتراب والهواء ) فتتفاعل الى طاقه كهرومغناطيسيه بمرور الزمن على إكتساب التأثيرات البيلوجيه على نموه الروحي والفكري في وعاء الجسد الذي بدوره ينقل شحناته المتأثره من كل هذا الذي تعايشت معه الروح بزمن عمر الفرد (المتلقي ) الى اثر في ما حوله أي ان الفن بالإسلوب الروحي يكون اكثر اختراق لما حوله لينقل ذلك التأثير بشكله  الإبداعي اذا ما كان (المبدع )متمييزا ومتجدداً  ومؤثرا على  الآخر( المتلقي ) ليحفزه الى السير بالإتجاه المراد  ليشاركه حالة التأمل و يضعه في جادة الخلق والابداع

وبهذا قد حقق المبدع مبتغاه برفع مستوى المتلقي من مستواه الى مستوى اكثر عمقا بمشاركته الطقسيه الروحيه المتفاعله بتلك الروحيه الشرقيه بمختلف فلسفاتها ومدارسها استطاع المسرح الشرقي الحديث ان يتجاوز النظريات الغربيه للمسرح والنهوض برؤى جديده لمسرح شرقي خالص ونقي منه ما انتهجناه في فن اداء الممثل البوتوه ( butoh )الآسيوي

 

منعم سعيد