سوف ينشغل سكان العالم بقضيتين تطغيان على كل هم شخصي.
القضية الاولى: عدد المواليد في الاسرة، وسوف تصبح قضية اخلاقية يحاسب عليها كل زوجين، ولكن تكون المحاسبة قضائية وكفى، بل ستبدأ بمحاسبة الأبناء للآباء ومحاكمتهم على قدر ما تجنيه الأسرة من حصص الرغد والرعاية وفرص الابناء في التعليم وتوفير الحياة الكريمة.
ابنك الطفل الذي يلهو امامك الآن ويفرح بقطعة الشوكولاتة ويعانقك لأنك احضرت له دمية هو من سيحاسبك ويحاورك بمنطق لن تقوى على مسايرته.
سوف يحاسبك ابناؤك على لذاتك الجنسية التى كان يمكن ان تنالها دون ان تثمر عن طفل. العالم سوف ينقل اليه هذه الافكار وستصبح لغة الجيل القادم، فلم تعد الثقافة الاسرية او المحلية هى حدود تفكيره.
سوف تنهار علوية الأبوين على الأبناء ليس بانهيار القيم وانما خضوعا لحقوقيات يقرها العالم ويمنحها لكل انسان ومنهم ابنك. لن تكون الكلمة العليا للأكبر سنا، ولكن سيكون الوقار للجدارة، والجدارة ستصبح من حق المنطق السوي والتفكير العلمي ولن تكون هناك مساحة لاعتلاء المكانة وفق الاعمار.
سوف تستعاد وسطية الاديان وتتفاعل مع العلمانية بود وانسجام، وسوف تسترد الحقوق ويعاد ترسيم المقامات والمنازل بين الناس، فكلمة عالم لن تصبح من حق كل من يقرأ ويكتب، وسوف يكون هناك قراءة جديدة وفهما جديدا لمعنى الفلاح والصلاح والفقر والغني.
القضية الثانية: ستصبح محور اهتمام كل البشر من حولك، وهي قيمتك في الحياة، ولسوف يعيد العالم نظرته للامراض والمرضي وانتاجية الفرد مقابل حصته في الرفاهية، فلا يكفى ان تكون مستهلكا في صمت، اذ لا بد ان تتفوق انتاجيتك على استهلاكك، وإلا ستغلق امامك فرص الاقتتات حتى من مدخراتك.
سلة الغذاء في العالم تتقلص، وسوف يصبح البقاء من حق من ينتج قوته
.
د. بهي الدين مرسي