فالجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول عن الجسم وهو المسؤول عن مقاومة الأمراض ومهاجمة الأجسام الضارة الداخلة إلى الجسم، ومن ثم فإن كل ما يساعد على تقوية هذا الجهاز وزيادة فاعليته فإنه بذلك يساعد على مقاومة الأمراض والشفاء منها.
بعض الأعشاب تحتوي على مواد تعزز الجهاز المناعي وتقويه للتصدي لأي مرض.
• الحبة السوداء او ما يعرف بحبة البركة: تساعد الحبة السوداء على تقوية المناعة ومحاربة العديد من الامراض. فالحبة السوداءلها أثر منشط على وظائف المناعة وهذا الأثر المنشط ظهر في تحسين فاعلية الخلايا القاتلة الطبيعية وذلك نتيجة احتوائها على زيت طيار هو الذي يعزى له في الغالب التأثير الدوائي ويحتوي على مادة الثايموكينون(Thymoquinone) والنيجلون أو الجيلين وهي مادة مضادة للهستامين ومنها يظهر فائدة الحبة السوداء في علاج الربو بتوسيع القصبات الهوائية. تساعد حبة البركة في إزالة السموم من الجسم لاحتوائها على مضادات الأكسدة وتحديدا «الجلوتاثيون» وهو مضاد أكسدة حيوي طبيعي، يساعد الكبد في التخلص من السموم الموجودة في الجسم، لأنه يحولها من مادة سامة إلى مادة عديمة السمية تنزل مع البول. تحتوي الحبة السوداء على مواد لها صفة الصادات، توقف نمو الجراثيم، ولا تسمح بالنمو في وسط غذائي يحتوي على الحبة السوداء. التأثيرات الإيجابية على الصحة تعتمد فقط على الاستعمال الدائم وطويل الأمد لمسحوق الحبة السوداء. وانصح باستعمال الحبة السوداء فوراً بعد السحق مباشرة وننصح بعدم سحقها وتركها؛ لأن الزيت الطيار وهو المادة الفعالة يتطاير بعد السحق ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء كتوابل على الأطعمة ومع العسل واستعمالها في الحال او حفظ المسحوق بالعسل في عبوة قاتمة اللون ومحكمة الغلق فإنها تحتفظ بفائدتها. أو مع الحليب وهذا هو الاستعمال الأمثل للحبة السوداء. واستخدام جراما واحدا من الحبة السوداء مرتين كل يوم آمن ولا انصح بتناولها للحوامل ومرضى السكر من النوع الثاني او الضغط المنخفض الا تحت اشراف الطبيب المعالج.
• الدارسين :هو نوع من أنواع القرفة، وهو يمتاز بطعمه الحاد ولونه الأفتح فهي تعمل على تعزيز عمل وكفاءة الجهاز المناعي، ذلك بفضل احتوائه على خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة والميكروبات فهي تُعزز الأنزيمات المضادة للأكسدة مثل جلوتاثيون أس-ترانسفيراز Glutathione S-transferase)) والتي تساهم في إزالة السموم من الجسم إلى جانب دورها في زيادة عملية تعرق الجسم. ومن هذا المنطلق، تعد القرفة وسيلة مثالية لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والحساسية. ولان القرفة تحتوي على الكورمين هذه المادة تعتبر من ضمن المواد السامة، في حالة تناولها بشكل زائد لذا لابد من الاعتدال في تناولها، والجرعة المناسبة نصف ملعقة صغيرة وملعقة صغيرة كاملة (2-4 غرام) يومياً للفرد يتم تناولها سواء كمشروب او بإضافتها للأطعمة والمشروبات الأخرى مثل الشاي والقهوة. ولا يفضل تناول القرفة الجافة بسفها يمكن أن تهيج الحلق والرئتين. ولأنصح بتناولها للأطفال الأقل من 4 سنوات ولا للمرضعات او الحوامل حتى لا تسبب الإجهاض الا عند اقتراب موعد الولادة ولا لمرضى الضغط المنخفض ومرضى السكر من النوع الثاني الا تحت اشراف الطبيب المعالج.
• الزنجبيل: يستعمل من الزنجبيل جذوره وسيقانه المدفونة في الأرض (الريزومات) وتحتوي على زيت طيار، لها رائحة نفاذة وطعم لاذع ولونها إما سنجابي أو أبيض مصفر ويُستعمل الزنجبيل كبهار وتوابل عند تجهيز الطعام ليمنحه طعماً مُميزاً ويُمكنك أن تحضره تماماً كالشاي يمتلك الزنجبيل خصائص مضادّة للأكسدة، ومضادّة للالتهاب، ممّا يساهم في التخلّص من بعض الأمراض الالتهابيّة.كما يقوي الزنجبيل جهاز المناعة لاحتوائه على كمية كافية من المواد المضادة للأكسدة، التي تطرد السموم، وتعزز قدرات الجسم على تنظيم مستويات الكولسترول ومكافحة العدوى والأمراض. كما بإمكان الزنجبيل تفعيل بعض أنواع كريات الدم البيضاء التي تقضي على الفيروسات، وتدمر الخلايا السرطانية، وبالتالي تحسن قدرات الجسم للدفاع عن نفسه. الجرعة الموصي بها هي 2-4 جرام من الزنجبيل يوميا، مقسمه الى 2 -3مرات فنصف جرام من الزنجبيل المجفف يعادل اثنين غراما من الزنجبيل الطازج. يجب حفظ الزنجبيل بشكلٍ جيد؛ حيث تضعف فاعليته بعد عامين إن تُرك في مكان رطب، فقد يُصاب بالتسوس، لحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في أماكن غير مغطاة مع نبات الزعتر الذي تغطيه به ويمكن حفظه بوضعه في فلفل أسود أو في مكان تكون فيه درجة الحرارة تحت 6 °C للحفاظ على فائدته.
• وأوصى دائما في تحضير مشروبات القرفة والزنجبيل على الساخن بضرورة إضافة الماء الساخن على مسحوق او عيدان القرفة وبذور الشمر وتركه خمس دقائق قبل شربه ولا نحاول غليه مع الماء حتى لا تتكسر وتفسد المواد الفعالة ونفضل التحلية بعسل النحل او تناوله بدون تحلية.
بقلم د. مريم السعودى عبد الفتاح خطاب
خبيرة التغذية وباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية.