د. مريم المهدى تكتب: معركة «تجديد الفكر الديني الاسلامي».. ما بين كهنوت الماضي وزيف الحاضر

د. مريم المهدى تكتب: معركة «تجديد الفكر الديني الاسلامي».. ما بين كهنوت الماضي وزيف الحاضر
د. مريم المهدى تكتب: معركة «تجديد الفكر الديني الاسلامي».. ما بين كهنوت الماضي وزيف الحاضر

تصاعد مطلب تجديد الخطاب الديني في العقدين الاخيرين , واشتد في اعقاب 11 سبتمبر عالميا , وظهور تنظيم داعش وجرائمه الدمويه باسم الدين بعد التكبير بلفظ الجلاله الله واكبر علي مستوي المنظقة العربيه ,والاعتداء علي الكنائس واستهداف الاقباط علي المستوي المحلي بمصر وتكفير من لا يدين بالاسلام , واصبح تجديد الفكر الديني الكهنوتي الماخوذ عن كتب تراثيه الفها بشر ماتوا من قرون مضت لها معطيات وفلسفات مختلفه  عن معطيات وتمطلبات المجتمعات في زماننا الحاضر ..وبات الكثير منها يتنافي مع العقل والمنطق ويستلزم تنقيتها لصالح الدين والناس اجمعين .وكان لاحاديث الرئيس السيسي المتكررة في محافل كثيره صدي عالمي واسع حيث يؤكد الاتجاه الواضح للدوله المصرية ومؤسساتها الدينيه في جدية الامر ووجوب حسم واحداث تنقية شامله للافكار المغلوطه المنسوبه للاسلام والماخوذه من هذا التراث القديم , ولقيت دعوات الرئيس للتجديد قبولا واسعا سواءا في الشارع المصري او من المؤسسات الدينيه او اصحاب الفكر المستنير , نظرا لاهميتها وتوقيتها الملح فيما نعايشه الان من نتاج لهذا الفكر , نظرا لاستغلال عدد من الجهات المتشدده لمواقف وردت في التراث الاسلامي دون فهم صحيح لجوهرها او سياقها او ضوبطها او عدم ملائمة بعض منها لمعطيات المجتمع ومتطلباته الان .وهو ما اسفر عن تطرف فكري وانحراف عقائدي حاد . 

ولكن بات من الواضح ان القائمين علي المؤسسات الدينيه وعلي راسهم مؤسسة  الازهر وقياداته  , يرفضون مجرد السماح بالكلام عن التجديد ويعتبروه عبث بالدين , وان الازهر هو المسؤل والمنوط به  تقرير هذا الامر , وانه من المرفوض ان يستمع الي اراء العقول المستنيرة ,  واحتكروا الدين !! وهذا المنطق منافي للهدف من وجود  الدين الذي جاء من اجل ان يتفكر فيه  كل انسان مؤمن عاقل , وانه  وليس مقصورا علي رجال الدين فقط  لان هذا مبدا كهنوتي والاسلام الحنيف ليس دينا كهنوتيا , وجاءت الايه القرانيه في هذا الصدد صريحه وتدعوا الناس  " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم "  وليس ادل علي احتكار الازهر ورفضه لهذا التجديد ما حدث مؤخرا في مؤتمر الازهر لتجديد الفكر الاسلامي في 22 يناير الماضي .

 

* معركة تجديد الفكر الديني  :

  ما حدث في حوار مؤتمر الأزهر لتجديد الخطاب الديني،  بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد الخشت ، رئيس جامعة القاهرة وهما من القامات العلمية، يدل على واقعنا الذي نعيشه وهو عدم وجود ثقافة  الاختلاف وقبول الآخر. 

 ولكن الحقيقه المؤسفه ان ،  أهمية احترم الفكر وقبول الفكر المعارض، كلام للتمويه فقط برغم ان  عنوان المؤتمر الرئيسي هو تجديد الخطاب الديني ، ولكنه انتقل من ساحة الحوار وتعدد الآراء والأفكار إلى معركة وكل فريق يصفق لمن يتبعه وهو ما ينقل ثقافة الحوار إلى السخريه والعدوانية والكراهية ,لان  المنطق يقول ليس كل من يخالفنا في الرأي هو خصم لنا.

هذا الأمر يدل على عدم وجود ثقافة الاختلاف في أي حوار ديني أو ثقافي، حييث يتحول الأمر إلى معركة وهو في الأساس حوار فكري لا يمكن احتساب نتائجه بهذه الصورة فالحوار الفكري لا يوجد به منتصر ومهزوم وفريق يصفق للآخر لانتصاره !!

 أن أساس المناظرات في العالم  قائم على قاعدة أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وهو الباعث علي التطوير من اجل الاصلح ،  لذلك كنا نرجو ونتمني  من مؤسسات الدولة وعلى رأسهم الأزهر الشريف لما له من دور رائد في المجتمع تعظيم نظرية قبول الآخر وقبول النقد تطبيقا لقاعدة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.  

ان هذا المؤتمر اظهر الفكر الحقيقي الذي يتبناه الازهر, واذا ما نظرنا الي ماكان سببا في الهجوم ورقض ما قاله وما جاء به دكتور الخشت رئيس جامعة القاهرو  من دراسه وفكر مستنير تعقيبا للهجوم والرفض الذي تعرض له من شيخ الازهر ورفقائه من جراء  كلمته  وهو في موجز عن لسانه  :  " انا متمسك  باطروحاتي في مؤتمر الازهر ..الاسلام الذي نعيشه اليوم مزيف .. وادافع عن القران والدكتور الطيب يدافع عن الاشاعرة !! ... واسعي لاخراج المسلمين من الجمود وتغيير تفكيرهم وتاسيس مرجعيات جديده ! 

 واستطرد رئيس جامعة القاهرة، في تصريحاته، أن ما ذكره فى المؤتمر يؤكد الدفاع عن القرآن الكريم والسنة، فى حين أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان محل كلامه الدفاع عن الأشاعرة فقط، وتابع الدكتور الخشت قائلا: "أنا مسلم ولست أشعريا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان مسلما وليس أشعريا أيضا" .

ودعا الدكتور محمد عثمان الخشت، إلى تجاوز «عصر الجمود الدينى» الذى طال أكثر من اللازم فى تاريخ أمتنا العربية، من أجل تأسيس عصر دينى جديد، نخرج فيه من دائرة الكهنوت الذى صنعه البشر بعد اكتمال الوحى الإلهى، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

وأكد رئيس جامعة القاهرة ، أن الأمر الآن يتطلب تدخلا عاجلا لعلاج مسألة تجديد الخطاب الدينى بما يتناسب مع التحديات الراهنة، مؤكدا وجود خلط لدى البعض بين ما هو مقدس فى القرآن والسنة وبين ما هو من صنع البشر .

وأضاف لا يمكن أن يقنعني أحد أن الإسلام السائد في عصرنا هو الإسلام الأول الخالص والنقي، حتى عند أكثر الجماعات ادعاء للالتزام الحرفي بالإسلام؛ قائلا:  " أنا أقيس صواب كل فكرة أو نسق فكري بالنتائج المترتبة عليها؛ فالفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع وتنفع الناس. والإسلام الأول كانت نتائجه مبهرة في تغيير الواقع والتاريخ، أما الإسلام الذي نعيشه اليوم فهو خارج التاريخ ومنفصل عن الواقع، ولذلك باتت من الضرورات الملحة اليوم العودة إلى "الإسلام المنسي" قرآنا وسنة صحيحة، لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم. ولا يمكن هذا إلا بتخليص الاسلام من "الموروثات الاجتماعية" و"قاع التراث"، و"الرؤية الأحادية للإسلام"، فالنظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية .وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن المشكلة ليست في الإسلام، بل في عقول المسلمين، وحالة الجمود الفقهي والفكري التي يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون. لقد اختلط المقدس والبشري في التراث الإسلامي، واضطربت المرجعيات وأساليب الاستدلال؛ ولذا من غير الممكن "تأسيس عصر ديني جديد" دون تفكــيــــك العقل الديني التقليدي وتحليله للتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام، فهذه مقدمة من بين مقدمات عديدة من  أجل  تكوين خطاب ديني جديد يتراجع فيه لاهوت العصور الوسطى الذي كان يحتكر فيه المتعصبون الحقيقة الواحدة والنهائية.

وتابع رئيس جامعة القاهرة: يقتضي الدخول إلى عصر ديني جديد مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية؛ حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. وليس هذا التفكيك للدين نفسه وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول "الدين الإلهي الخالص".

وأكد رئيس جامعة القاهرة ، أن عملية "التفكيك" يجب أن تمر بمجموعة من المراحل هى:

، المرحلة الأولى: "الشك المنهجي"،والمرحلة الثانية: التمييز بين المقدس والبشري في الإسلام،والمرحلة الثالثة: إزاحة كل "المرجعيات الوهمية" التي تكونت في "قاع تراثٍ" . 

 أكد أنه بعد عملية  التفكيك يأتي التأسيس، وأهم أركانه:

الركن الأول: تغيير طرق تفكير المسلمين، الركن الثاني: تعليم جديد منتج لعقول مفتوحة و أسلوب حياة وطريقة عمل جديدة، الركن الثالث: تغيير رؤية العالم .. تجديد المسلمين ،الركن الرابع: تأسيس مرجعيات جديدة

الركن الخامس: العودة إلى الإسلام الصحيح "الإسلام المنسي"،الركن السادس: نظام حكم يستوعب سنن التاريخ

ولن يتحقق كل هذا بدون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق "حلول قصيرة ومتوسطة المدى" تشمل: التعليم، والإعلام، والثقافة، والاقتصاد، والاجتماع، والسياسة وذلك  لـ"صناعة عقول" مفتوحة على الإنسانية في ضوء العودة إلى المنابع الصافية القرآن والسنة الصحيحة، وتغيير المرجعيات التقليدية، وتأسيس  فقه جديد، وتفسير جديد، وعلم حديث جديد، وإزاحة كل "المرجعيات الوهمية" التي تكونت في "قاع تراثٍ" صُنع لغير عصرنا. 

وقال رئيس جامعة القاهرة ، بدون هذا لن نستطيع صناعة تاريخ جديد نخرج فيه من هذه الدائرة المقيتة لكهنوت صنعه بشر بعد اكتمال الدين، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

جدير بالذكر أن فلسفة الدكتور الخشت أجرى حولها أكثر من مائة بحث علمي ورسالة ماجستير ودكتوراة في الوطن العربي والغرب، وكتب عنها عشرات الأساتذة والمفكرين من كبار الأساتذة الأكاديميين في الجامعات العربية والأجنبية. وأصدر كرسي اليونسكو للفلسفة عنه كتابا بعنوان (فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم).

ووصف الكتاب، الذي شارك في إعداده 28 عالماً ومفكرا وباحثا  من مصر ولبنان والعراق وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين والأردن وسويسرا، الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وأستاذ فلسفة الأديان، بالعالم الشجاع الذي تمكن من اقتحام مجاهيل الواقع وتفكيك العديد من هذه الأفكار،  ومعالجة إشكاليات معقدة يأتي علي رأسها الخطاب الديني الجديد والنداءات الحركية المتعصبة، وذلك ليضع في النهاية منهجه نحو تأسيس عصر ديني جديد يكون الخطاب العقلاني أهم أولوياته.

 لكن الحقيقه المؤسفه ان الحوار الفكري  يصور على أنه معركة ننتظر فيها فائز ومهزوم وهو أمر غير صحيح بالمرة،  وهو أمر أصبح منتشر  ويمثل كافة القضايا  الحوارية التي نتناقش فيها حيث يتحول الحوار  إلى معركة . وهذا ماحدث فقد نجح فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر في في  نقلنا من معركة التجديد والاصلاح الي معركة اخري لا يتحدث فيها احد الا الازهر ورجاله .

 

  * 4 سنوات من دعوات الرئيس السيسي للاصلاح الديني والمحصله صفر :

منذ ان تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد  الحكم في مصر وهو لا يكل ولا يمل من توجيه المؤسسات الدينيه الي ضرورة تجديد الخطاب الديني , في كل المناسبات كان يفكرهم ويطالبهم بذلك خاصة بعد كل حادثه ارهابيه تستهدف الاقباط باسم الدين .

لا يخفى علينا جميعا محبة الرئيس عبدالفتاح السيسى لفضيلة الإمام الأكبر د.«أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، ولكن المدهش ان الرئيس لا يزال يراهن على الأزهر فى تفجير «الثورة الدينية» أو بتجديد «الخطاب الدينى»..وانا اري ان مصطلح  تجديد الخطاب الدينى، لا يعبر عن حتمية المطلوب  لأن المطلوب هو تجديد «الفكر الدينى»، وهناك فرق كبير جدا بينهما، لأن أصحاب الخطاب نفسه من الممكن أن يتكلموا بحديث مستنير اليوم، وغدا يغيرون من كلامهم، نحن نحتاج إلى ضبط المصطلحات في المقام الاول حتي نعبر .

  ومما يثار حوله علامات استفهام كبيره , هل  عجزت كل «أجهزة الدولة» عن توصيل معلومات للرئيس حول سيطرة «الإخوان» على الأزهر من الداخل، والاختراق السلفي  لمعظم رجاله؟!. 

كنا نتمني جميعا  أن يكون الازهروقيادته  كما يراه الرئيس ويراهن عليه دائما بتكرار طلب التجديد  وتحقيق التجديد المنشود ، في مجاربة التطرف   التطرف والإرهاب..ويسعون في اخراج وثيقة التجديد التي لم ولن تخرج الي النور ابدا لان الواقع بكل صدق ان الازهر - لا يأبه  ولا يبالي بل يمهد له المناخ الفقهي ، الذي يمنحهم الحق فيما يرتكبوه من افعال وما يعتنقوه من فكر متطرف كاره للاخر باسم الدين ولا ننسي ان شيخ الازهر  (رفض تكفير «داعش»، واستمر  يهاجم الشيعة والعلويين)!.ورفض موضوع عدم وجوب الطلاق الشفهي الذي بات يتعارض مع معطيات الحاضر والمجتمع والذي تزايد ودمر وشرد كثير من الاسر المصريه ..فكما تتزوج المراة  علي الورق في وجود شهود في عصرنا الحاضر اذا فيتم الطلاق ايضا كما تم الزواج حفاظا علي الحقوق والاسره .ولان المر اختلف عن الزواج في  بداية الاسلام فقد كان الزواج بدون اوراق ولا تسجيل اما الان الامر اختلف !! الا ان شيخ الازهر رفض وقال ان هذا منافي للشرع !!

 وايضا فقد لقد تصدى رجال شيخ الازهر دكتور احمد الطيب داخل «مجلس النواب» لمشروع قانون بإلغاء الفقرة «و» من المادة ٩٨ من قانون العقوبات، التى تتعلق بعقوبة «ازدراء الأديان» الذى تقدمت به النائبة الدكتورة «آمنة نصير»، ونجحوا فى إجهاضه.. لتثبت «دولة الأزهر» أنها أقوى من الدولة، وأن فكرة «تقديس الرمز» حلت محل «عبادة الفراعنة» من «البخارى» إلى شيخ الازهر .

وفى يوليو 2015 أصدر الرئيس قراراً بقانون رقم ٨٩ لسنة 2015 بشأن حالات إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية مناصبهم، ثم وافق عليه «مجلس النواب» خلال جلساته الأولى.. لكن شيخ الأزهر احتفظ بحصانته الأبدية بموجب المادة السابعة من الدستور، التى "  تتضمن نصاً :  "شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل،  وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء.  

ونجح «الأزهر» فى معركة «خطبة الجمعة» على وزارة الأوقاف، لينتشر الدعاة الأزهريون للاستحواذ على «المساجد»، وخلق مجتمع مستلب    يسلم عقله ووجدانه لمَن يحدثه عن معجزات السلف الصالح

كما رفض شيخ الازهر محاسبة وعاظ الأزهر على انتماءاتهم السياسية، فى الوقت الذى أصدر فيه وزير الأوقاف د. «مختار جمعة» قراراً بشأن خطباء المساجد وتقليص وجود المنتمين منهم للإخوان.. وكلها مواقف معلنة لا ينكرها شيخ الأزهر، بل ربما يفخر بها.

(إنت تعبتنى يا فضيلة الإمام.. جملة عتاب ودود من رئيس الدولة لشيخ الأزهر، فهل نفد صبر الرئيس؟.. أم أن «الطيب» لم يلب طموحات الرئيس وأصبح عائقاً دون تجديد الخطاب الدينى؟..

 

* من المسؤل عن تجديد الفكر الديني ؟  :

ما نحتاجه لتجديد الفكر الدينى هو التفرقة بين مفهومين أساسيين، «الدين» و«التدين»، الدين سماوى، والتدين بشرى ومتغير، ومن الواجب انتقاده، تجديد «الفكر الدينى» يعنى عدم التمسك أو الثبات على مفاهيم معينة عمرها ألف سنة لا تتواءم مع التغيرات التى حدثت فى الزمن، والتى يأبى ويرفض رجال الدين أن يتغيروا معها. والمسؤل عن تغيير هذا الفكر الديني المجتمع كله  

                                                                                                                                                                

- هذه ليست مسؤولية ليست مقصورة علي الدعاة ولا الأزهر فحسب ، المجتمع أمامه طريقان «النقل» أو «العقل»، ولابد لجميع أفراد المجتمع أن يختاروا أى طريق سيسلكون، هل العقل أم النقل، المؤسسة الدينية فى مصر مصرة على الاستمرار في طريق النقل  وذلك لأنها تخشى أو تخاف أن يكون هذا المنهج العقلى هو بداية لأن تخسر سلطات تمنحها مزيدا من المكانة الاجتماعية.

 واخيرا لا يظهر في الافق اي مؤشر يدل علي  قابلية مشيخة الازهر الحالية الشروع في تنفيذ اي اصلاح ديني حقيقي رغمان موقفهم هذا سوف يؤثر علي مكانة مؤسسة الازهر نفسها امام الراي العام , كما ان قيام الحكومه بتشكيل المجلس الاعلي لمكافحة التطرف والارهاب والذي سيعمل علي اصلاح جميع المناحي  لهذه القضايا ومنها تجديد الخطاب الديني , يعنير ان الدوله ستقوم بما يرقض  الازهر القيام به مدعومه بتعاطف شعبي  وهذا ما يذكرنا بما حدث في اوروبا  قبل قرون  من ثورة اصلاحيه دينيه , فهل سيصغي الازهر لصوت التجديد من اجل مستقبل شرق اوسط يعمه التنوير والعدل والسلام بدلا من الفكر الظلامي .