نجح الرئيس السيسي بقوة في المشاركة في مؤتمر برلين وظهر إلتفاف قادة العالم حوله اثناء الحديث عن تطورات الازمة الليبية وضلوع تركيا في الازمة ورعايته للسلام مؤكدا علي أن مصر لن تترك ليبيا فريسة للإرهاب والميليشيات المسلحة وظهر دعم مصر لقائد ليبيا حفتر وجيش ليبيا الوطني رافضة محاولات إشعال الفتنة عن طريق مرتزقة تم إدخالهم ليحاربوا علي الاراضي الليبية ومن برلين انطلق الي لندن وسط استقبال حافل من الجالية المصرية
جاءت المشاركة المصرية في أعمال قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية 2020 في لندن، بعد ساعات قليلة من المشاركة في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، لتؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح، نحو مزيد من الريادة والانفتاح على العالم.. فما هي الرسائل التي حملها الرئيس السيسي في زيارته إلى لندن؟
المشاركة في قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية خلال اليوم الأول من الزيارة إلى بريطانيا:
أحداث هذه القمة الناجحة في تاريخ سياسة مصر الخارجية بدأت بمشاركة الرئيس السيسي في فعاليات قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية 2020، حيث ألقى كلمة استمع لها العالم، حدد خلالها أسس بناء شراكات جادة بين القارة السمراء والمملكة المتحدة، بما يعود بالنفع على الأطراف كافة استناداً إلى مبدأ المصالح المتبادلة والمشتركة.
وتمثلت حزمة الأسس التي حددها الرئيس لتعزيز التعاون الأفريقي البريطاني فيما يلي:
- تقديم ضمانات استثمار حكومية للشركات الدولية، ومنها البريطانية، على نحو يُساهم في طمأنة المستثمرين لتشجيعهم على ضخ استثمارات مباشرة في دول القارة الأفريقية.
- تهيئة السبل لتعزيز المبادلات التجارية على أسس أكثر عدالة مع القارة استناداً إلى المصالح المشتركة، بما في ذلك فتح الأسواق البريطانية أمام المنتجات الأفريقية.
- توفير التمويل الدولي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان الأفريقية، لكونها الأكثر مساهمة في توفير فرص العمل وزيادة الصادرات.
- الارتقاء بمستوى ومعدلات الإنتاج الصناعي والخدمي في القارة الأفريقية، بما يُعزز الترابط مع سلاسل القيمة العالمية.
كما لخصت كلمة الرئيس المحاور ذات الأولوية للقارة الأفريقية وهي:
- تكثيف تنفيذ المشروعات الرامية لتطوير البنية التحتية التي تسهم في تحقيق الاندماج القاري، وعلى رأسها محور القاهرة - كيب تاون لربط شمال القارة بجنوبها.
- تفعيل كافة المراحل التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بما يُسهم في تعزيز حركة التجارة البينية وزيادة تنافسية القارة على الصعيد الدولي.
- الدور المهم للقطاع الخاص المحلي في تعزيز الجهود الوطنية للدول الأفريقية في تحقيق التنمية.
- تمكين الشباب والمرأة بدول القارة، وتوفير فرص العمل، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي.
لقاءات على هامش القمة:
وعلى هامش "قمة أفريقيا بريطانيا" للاستثمار بلندن، تعددت لقاءات الرئيس السيسي مع المسئولين الأفارقة، وذلك في إطار ما تقوم به مصر مؤخراً من جهود هادفة لإعادة ريادتها الأفريقية، وتأكيد مكانتها بين أشقائها في القارة السمراء.
- لقاء رئيس وزراء موريشيوس:
من بين اللقاءات المهمة للرئيس السيسي، جاء استقباله لرئيس وزراء موريشيوس برافيند كومار جوجناوث، والذي شهد تأكيداً على اتجاه البلدين نحو تعزيز التبادل التجاري المشترك، وتوفير مصر للدعم الفني وبناء القدرات لموريشيوس.
وقد عبر رئيس وزراء موريشيوس خلال اللقاء، عن تقديره لمصر حكومةً وشعباً، على مواقفها الداعمة لقضايا بلاده الإقليمية والدولية، من خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.
- لقاء رئيس الكونغو الديمقراطية:
الدعم المصري لأفريقيا، كان محور لقاء آخر جمع الرئيس السيسي برئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسيكيدي، والذي شهد التأكيد على استمرار مصر في تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات الممكنة للكونغو.
وقد أشاد تشيسيكيدي - خلال اللقاء - بالدور البارز بقيادة الرئيس السيسي خلال عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في تعزيز العمل المشترك والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي لدول القارة.
نتائج ملموسة:
القارئ للمشهد الحالي يدرك أن القمة الإفريقية البريطانية، ساهمت في تحقيق نتائج عديدة لصالح مصر، أبرزها ما يلي:
- إنهاء مفهوم التبعية في علاقات مصر الخارجية، بعد أن صارت مصر قائدة التنمية في القارة الأفريقية، وجاء تأكيد مسئولي البلدان المختلفة على اعتزازهم بالعلاقات مع مصر، وتطلعهم لاستمرارها على هذه الوتيرة مستقبلاً.
- استعادة مصر مكانتها واحترامها على الساحة الدولية، ولعل ذلك المعنى ظهر جلياً بعد ما شهدناه اليوم من تصفيق حاد للرئيس بعد أن أنهى كلمته بقمة الاستثمار الأفريقي البريطاني.
- الاقتصاد المصري كان أحد المستفيدين من الزيارة أيضاً، فلا ننسى أن هذه القمة في الأساس جاءت بهدف دعم اقتصاد القارة الأفريقية، وجذب مزيد من الاستثمارات لدولها، ولعل مصر في مقدمة دول القارة استحقاقاً لذلك.
اليوم الثاني:
يمكن القول إن اليوم الثاني من زيارة الرئيس السيسي لبريطانيا حمل لقاءات مصرية بريطانية مهمة جدا، إذ التقى الرئيس السيسي بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، والذي أشاد برؤية الرئيس الاستراتيجية في مجال التنمية، وذلك خلال مباحثات ثنائية بدأت مغلقة، ثم تلتها جلسة موسعة بين وفدي البلدين.
جونسون أكد أيضا دعم بريطانيا للإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، فيما أشاد الرئيس السيسي بالزخم الملحوظ الذي تشهده علاقات البلدين الثنائية في كافة المجالات، كما أن اللقاء استعرض سبل تنسيق جهود البلدين في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تطورات عدد من الموضوعات وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وبريطانيا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا.
اللقاء الثاني كان مع الأمير ويليام دوق كامبريدج ونجل ولي عهد بريطانيا، وخلال اللقاء أشاد الرئيس بعلاقات التعاون المصرية البريطانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، كما أعرب الأمير وليام عن تقدير بريطانيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي.