أردوغان وحصاد عامين من الفشل فى مقعد الرئيس.. تفشى الوباء.. ارتفاع البطالة.. انهيار الاقتصاد.. وسام الدرجة الأولى فى تصنيع الإرهاب وتصديره.. أداء مخزٍ فى السياسة الخارجية كرس الأجندة الإخوانية والأطماع التوسعية

أمضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عامين في ظل النظام الرئاسي الديكتاتوري القميء، الذي بدأ مع انتخابات 24 يونيو 2018.. عامان من الديكتاتورية الرئاسية والعنجهية الأردوغانية، والعربدة الإخوانية، والمغامرات البائسة والمؤمرات الفاشلة.

في العام الثاني من رئاسته لتركيا بعد الانتقال إلى النظام الرئاسي، عقب تحول الجمهورية التركية إلى نظام الرأي الإرهابي الواحد الذي زعم أردوغان أنه يستهدف التخلص من البيروقراطية والإجراءات الروتينية، التي كانت تعرقل مسيرة الطموحات عند الأتراك، بيد أن الهدف الاستراتيجي هو تحقيق أهدافه التوسعية وأحلامه الاستعمارية وإحكام السيطرة على السياستين الداخلية والخارجية وتدمير اقتصادات من خلال حكم الأسرة الأردوغانية وإحكام القبضة على المشاريع الاقتصادية لمصلحة الأسرة..

حصاد الفشل المر


ويرى مراقبون معنيون بالشأن التركي أن النظام الرئاسي التركي فشل في تحقيق آمال وتطلعات الشعب التركي بسبب الافتقار إلى وجود رقابة قانونية وقوى رادعة تجاه الممارسات الخاطئة كون رأس النظام تدميري إخواني، يعشق الإسلام السياسي وتجاهل الكثير من الضوابط والتوازنات، كون النظام لا يخضع للإشراف القانوني ولا السياسي، وبالتالي لا ينتهك فقط مبدأ سيادة القانون، بل سيؤدي إلى مشكلات تراكمية في المستقبل، وهذا ما حدث خلال العامين الماضيين والأعوام القادمة خصوصا أن البرلمان لا يملك سلطة الإشراف على النظام الرئاسي وميزانيته، كما لا يُسمح للمحاكم إلى حد كبير بمساءلة أولئك الذين يمارسون السلطة. وفق تقرير أوردته "عكاظ" .

6f7fb0491e.jpg

كما عانى الاقتصاد التركي من التدهور غير المسبوق وانخفاض شديد في قيمة الليرة التركية.

إن التحول الرئاسي في تركيا، الذي يدخل عامه الثاني سيخلف تداعيات مؤثرة على مستوى الداخل، ذلك أن المدرسة الأتاتوركية تم استبدالها بالمدرسة «الأردوغانية»، فكما أرسى وأسس مصطفى كمال أتاتورك الدولة التركية العلمانية في تركيا، أرسى أردوغان النظام الرئاسي الديكتاتوري ليصنع أول قطيعة «فكرية» مع التاريخ التركي الحديث.. وتتجه تركيا إلى مرحلة جديدة من الانعزال والانحطاط السياسي والاقتصادي.

وقد غير النظام الرئاسي منظومة القوات المسلحة التركية، وبدا ذلك واضحا منذ محاولة الانقلاب عام 2016، حين عزل نحو نصف الرتب العليا وسجن عددا كبيرا منهم، بتهمة الانتماء إلى جماعة جولن.

أداء مخز فى السياسة الخارجية

وعلى مستوى السياسة الخارجية، كان الأداء التركى مخزيا إلى أبعد الحدود،و ظهر وجه أردوغان الإخواني بشكل أكثر وضوحا خصوصا أجندته الإخوانية وأطماعه التوسعية في ابتلاع الدول مثل تونس وتركيا واليونان والعراق وسورية.

ولم يعبأ أردوغان بتفشي فايروس كورونا في أوساط شعبه؛ حيث جعلهم يموتون من الجوع والجائحة. لقد تفنن أردوغان في صناعة الإرهاب، هذه الصناعة التي خرجت من عباءة الجماعات المتطرفة إلى الحاضنة التركية الإخوانية.. وحرّك أردوغان عجلة الإرهاب بالسرعة القصوى صناعة وممارسة، إذ انتقلت من كونها ترانزيت للإرهاب إلى معقل الإخوان وصناعة القتل والاستعمار، حيث لعب بورقتي الإرهاب واللاجئين في ابتزاز أوروبا سياسيا وماليا وحاول ابتلاع ليبيا وسورية والعراق وتونس واليونان وبدأ يحول مخرجات صناعة الإرهاب من سورية وتصديره إلى ليبيا..

 

431c222df1.jpg

لقد صنع أردوغان إرثا ثقيلا من التوترات والاضطرابات في مناطق متناثرة في المنطقة والعالم وبشكل خاص في الشرق الأوسط حيث حرّك عجلة الإرهاب بالسرعة القصوى على أكثر من جبهة مسخرا مظلة الشرعية السياسية والقانونية تحت عناوين مختلفة. لقد عزف أردوغان على وتر الإسلام السياسي والإرث العثماني في تبرير تحركاته لدعم واحتضان جماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيما إرهابيا وتسهيل انتقال المتطرفين إلى الجبهتين السورية والعراقية حيث حوّل تركيا إلى نقطة ترانزيت للإرهاب العابر للحدود وصولا إلى رعاية جماعات إرهابية بينها أفرع للقاعدة وتنظيم داعش، مستثمرا في الأزمة السورية والعراقية لصناعة إرهاب على المقاس وتوظيف تلك الورقة في صراعات النفوذ والتمدد من جهة وفي ابتزاز الحلفاء والشركاء مع كل موجة توتر.. ووجد رجب طيب الساحة الليبية الساحة الأخيرة الأكثر قربا ليلعب في آخر أوراق مشروعه بدعوى دعم «شرعية» واهية لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج والتي تعتبر واجهة سياسية لجماعة الإخوان.

وفي خضم هذا المشهد المعقد والملتبس برز دور أردوغان وأجهزته في إدارة وتدوير لعبة الإرهاب في المنطقة بمحامل سياسية وبأجندة أيديولوجية توسعية أخذت تركيا بعيدا عن تركيا الدولة والشعب والتاريخ، إلى هوّة سحيقة.. لقد تفشى الوباء.. زادت البطالة.. انهار الاقتصاد. وأصبح حزب العدالة يترنح.. وتدهورت الليرة..

 

تقرير أمريكى يصفع أردوغان

 

ومن جهة أخرى كان الرد الأمريكى خير برهان على فشل سياسات أردوغان، فقد وجه التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالإرهاب لعام 2019، صفعة لنظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث رفض إدراج حكة الخدمة ومؤسسها فتح الله كولن على قوائم الإرهاب، وفيما يلى أبرز ما ورد فى التقرير بشأن حركة الخدمة، ومحاولات حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلصاق تهمة الإرهاب بحركة الخدمة بالإرهابية لا أساس له من الصحة

 

والحكومة التركية تتهم حركة الخدمة ومؤسسها فتح الله كولن بالإرهاب منذ أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 ، وحركة الخدمة غير مصنفة بتهمة الإرهاب فى الولايات المتحدة على عكس حزب العمال الكردستاني المصنف من قبل الحكومتين تنظيما إرهابيا، وقالت الخارجية الامريكية نصا:"حركة الخدمة ليست تنظيمًا إرهابيًا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.

 

 

والحكومة التركية تعتقل مواطنيها وكذلك الموظفين العاملين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية لدى تركيا بتهمة الإرهاب المزعومة، وتستمر في عمليات الاعتقال، و نظام أردوغان يقوم باختطاف المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج، وتقوم بنقلهم إلى تركيا في ضوء المزاعم نفسها، وقال التقرير نصا :"تستمر الحكومة في تقييد الحريات وعناصر نظام سيادة القانون استنادا لتشريعات واسعة لمكافحة الإرهاب.

 

ووجهت الحكومة التركية اتهامات جنائية ضد طيف واسع من الأفراد، بمن فيهم صحفيون، وسياسيون معارضون، وناشطون، وآخرون ينتقدون الحكومة لمحاكمتهم.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع