شدي حيلك يا بلد بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

شدي حيلك يا بلد بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
شدي حيلك يا بلد بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
الكلمة تلعب دورا في غاية الأهمية وقت الحرب والسلم بل وطوال الحياة وبرغم رحيل الفنان محمد نوح إلى الدار الأخرة يوم الأحد 5 أغسطس 2012 إلا أن أغنيته مدد .. مدد .. شدي حيلك يابلد .. مازالت معنا حتى يومنا هذا وسوف تظل مابقيت الحياة وهذه الأغنية كتبها الشاعر إبراهيم رضوان ولحّنها وغناها الفنان محمد نوح وهذه الأغنية رفضت نكسة 1967 وأكدت أن شهداء مصر يوهبون حياتهم لأجل أن تحيا مصر وقد تم غناء هذه الأغنية أثناء معارك الاستنزاف التي بدأت في أول يوليو أي بعد أقل من شهر لنكسة يونيو 1967 وسمعت مصر والمعمورة كلها كلمات الشاعر إبراهيم رضوان بصوت المطرب والموسيقار محمد نوح فتناقلتها الحناجر كما شدى بها الكابتن غزالى مع فرقته ( أولاد الأرض ) فى الخنادق وعلى خط النار لأجل شد أذر جنود مصر البواسل خلال معارك الاستنزاف وبعد نصر أكتوبر 1973 قام الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الدفاع وممدوح سالم  وزير الداخلية والبطل محمد عبد العاطي من صائدي الدبابات وبعض ممثلي أفرع القوات المسلحة وكبار الشخصيات وممثلي الصحف ووكالات الأنباء بقص شريط افتتاح معرض الغنائم في شهر ديسمبر عام 1973 غنى محمد نوح مدد .. مدد .. شدي حيلك يابلد . 
نذكر أيضا أن الصحفي عبد الرحمن فهمى كان في مكتبه بجريدة الجمهورية وكان يقوم  بتجهيز 3 صفحات رياضية وينتظر دوران المطبعة وكان ذلك في ليلة مباراة منتخب مصر لكرة القدم ضد منتخب تونس والفائز سوف يتأهل لكأس العالم عام 1978 بالارجنيتين وقبيل أن ينتهي الصحفي عبد الرحمن فهمي من الصفحات بثوانٍ انفتح الباب وطل الفنان محمد نوح برأسه من وراء الباب وقبل أن يجلس قال : أريد أن أغنى فى استاد القاهرة غداً لتشجيع منتخب مصر .. أريد أن يردد خلفى ومعى مائة ألف متفرج : مدد .. مدد .. وبدأ محمد نوح يشرح الفكرة وهى عبارة عن جهاز كهربائى متصل بكذا مكبر للصوت فى المدرجات وحبل طويل فى نهايته ميكروفون ليغنى من خلاله خوفاً من انتهاء البطارية وتكون أكثر من بطارية غيار فقال عبد الرحمن فهمي : الكلمة النهائية للصديق حسن أمين مدير الاستاد 
قال محمد نوح : اتصل به الآن وأنا سأقنعه وبالفعل اتصل بمنزله فردت زوجته على الهاتف وأخبرته إنه نائم فقال عبد الرحمن فهمي : عاوزه ضروري . 
تحدث الصحفي عبد الرحمن فهمي مع حسن أمين وشرح له فكرة محمد نوح  وبعد وقت قصير حضر حسن أمين وقبل أن يقول شيئاً أخرج محمد نوح دفتر الشيكات من جيبه وسأل حسن أمين :  الحكاية دى كلها بكام .. قدامنا أكثر من 8 ساعات نشترى ونركب ونعمل بروفة كمان .. الشيك ده على بياض اكتب المبلغ واصرفه فوراً.. وأنا عندكم من الصباح الباكر حتى الظهر ثم أستريح ساعة وأعود إليكم وقد كان  وغنى الفنان  محمد نوح مع أكثر من 120 ألف من الجماهير في استاد القاهرة وفاز منتخب مصر على منتخب تونس 3-2  وقدمت تونس احتجاجاً قالت فيه : إن الأرض كانت تهتز تحت أقدام لاعبينا ولكن لم يقبل الكاف الاحتجاج
أذكر أيضا أن الرئيس السادات اتصل هاتفيا بالفنان محمد نوح وقال له : عايزك يا محمد تروح تقول كلمة مصر في سيناء إحنا خدنا الأرض كلها خلاص وعايزك تغنى في سيناء وبالفعل ذهب محمد نوح إلى سيناء وشارك في حفل أقيم بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء وعندما بدأ في غناء مدد .. مدد .. مدد تفاعل الجمهور معه بصورة رائعة والفنان محمد نوح حتى أخر يوم في حياته كان يحتفظ بزجاجة بها رمل من سيناء الحبيبة .
الشاعر إبراهيم رضوان مؤلف أغنية مدد .. مدد .. شدي حيلك يابلد كشف العديد من كواليس هذه الأغنية الوطنية فقد ذكر أن أول من غنى مدد مدد كان مطرب شاب من طلخا صوته جميل وكانت تغنى في الشوارع والقرى أيام النكسة وبعد ذلك سمعها محمد نوح بالصدفة وكان وقتها متفرغًا لأعمال سيد درويش فأعاد تلحينها وغناها .