تتميز كل طائفة أو جماعة دينية، بأزياء وطقوس وطرق وعبادات تميزها عن الطوائف الأخرى، وبنظره بسيطة تستطيع أن تميز أصحاب كل الجماعات والديانات المختلفة عن بعضهم، فانت تستطيع تمييز أزياء الراهبات المسيحيات، وبالضرورة تميز ملابس القساوسة والآباء فى الكنائس، مثلما تعرف ملابس الحاخامات وملابس الشيوخ فى المساجد.
يسعى رجال الدين للتأكيد على أن لكل دين زى خاص به، ربما لم ينص عليه صراحة، لكن مع الوقت صار مرتبطا به، ومن ذلك ما ورد فى الكتاب المقدس "وكَذلك أنَّ النّساءَ يُزَيّنَّ ذَواتِهِنَّ بلِباسِ الحِشمَةِ، مع ورَعٍ وتعَقُّلٍ، لا بضَفائرَ أو ذَهَبٍ أو لآَلِئَ أو مَلابِسَ كثيرَةِ الثَّمَنِ"، (1تيموثاوس 9:2).
ولا تفرض المسيحية أنماطًا محددة من المظهر الخارجي، إلا أنها تلزم الحشمة؛ مع مرور الزمن تطورت أنماط مختلفة من أنماط اللباس بين الجماعات والطوائف المسيحية المختلفة وتطور أنماط لباس خاصة برجال الدين المسيحي وبرهبانه.
وبحسب موقع الأنباء تكلا، أحد المواقع الدينية المسيحية، فإن جسد الإنسان متصالح مع التجسيد، وبالتالى أصبحت "الروح القدس" ساكنة الجسد، فسار فى الجسد كرامة، وأصبح يليق بالجسد كل وقار واحترام فصارت الحشمة تعبر عن معرفة الله، إذ تكشف عن أمور روحية باطنية تنبع من قلب وعقل متحدان بالله ويملك عليها مخافة الله هنا سنجد الشابة والفتاة المسيحية في ملبس محتشم ملتزم بحسب قول معلمنا بولس الرسول... "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1 تي 2: 9).
من هنا يأتي اللباس المحتشم الملتزم في حرية كاملة وليس فرضًا أو كبتًا لأنه لا يمكن ان تكون الحشمة بسبب تقاليد اجتماعية بفرض زي معين أو أي ضغوط خارجية.. فلا نستطيع أن نسمى هذا الزي حشمة لأنه لا يعبر عن عفة داخليه حقيقية.. أو احترامًا وتوقيرًا لجسد منير مبارك موضع لسكنى الله.
وتلتزم أغلب الكنائس الشرقية والغربية، بضرورة أرتداء الرجال غالبّا البذلة، أو غيرها من الملابس اللائقة فى العظات الدينية، وفي العديد من التجمعات المسيحية خصوصًا لدى الكنائس المسيحية الشرقية والكنائس البروتستانتية المحافظة، يفرض على المرأة تغطية الرأس خلال حصور القداس.
وتتميز أغلب ملابس الكهنة والقساوسة بلونها الأسود، ويعتقد أن الحاكم بأمر الله هو أول من أمر الأقباط فى مصر بارتداء الملابس السوداء، وبحسب دراسة للباحث شريف خورى لطيف، نشرت فى مجلة الحوار المتمدن بعنوان "الحاكم بأمره.. وشعب البلاك بلوك": أن الحاكم بأمر الله أمر الأقباط بلبس «ملابس الغيار» وشد الزنار على الوسط وعدم لبس الملابس الملونة أو الزاهية ولا الناعمة، تنفيذاً لأوامر الذمية التي يقرِّها الإسلام والمسلمون ضد المسيحيين عبر 1400 عاماً، وملابس الغيار لمن لايعرف هي ملابس سوداء وعمائم سوداء يلبسها الأقباط تميزاً لهم عن المسلمين كنوع من الإهانة والمذلة، وأرجع البعض هذا الأمر الغريب بإلزام الأقباط بملابس سوداء إلى لون راية دولة العباسيين الذين هم ألد أعداء الفاطميين في ذلك الوقت.
ووفقا لعدد من المواقع المسيحية، يرمز اللون الأسود روحياً إلى حزن الكاهن على موتى الخطية الذين لم يتوبوا، واللون اﻷسود هو لون نن العين مهما كانت ألوان العيون، والكاهن يجب أن يضع جميع الناس فى عينه مهما اختلفت طبائعهم أو مقاصدهم، كما أن العمامة السوداء تذكرنا بأن السيد المسيح وضع على رأسه إكليلاً من الشوك حزناً على الخطأة، أما والكم الواسع يرمز للصدر الواسع الذى يحتمل الكل ويصبر على الكل ويحب الكل مثل السيد المسيح، والكاهن كان يخفى بداخله العطايا للفقراء حتى ﻻ يراها أحد.
توجد رتب في الكنيسة أخرى مثل "أرشيدياكون" وتعني رئيس شمامسة، و"دياكون"، و"إبيذياكون"، و"أغنسطس" وتعني قارئا، و"إبسلتس" وتعني مرتل.
وجميع الرتب ترتدي "التونية"، و"البدرشيل" والأخير معناه في اللغة اليونانية ما يعلق على العنق، ويلبسه "الذياكون والأرشيدياكون" تحت الإبط الأيمن إلى الكتف الأيسر كأجنحة الملائكة، بحسب الاعتقاد المسيحي، ويلبسه "الأغنسطس والإبذياكون" على شكل إكس من الخلف دلالة على حملهم صليب المسيح الذي تكرسوا لخدمته، وعلى شكل حزام من الأمام دلالة على ضبط النفس والتهيؤ للخدمة.
ويرتدي الراهب "القلنسوة" وهي تغطي الرأس كلها ثم تتدلى خلف الرأس وعلى الكتفين فقط، والجزء الذي يغطي الرأس يوجد عليه 12 صليبًا وهي تشير إلى عدد تلاميذ المسيح، كما يرتدي الراهب "المنطقة"، وهي عبارة عن حزام يصنع من الجلد أو من الكتان، يتمنطق بها الراهب على خصره، وتُدعى في القبطية "زوناريون" أى زنار أو حزام، وهي تشير إلى القوة واليقظة والاستعداد الدائم للجهاد.
أما ملابس البطريرك أو البابا تتكون من التاج وهو خاص بالبطريرك، ويلبس على الرأس وبه صور للسيد المسيح والقديسين، ويخلع وقت قراءة الإنجيل، ويصنع من الحرير أو الذهب، ويشير إلى إكليل الشوك الذي لبسه السيد المسيح كما يرمز إلى أكاليل الانتصار، ويرتدي البطريرك ما يطلق عليه "المنطقة" وهو حزام من الحرير أو الفضة يلبسه رئيس الكهنة ليشيد بها وسطه، وهو يشير إلى اليقظة والخدمة والاستعداد الدائم.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع