الكاتب الصحفى شعبان خليفة لـ «صوت بلادي»: هناك حالة غياب رؤية يعاني منها الإعلام المصري ... نحتاج لتحديد معالم سياسة تحريرية داخل مؤسساتنا الإعلامية والصحفية ..

الكاتب الصحفى شعبان خليفة لـ «صوت بلادي»: هناك حالة غياب رؤية يعاني منها الإعلام المصري ... نحتاج لتحديد معالم سياسة تحريرية داخل مؤسساتنا الإعلامية والصحفية ..
الكاتب الصحفى شعبان خليفة لـ «صوت بلادي»: هناك حالة غياب رؤية يعاني منها الإعلام المصري ... نحتاج لتحديد معالم سياسة تحريرية داخل مؤسساتنا الإعلامية والصحفية ..

 

 

  • لقد ظلت الكنيسة المصرية كنيسة وطنية يرفض رموزها عبر التاريخ التدخلات الأجنبية .
  • التجربة اليابانية في الاعتداد بالصحافة الورقية تؤكد على أهميتها كإصدار جماهيري وتوثيقي ناجح .
  • لقد فشل السادات في استثمار روح أكتوبر وما أكدت عليه حالة المواطنة ، بل ودخل في صدام مع المؤسسات الدينية .
  • جريدة " صوت بلادي " وموقعها الالكتروني مثال رائع للمهنية والوطنية المصرية لرموزنا في الخارج وإصدار يستحق تهنئة وأسرة التحرير عليه .

 

حوار : چاكلين جرجس

 

بالفعل كم هي متعبة مهنة البحث عن المتاعب ، كم هي شاقة مهنة الصحفي الأعزل إلا من صوت ضميره الدافع له دوما للتقدم نحو لذة الاكتشاف و ميلاد الخبر والكشف عن الحدث  بعد معاناة ألم المخاض ، بعد أن تحتم عليه أن يتجول بين الألغام شرط ألا يفجر لغما أو ينفجر تحت قدمه لغم، عليه أن لا يقول الآه المتعبة يتعب و لا يستريح ، وألا يمالئ أو يزوغ أو يراوغ، ألا يساوم أو يعرض قلمه –ضميره – في أقرب ساحة للبيع في بوتيكات بيع الذمم ، وأن يدرك أن بعض الأخطاء الصغيرة قد تضع الوطن على فوهة بركان ...

وعليه ومن أول " النهار " كان القرار الالتقاء مع أحد فرسان جريدة " النهار " الكاتب الصحفي " شعبان خليفة " ليحكي لنا حدوته مع مهنة البحث عن المتاعب و رحلتة فى بلاط صاحبة الجلالة التى تجاوزت  الربع قرن بداية من عام 1991حيث العمل بجريدة الوفد ثم المساء ،فالأحرار اليومى  ،الذى قضى به قرابة العشرين عاماً رئيساً للعديد من الأقسام و نائباً لرئيس التحرير ثم رئيساً لمجلس الإدارة ، ورئيس تحرير جريدة «المستقل» من 2012 – 2014 وصولاً لرئيس التحرير التنفيذى لجريدة " النهار " المصرية حتى الآن ، و قد ترأس تحرير برنامج " الحكاية " بقناة اللورد  ..

وفارس اللقاء لهذا العدد من " صوت بلادي " له مؤلفات من بينها : " أقباط مصر فى ثلاثة عهود عن دار أخناتون." ... و "دور المؤسسات الدينية فى إدارة أزمات العنف الجماعى. " من مطبوعات المؤتمر الدولى الخامس لإدارة الأزمات ..." دراسة وصفية عن الأحرار فى 25 عامًا. من مطبوعات الأحرار " .. وفي مجال الإبداع الأدبي "  .مجموعة قصصية بعنوان " القبر المفتوح عن دار"  " كتبنا " ..

و ضيف العدد حاصل على  ليسانس الآداب صحافة سوهاج دفعة  90 /91 ، ثم الدراسات العليا فى إدارة الأزمات والكوارث من كلية التجارة جامعة عين شمس  2000....و عضو فى نقابة الصحفيين المصريين و إتحاد الصحفيين العرب و الإتحاد الدولى للصحفيين و العديد من الجمعيات الأدبية و الثقافية .

فى حواره لـ صوت بلادى " سألناه حول الماضى والحاضر و المستقبل فى مجالات متعددة وشائكة وأجاب بكل صراحة عن رأية و رؤيته حول تلك القضايا ..... تفاصيل الحوار فى السطور التالية ...

 

 

* فى رأيكم ما هى أهم أسباب معاناة الصحفي وتؤثر على جدارة المهنة    ؟

   أحد الاشكاليات التى عايشتها فى الصحافة أن فكرة سياسة التحرير شىء غير معلن للصحفى و قابل للتغير و على الصحفي أن يفهم و يستشف ذلك وحده ، أيضا نجد أن الصحفى المصرى ليس لديه أيدولوجية معينة  لكنه مهنى ، فتحول الصحفى المصرى إلى عامل باليومية  أو الشهرية أو موظف مكلف بمهام يومية ينبغي إنجازها! .

 

* كيف ترون حال الصحافة المصرية ، و ما مدى مصداقية الأخبار المنشورة بها ؟ و هل تتسم بمعايير جودة الصحافة و المهنية ؟

  هناك حالة من غياب الرؤية تسود الإعلام بشكل عام ، فالعصر الحالى حاد جدًا فى تحولاته فثورة الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعى عملت نوع أشبه بالإنفجار ، و في المقابل تتحرك الصحف  ببطء شديد جدا للتحول ، بينما نتابع أن دول كبرى مثل اليابان و الصين قاموا بتهميش السوشيال ميديا و الإعلام الإلكترونى و ظلوا متمسكين بأنهم سيقدمون إعلام تقليدى بشكل رصين يتخلوا فيه عن الانفراد إذا كان على حساب  المصداقية و لذلك ظلت الصحافة قائمة بهذا الشكل .

فلو أخذنا على سبيل المثال ما يسمى بالصحف المصرية العريقة بحكم التاريخ و قمنا بعد عدد المقالات فى الصحفية نجدها حوالى 52 مقال و نجد أن 10 % من كتابها أشخاص مستكتبة ليس لهم علاقة بالإعلام و ذلك للهروب من أن تقوم الصحيفة بعمل تغطية إعلامية معتمدة على الفنون الصحفية الأخرى فلا تجد التقرير أو التحقيق الصحفى الجدير بالقراءة فليس المهم فى عدد صفحات الجريدة لكن المهم المادة  الصحفية المقدمة والتى تخدم القارئ و توسع مداركه .

 

*حدثنا عن كتابكم " أقباط مصر فى ثلاثة عقود " ؟

   فكرته كانت بمناسبة اشتعال أزمة الكشح فى سوهاج " و لى فيها دراسة حالة عملتها فى الدراسات العليا بإدارة الأزمات بجامعة عين شمس  ، علمت بوصول رسائل تهديد متتالية من اللورد ألتون ممثلنا فى مجلس العموم البريطانى بجزيرة الكلاب " ليفربول " حاليًا لمحافظ سوهاج قائلًا:نحن سنحاكمك ، الأقباط يعلقون على الأبواب وذلك بصياغة تهديد غير مقبولة كأن مصر لازالت مستعمرة بريطانية ،متناسيا سيادة الدولة المصرية و دور المواطنة فى مصر فالمسيحى المصرى و المسلم المصرى مواطنين متساويين فى الدولة المصرية لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، فبدأت أتحدث فى الكتاب عن فكرة هل الغرب صادق فعلا فى انحيازه لقضايا الأقباط أم أنه ينظر فقط لمنفعته فى الدول العربية و كيفية استثمارها لصالحه .

تناولت فى الكتاب مقارنة للعصور الثلاثة عبد الناصر و السادات و مبارك و موقفهم من الأقباط فوجدت المشكلة تتلخص بعلاقة المؤسسة الدينية الرسمية مع السلطة ففى عهد عبد الناصر لا يوجد أى قبطى فى السلطة أو تنظيم مجلس قيادة الثورة لكن كانت العلاقة بين البابا و عبد الناصر طيبة و عميقة جدا مما أوجد كاتدرائية العباسية ليس لتحقيق مكاسب لكن بقناعة أن الاقباط أحد مكونات الوطن ولهم حق فى العبادة و لم يكن عبد الناصر يسمح بالعدوان على الأقباط فى عهده .

فترة السادات ، وبرغم حدث نصر أكتوبر و تعميقها لحالة عبقرية تسمى بالمواطنة و أن الدين لا يفرق بين مسلم و مسيحى ،  لكن السادات فشل فى استثمار هذه الحالة و بدأ فى الصدام مع قداسة البابا و كان هذا القرار من أغبى قرارات السادات الصدام مع قيادة روحية ، بما كان يوحي ويؤشر لحالة دلالة بانه فى صدام مع الدين نفسه .

أما عهد مبارك  فقد عايشنا حالة  تخبط و تغير و تأرجح محاولا عمل حالة من التوازن ، لكن الرأى العام كان عنده شك  فى أن الحكومة أو الدولة هى التى تقوم بالعمليات الإرهابية ضد الأقباط  و هذا بالطبع مستحيل لا تستطيع أى دولة اللعب بورقة الأقباط بمعنى تفجير كنيسة لتخويف الاقباط و ذلك مستحيل لأنها ستخلق حالة قد تصل إلى الاقتتال الداخلى لكنه كان إرهاب فشلت الدولة في تحصين وحماية الكنائس فى المناسبات الكنسية  بإجراءات أمنية متقدمة ؛ لكن فى كل الأحوال و العصور ظلت فكرة رفض الاقباط للتدخل الخارجى هى القائمة دليلا دامغا على وطنية الكنيسة المصرية .

 

* هل تُعد مشكلة تراجع الصحف الورقية أمام الإلكترونية مشكلة محلية و إقليمية أم عالمية ؟

 إن أكبر 7 صحف توزيعا فى العالم فى اليابان مع أن عدد سكانها حوالى  124   مليون نسمة لكن فيها صحف توزع ما يقرب من 14 ،9، 7 مليون ، إلى ذلك الحد لازال التمسك بالصحيفة الورقية حيث تمسكهم بالمصداقية على الرغم من أن تصنيفه على مستوى العالم أنه إعلام مماهى للحكومة .

لكن فى مصر ظلت الصحف متمسكة بالإنفراد و السبق الصحفى فبدأت تنقل الأخبار من المواقع دون التحقق من صحة الأخبار ، فمنذ 2010 إلى 2019 لم تستطيع أن تتوازن أو أن تحافظ على أى درجة من الثبات فى الممارسة المهنية فمرة كانت مع الثورة إلى حد التطرف و مرة ضد الثورة إلى حد التطرف و فترة أخرى لا تجد لها موقف ثابت هل هى مع الثورة أم ضدها ..حالة غريبة من التخبط فبدأت تملأ أوراقها بأى أخبار ، و الحل الوحيد يكمن  فى المهنية فالإشكالية هنا أنه ليس لدينا نموذج مهنى واضح للصحافة .

و فى الدول العربية دون ان نقصد او حتى عن قصد عملنا عملية فك و تركيب للمادة الصحفية و لم يكن معنا الكتالوج لإعادة تركيبها مرة ثانية فتخبططت الصحافة ، فإذا كنا نريد إعلام قوى يجب أن تعطيه الاحترام تماما مثل العلاقات الاجتماعية .

* ما رأيكم فى دور الإعلام المصرى بالخارج هل يعتبر صوت المصريين فى بلاد المهجر ؟

 

   ليست كل التجارب الصحفية أو الإعلامية بالخارج ناجحة أو تنقل رأي المواطن المصرى المقيم بدول الغرب بحيادية و بعضهم لا يُنقل أخبار مصر إليه بشكل موضوعى و سليم فهى تفتقر أيضاً إلى المهنية ؛ لكن هناك تجارب عديدة ناجحة أذكر منها تجربة الكاتب الصحفى الكبير محب غبور و جريدة صوت بلادى و موقعها الرائع  فهو من أشد الصحفيين الغيورين على مصر و أتمنى تكرار التجربة و الحرص على صورة مصر بالخارج و تقديم نماذج مشرفة للشباب المصرى فى أمريكا و الدول الأوروبية .

 

*كيف تقيمون دور " النهار " مهنيا وفكريا وهل هناك مشاريع تطوير للجريدة والموقع ؟

منذ ان صدرت " النهار " فى  2007 و خط النهار واضح و واحد فهى جريدة منحازة للحقيقة فقط و هذا خيارنا و الدولة تتقبل منا الحدة فى طرح القضايا لعلمها بأنه لا توجد لدينا مصالح شخصية فى طرح القضايا وحتى ان النيابة العامة تعلم اننا نعمل للصالح العام و حسنى النية فسوء النية وعدم الانحياز للمصلحة العامة يدين أى جريدة ولذلك أخذنا الحقائق قاعدة مهنية اساسية لنا فهو العاصم المهنى .

أما بالنسبة للموقع الإلكتروني، فمنذ بدء ظهور مواقع الصحف على الساحة الصحفية كانت " النهار " سباقة لتأسيس موقع خاص بها و ترتيبنا من العشر مواقع الأوائل على مستوى المواقع فى مصر و فكرة التطوير مطروحة ، كنا نأمل بأن ننتقل إلى اليومى لكنه لم يتم حتى الأن لأن المناخ العام لم يكن مناسب على كافة المستويات خاصة من الناحية الاقتصادية ، و على مستوى التفاعل نتمنى أن نصل لمراحل أفضل وعرضت علينا جهات فكرة شراء المحتوى بالتوافق لكننا رفضا هذه الفكرة لأن بعض المواد سيتم معالجتها بطرق معينة ، فرفضنا مثل هذه العروض و موقف الأستاذ أسامة شرشر رئيس مجلس إدارة الجريدة واضح و ثابت أن الأمور التى تتعلق بالمساس  بالوطن ليست قابلة للنقاش أو طرح الفكرة من الأساس .

 

* فى أى فترة من عمر " النهار " كان صوتها و رأيها حادًا جداً فى طرح القضايا و الموضوعات ؟

   الفترة الوحيدة التى كنا حادين فيها هى فترة حكم الإخوان لأننا كنا نرى أن الأخونة و استمرارها يمثل كارثة لمائة قرن  إذا تمكنوا من السيطرة على مفاصل و جيش الدولة فنحن أمام مخطط للقضاء على الجيش الوطنى و القوى الفكرية المعتدلة سيصبح التطرف ساحته الدولة كلها .

و من عبقرية الجيش المصرى أنه منذ تأسسيه وحتى اليوم ينأى بنفسه عن فكرة التيار الدينى وإذا ظهر أى عنصر فاسد ينتمى إلى أى تيار دينى يتم فصله نهائيا .

 

*هل يدعم الإعلام بشكل أو بأخر الفتن فى مصر و تصديه لقوى التخلف والعداء للمصالح المصرية لازال ضعيفا ؟

   أجد أن إعلام الفتنة فى الداخل كان و لا يزال محدودا للغاية ، هى حالات فردية و يتصدى لها الإعلام نفسه ، أما إعلام الفتنة فى الخارج يقينًا أنه حين يتوفر الوعى سيصبح إعلام الخارج بلا قيمة فهو يستمد أهميته من غياب الوعى فى الداخل و يتشكل الوعى المجتمعى بكشف الحقائق و عدم ترك الشعب فريسة  للشائعات و الأكاذيب ؛ فلو قام إعلام الدولة الرسمى  برصد الحقائق و الأحداث و عرضها على شاشة التليفزيون الرسمى للدولة  سيتم دحض الإشاعات و الأكاذيب المسببة للفتن بكل أنواعها ؛ فلماذا ننتظر إعلام جبان فى قنوات فضائية خاصة مثل الجزيرة لتغطية الأحداث بالداخل وخلق بلبلة و فتن بين الدولة و الشعب أو الشعب و بعضه فلنغلق الطريق على فضائيات الفتن  و لتعود المصداقية و السبق لإعلام الدولة الرسمى . 

 

* ما هى أكثر القضايا التى تهدد السلم المجتمعى فى مصر  و التى تتصدى لها الدولة بكل حزم ؟

   هناك قضيتين هامتين يشكلان مستقبل مصر و السلم المجتمعى بها، النيل و الوحدة الوطنية ؛ فإذا جف النيل فنحن أمام كارثة مصيرية و إذا ضُربت الوحدة الوطني فالسلام الاجتماعى إنهار ، لذلك أرى أن الوعى القومى فى اللحظة الحالية أهم من الأمن القومى لتجفيف منابع الإرهاب .

فمصر دولة غير قابلة للتقسيم نجد دائما المسلم بجوار أخيه المسيحى و أى إجراء يتخذه الحاكم فى صالح الوحدة الوطنية يجب أن أحييه و أضرب له تعظيم سلام لأنه حاكم واعى يحافظ على أهم قضيتين فى البلد وغير قابلتين للتفريط النيل و الوحدة الوطنية و ما يظهر من مشاكل بعدها يستطيع أن يتعامل معه بكل يسر ،

و لذلك أثمن دور الدولة و استخدامها لحقها فى ردع العمليات الإرهابية ضد الأقباط و  التى تضرب الوحدة الوطنية فى مقتل و عدم ترك المشاكل تُحل بالجلسات العرفية لخطورتها على السلم المجتمعى و أى تيار إرهابى مهما كان ثقله وتسليحه لا يقلقنى كمواطن مصرى مثل أن تكون هناك فتنة بين الأقباط و المسلمين فى مصر لثقتى الكاملة  فى الجيش المصرى و الدولة التى تمتلك السلاح الثقيل و سلطة القتل لما لها من  شرعية فى مواجهة أى إرهابى مسلح و قتله ، إنما الفتنة ستكون فى كل بيت وكل شارع و كل محافظة فى مصر فالتوعية  بأهمية الوحدة الوطنية على مستوى الدولة و هذه هو دور كل النخب و المثقفين فى مصر .

 

* متى تصبح القنوات الدينية طاقة بناء وليس هدم ؟

   القنوات الدينية كلها إذا قدمت صحيح دين كما هو فليس فى ذلك أى مشكلة لكن تبدأ المشاكل حينما تقدم الدين من رؤيتها و توجهها فمثلا أن تكون القناة الإسلامية توجهها لتيار سلفى مثل الوهابية أو الجهادية فلو القناة لها هوية و فرضت هويتها على الدين ضاعت القناة  ويجب أن توقف فورًا فطبيعة الأديان أنها متسامحة و كريمة تقبل الجميع بلا استثناء ، و مصر لا توجد فيها قناة دينية بهذه التوجهات فإذا قدمت أى قناة الدين كما هو تحولت لطاقة إيجابية فالدين رسالة فى كل الأديان قائمة على مبادىء واحدة تتعلق برؤية عقائدية لكن المبادىء العامة و المشتركة بين الأديان ضخم جدًا فيه رؤية إنسانية تعمل لصالح جميع الأطراف .

 

* لماذا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى هى الأداة الإعلامية الأولى لتوصيل صوت الشباب و اعتراضهم أو قبولهم على مواقف معينة بدلًا من القنوات الإعلامية الأساسية ؟

   وسائل التواصل الاجتماعى ليست بديلا للإعلام  فهو يأكل بعضه البعض كل ساعة مع ظهور  كل جديد؛ لكن الإعلام التقليدى لديه عنصر الثبات فمازالت الصحيفة أقوى من الفضائيات بسبب فكرة الثبات ، و وسائل التواصل الاجتماعى تستمد أهميتها من الإعلام التقليدى فمهما وصل متابعى الأخبار على أحدى الصفحات أو المواقع  إذا لم يقوم الإعلام التقليدى بتسليط الضوء عليها ستظل بلا أهمية و لن تحرك أى ساكن . 

فالفرق بين الإعلام التقليدى و بين التواصل الاجتماعى  أن الأول له ضوابط مثل المؤهل الدراسى و المؤسسة التى تعمل بها و لذلك لا يستطيع كل الاشخاص ممارسة الإعلام التقليدى ، أما التواصل الاجتماعى هو مجال متاح للجميع فيمكن تصنيفه على أنه وسيلة من الوسائل قد تكون  صادقة أو كاذبة و  يتوفر فيه عناصر لا تتوفر في الاعلام التقليدى فالتفاعل فيه أفقى - أفقى و لحظى أى يتم التفاعل بين الأفراد فى نفس اللحظة و التو ؛ لكن الإعلام التقليدى يحتاج لوقت أطول بحسب  طبيعة الوسيلة الإعلامية ؛ لكن بالرغم من ذلك فإن أما أخطر شىء هى اللجان الإلكترونية و هى أحد الوسائل التى تساعد على هدم مصداقية الدولة كلها .

*كيف تقيمون علاقة البرلمان بالاعلام وخصوصًا أن مالك الجريدة برلماني عتيد؟ وكيف تقيمون إنجازات البرلمان ونحن في نهاية مرحلة برلمانية وفصل أخير ؟

   علاقة الإعلام و البرلمان كالحرب الباردة .الدور التشريعى للبرلمان أضر بالدور الرقابى له ، هذا البرلمان إستثنائى جاء مثقلًا بمحاولة تعديلات قانونية تتوافق مع الدستور الجديد و هذه مرحلة طويلة و معقدة جدا لا تكفيها فترة برلمانية واحدة  مما أتى على حساب الدور الرقابى للبرلمان سنجد تراجع للدور سنجد نقص فى لجان تقصى الحقائق و استجواب الحكومة و لا نجد أى استجواب حتى الان فمن بداخل البرلمان يؤمنون بأنهم يبذلون جهدًا ضخما جدا و هذا حقيقى لكن المواطن لا يستشعره بسبب غياب  الدور الرقابى للبرلمان .

 

*كيف ترون مساهمة الإعلام في موضوع البحث في الشأن العام الذي أوصى به الرئيس ؟

   فى رأيى يحتاج الإعلام لمزيد من الوعى القومى و الثقة و الضمانات و تخفيف الضغوط الموضوعة عليه و خلق مساحة من الحرية للمساعدة فى البحث فى الشأن العام ؛ فهل يستطيع أى صحفى أن يتابع و يكتب فى موضوع للشأن العام هل ستسمح له المؤسسات المعنية بالتقصى و المتابعة ؟! .

 

*هل ترون أن هناك جهود حقيقية لتمكين الشباب من دورهم الوطني والسياسي ؟

   يجب إعادة النظر فى بعض النقاط لتمكين الشباب نحتاج أن نذهب إليهم لا أن نستدعيهم اذهب إليهم فى المدارس و الجامعة و مراكز الشباب من خلال المناسبات الاجتماعية و الندوات و المراكز الثقافية فخلق النخبة لا يكون بالاستدعاء بل بالخروج إلي الشباب .

 

و ما هى توقعاتكم بالنسبة لتطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط من ناحية مكافحة الارهاب و التى تعد أبرز أزمات الشرق الأوسط ؟

  سيتراجع الإرهاب لكنه لن ينتهى و ستكون الاشكالية فى تقسيم المصالح و النزاع على السلطة مع عناصر داخلية فى السلطة نفسها مثل ما يحدث فى لبنان ، و تحقيق مصالح السلطة الفئوية مما يضجر الشعب من تلك الأزمات و حلها بنفس فكرة الفك و التركيب فالقوى الفكرية و الفلاسفة كانوا يعملون فماركس كان يدان لكنه وضع رؤية للعالم و غياب الفلاسفة عمل اشكاليات الثورات العربية كلها أنها ثورات ليست لها فلاسفة و و جود الفلاسفة هو الذى يقود أى ثورة للنجاح .

 

*كتبتم حول أن هناك سقطة لزاهي حواس فهل تلقون الضوء عليها ؟

   كان قد صرح زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار و وزير الآثار سابقًا أن الصين تمتلك 10 أضعاف آثار مصر دون إسناد هذا التصريح الخطير لمصدر علمى واحد أو إحصاءات دقيقة و أصريت فى مقالى أن   د . زاهى حواس ليس لديه إحصاء لعدد القطع الآثرية فى مصر فما تحت الأرض اضعاف ما فوقها .

 

* لماذا أطلقتم  فى أحدى مقالاتكم على عام 20 20 عام الغموض؟

   جاء عنوان مقالى بناء على دراسات علمية مستقبلية فى أحدى التقارير خاص بالدراسات المستقبلية strategiecs think tank " وهى منصة أردنية ،و رئيس مجلس أمناءها السيد " حسن اسميك " رجل الأعمال العربى المعروف ،تلك المنصة متخصصة في تطوير أبحاث ودراسات حول السياسية الخارجية، و الأمنية و الاقتصادية في الشرق الأوسط  و العالم  ، جزء من  من تقريرهم الهام عن العام 2019 و توقعات 2020 و الذي يقع في 143 ورقة يناقش التقرير أبرز السيناريوهات المستقبلية للأحداث و التفاعلات الدولية من خلال مقالات تحليلية معمقة، تتضمن توصيات مهمة أملها الوصول إلى حالة من الاستقرار السياسي تحديداً في منطقة الشرق الأوسط و يتناول التقرير بعمق الأمن الالكتروني و مخاطر الحروب السيبرانية و مكافحة الإرهاب و تعزيز الأهمية الاستراتيجية في بعض المواقع الجغرافية في العالم وصولاً لتشريح متعمق لأبرز أزمات الشرق الأوسط الاقتصادية..

بعد أن قرأت هذا التقرير الهام تأكدت أن العالم يتعرض لعملية فك و تركيب جديدة و أن اللذين يفكونه لا يعرفون إلى أين ستمضى عملية الفك ولا كيف يعيدونه مرة ثانية فكل دول العالم تقوم بعمليات الفك على حسب مصالحهم و أهوائهم الشخصية  و خاصة فى العالم العربى و هو الساحة التى يلعب فيها العالم كله و من منهم سينتصر على الأخر و ذلك هو سبب الغموض فى عام 2020.