ربما لا تكون عبارة " أعز الولد ولد الولد" صحيحة فى كل وقت، فأصبحنا نرى الجدة تعذب وتقتل حفيدتها، وأخرى تقتل أمل الحياة لابنتها، وأخر يهتك عرض حفيدته، بشر مثلنا تحولوا لذئاب بشرية لا يجب الاقتراب منهم.
قصة قتل الطفلة "جنة" جاءات لتفتح ملف العنف الأسري ضد الأطفال، فلم تكن "جنة" الاولى ولن تكن الاخيرة، فالمجتمع ملىء بتلك الوقائع المؤلمة ، التي تعكس حجم العنف الذي يتعرض له الأطفال من قبل ذويهم.
تعذيب الطفلة جنة
قصة وحشية، ورواية لا يعبر عنها بحديث أو كلمات بسيطة، هى أشياء لا تشتررى ورحمة إذا ذهبت من القلوب تحول صاحبها لذب بشرى، وتتلخص تلك القصة بقيام "جدة" بتعذيب أحفادها مما أدى لوفاة الطفلة " جنة"، وإصابة شقيقتها بإصابات وحروق بالغة بمحافظة الدقهلية.
آثار تعذيب الجدة للطفلة جنة
كشفت تحقيقات النيابة العامة، أن الجدة عذبت الطفلة "جنة" حتى الموت بسبب تبولها اللا إرادى، فيما عذبت شقيقتها "أمانى" بسبب تناولها الطعام ببطء، ولجوئها أحيانا لفتح الثلاجة لسد جوعها بتناول أى طعام فيها، كما أن الجدة مارست تعذيبًا وحشيًا ضد الأطفال، وأحرقت جسدهما وشوهت أعضاءهما التناسلية.
وبدأت الواقعة بتلقى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، بلاغا من مستشفى شربين العام، يفيد بوصول الطفلة جنة، تبلغ من العمر 5 سنوات، وتقيم فى قرية بساط الدين، مصابة بحروق فى أماكن حساسة بجسدها وكدمات وتورم شديد بالقدم، وتم نقلها لمستشفى المنصورة الدولى.
تعذيب أماني شقيقة جنة
وأثبتت التحقيقات أن الطفلة وشقيقتها تقيمان عند جدتها لوالدتهما بحكم قضائى بعد انفصال والديها الكفيفين، وقامت جدتها بالتعدى عليها بالضرب والحرق فى أماكن حساسة بجسدها عقابا لها على تبولها اللإرادى.
الطفلة سما
أيام قليلة على قضية الطفلة "جنة"، وظهرت قضية جديدة ووحشية بمحافظة الدقهلية أيضاً، بعد أن تعرضت الطفلة "سما" لتعذيب متكرر لمدة 10 أشهر متواصلة، على يد جدتها.
وقررت نيابة طلخا، عرض الطفلة سما على إحدى المستشفيات لبيان مدى إصابتها وضبط وإحضار المشكو فى حقهم وعلى رأسهم جدة الطفلة.
قتل البراءة
يونيو الماضي، شهد جريمة بشعة بمحافظة سوهاج، بعد أن تم القبض على متهمين بقتل شقيقتهما، بعد أن فشلا في محاولة اغتصابها، وفي محاولة إخفاء الجريمة، حفروا حفرة في "حوش المنزل"، ولكن قبل دفنها تمكنت المباحث من ضبطهما.
رأى الطب النفسى
الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ الطب النفسى، إن العنف الأسرى ينشأ نتيجة عنصرين فى غاية الأهمية وهما الانحدار الثقافي، فالمجتمع الأن يشهد انهيار لقيم الأخلاق والرحمة والتربية الصحيحة، وفى مقابل ذلك ترتفع مقاومات قيم المال وسوء الأخلاق بشكل فج، فأصبح الأب يغتصب ابنته، والأخ يقتل شقيقته، لعدم وجود قيم الأسرة والأخلاق، فأصبح الطمع والجشع يسود الكثير من الأسر.
من جانبه يقول الدكتور سيد أحمد، أخصائى نفسى، إن هؤلاء الذين يقبلون على تلك الجرائم يعانون من تعاني اضطرابات نفسية حادة تُسمى "الشخصية السيكوباتية"، و التي تعتبر أحد أخطر أنواع الشخصيات وأعنفها، حيث تميل هذه الشخصية إلى التجرد من مشاعر الحب والعاطفة رغم إدراكها لكل التصرفات التي تقوم بها.
على الدولة مواجهة العنف الأسرى
وأضاف الأخصائي النفسى، أن هذه الظاهرة تحتاج إلى خطة مخطط لها من جانب الدولة، تنفذ من خلالها عمليات نفسية لعودة الأخلاق في المجتمع مرة أخرى، وذلك عن طريق جميع الجهات بالفن والدين والإعلام معاً، مؤكداُ أنه يجب إنتاج عدد من المسلسلات تبرز القيم الإنسانية، وأن يعمل كل من الأزهر الشريف، والكنيسة، ووزارة التربية والتعليم، والثقافة، على كيفية رجوع القيم الأخلاقية والاجتماعية إلي المجتمع.
رأى القانون
وعلى الجانب القانونى، يقول المستشار خالد جلال، الخبير القانونى، إن القانون المصرى به ثغرة وهي عدم وجود عقوبة للتعذيب، ولكنه ينص على عقوبة ضرب أفضى إلى موت، وهنا تكون عقوبة من يقبلون على تلك الجريمة ويفقد الأطفال أروحهم بها، وفقاً للقانون السجن من 7 إلى 10 سنوات.
واضاف المحامى بالاستئناف، أنه يجب على المشرع أن يقاوم مثل تلك الجرائم، بتشديد العقوبات وإزالة أى ثغرات قانونية يعتمد عليها هؤلاء المتهمين للهروب بأقل عقوبة ممكنة نظراً لجريمتهم الفاجعة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع