إنهاء أعمال الإسعافات الأولية للكنوز المكتشفة لحفظها وعرضها بمشهد بديع أمام العالم أجمع
عضو بالبعثة: جبانة العساسيف تضم مقابر من الأسرات "18 و25 و26" وتغطى الفترة من 525 إلى 1550 قبل الميلاد
ينتظر العالم أجمع الإعلان الكبير عن تفاصيل أحدث الاكتشافات الفرعونية التى قد تصبح الأهم فى العصر الحديث، وذلك فى مؤتمر صحفى تنظمه وزارة الآثار، صباح غد السبت بمنطقة جبل القرنة غربى الأقصر، حيث يقدم فعاليات المؤتمر الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بحضور كافة قيادات وزارة الآثار ومحافظة الأقصر، وذلك للكشف عن تفاصيل أكبر خبيئة لتوابيت فرعونية ملونة عثر عليها رجال البعثة الأثرية التى يقودها الدكتور مصطفى وزيرى فى جبانة العساسيف، والتى تعدت الـ30 تابوتاً وسيتم شرح تفاصيل التوابيت والفترة الزمنية التى تعود لها فى العصور المصرية القديمة.
وقالت مصادر بوزارة الآثار، إنه تم الانتهاء تماماً من أعمال استخراج التوابيت المكتشفة فى "خبيئة العساسيف" والتى ظهرت لعمال الحفائر البعثة الآثرية المصرية التى يقودها الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حيث تم معاينتها وإجراء الإسعافات الأولية لها بالكامل لعرضها أمام العالم أجمع فى مشهد بديع لأكبر خبيئة تظهر فى السنوات الماضية.
وأضاف المصادر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه ارتفعت أعداد التوابيت المكتشفة فى جبانة العساسيف غربى محافظة الأقصر، وتعدت الـ30 تابوتاً ملوناً تعود لكبار رجال الدولة والطبقة الوسطى فى الأسر الـ18 و25 و26 من العصور المصرية القديمة، ومنهم تابوتان صغيران يرجح أنهما لطفلان تم دفنهما بتلك الجبانة المخصصة لتلك الأسر الفرعونية.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن رجال البعثات الآثرية المصرية وصلوا لأعلى مستويات النجاح والتفوق والنضج الأثرى الكبير، وحققوا عدد كبير من النجاحات والاكتشافات العظيمة على مدار السنوات الماضية منذ قرار وزارة الآثار فى نوفمبر 2016 بعودة عمل "البعثة الأثرية المصرية" بعد مرور حوالى 5 سنوات ونصف من التوقف لتلك البعثة فى 14 فبراير عام 2012، وانطلقت منذ 2016 وحتى الآن فى الإعلان عن الاكتشافات المتتالية فى كل صوب وحدب بالأقصر، وآخرها إخراج مجموعة من التوابيت الملونة من باطن الأرض تعدت الـ20 تابوت ملون ومحفوظة بطريقة مميزة ولم يمسها أحد.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاكتشاف الجديد الذى ظهر للعالم أجمع يوم الأحد الماضي، هو أكبر وأعظم خبيئة من "التوابيت الملونة" التى لم تمس منذ آلاف السنين، وهو الاكتشاف للخبيئة الأهم بالأقصر، منذ عام 1891 بظهور خبيئة "القساوسة" بالدير البحري، مؤكداً على أن الكشف عن الخبيئة مازال مستمر حتى الآن وأعمال الفحص والمعاينة من قبل رجال الوزارة لم تنتهى بعد، موضحاً على أنه سيتم فى أيام الأربعاء والخميس والجمعة، القيام بأعمال رفع تلك "التوابيت" المكتشفة فى جبانة العساسيف، وذلك للبدء فى أعمال إجراء "الإسعافات الأولية" لها لحمايتها من المؤثرات الطبيعية بعد خروجها من باطن الأرض.
وشدد الدكتور مصطفى وزيرى أمين المجلس الأعلى للآثار، على أن تلك الخبيئة هى الأعظم فى العصر الحديث وخرجت على أيدى رجال البعثة الآثرية، موضحاً أن خروج هذا الاكتشاف الجديد هو رسالة من الله ودعم كبير لرجال الآثار المصريين للتأكيد على أن المصرى قادر على ما كان يقوم به الأجانب والبعثات الأوروبية المختلفة فى كشف كنوز الفراعنة قديماً، حيث أنه منذ عودة عمل البعثة الأثرية المصرية تم تشكيلها بأفضل فريق أثرى يضم أفضل الخبراء والمرممين والمكتشفين والعمال الأقوياء الشجعان، مؤكداً أن ذلك يعد النجاح القوى لدعم التاريخ الأثرى، حيث تم تشكيل البعثة لتضم فريق من رجال الآثار والمرممين والعمال تتكون من حوالى 78 رجلا مصريا من أقصى جنوب الصعيد.
وتم تقسيم عمل البعثة بالعمل فى البر الشرقى داخل تماثيل الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر والتى شارك فيها أحمد عربى مدير معبد الأقصر ويشاركه العمل 10 رجال أثريين، و10 من فريق الترميم الأثرى المصري، و30 عاملا من معابد الكرنك ومعبد الأقصر بجانب قيادات معبدى الأقصر والكرنك، وفى البر الغربى شارك فى البعثة طلعت عبد العزيز مدير عام آثار القرنة وقتها، وشاركه العمل 7 رجال أثريين، و9 من فريق الترميم الآثرى المصري، و12 عاملا فى مقابر دراع أبو النجا ومنطقة جبانة العساسيف بجبل القرنة بقيادة الريس على فاروق كبير العمال.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر تصل وزارة الآثار لعمل حوالى 40 بعثة آثرية مصرية فى مختلف المواقع الأثرية بالمحافظات المختلفة، وذلك بأياد مصرية خالصة للعمل فى كشف الحضارة المصرية القديمة للعالم أجمع، حيث تضم تلك البعثات المصرية فرق مميزة من العمالة والفنيين والأثريين والمرممين، والذين قرروا خدمة التاريخ المصرى القديم بكل قوة فى الموسم الجديد للحفائر والذى انطلق منذ أيام ومستمر حتى منتصف العام المقبل 2020، موضحاً أنه مع انطلاق موسم الحفائر الشتوى هذا العام فى الأقصر بمدينة طيبة عاصمة الحضارة الفرعونية، تم إطلاق شارة البدء فى العمل لـ5 بعثات آثرية تضم 3 بعثات مصرية ورابعة أمريكية وخامسة إسبانية، وذلك للبحث وخدمة التاريخ الفرعونى بجبانة طيبة القديمة غربى الأقصر، وأبرز تلك البعثات هى "البعثة الأثرية المصرية" التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والتى تعمل بمنطقة الوادى الغربى المعروف باسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأس وزيرى بنفسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، كما تعمل البعثة الأثرية الإسبانية فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.
وقامت قيادات وزارة الآثار على مدار يوم الثلاثاء الماضي، بأعمال معاينة التوابيت والخبيئة بالكامل، والتى وجدت متراصة بطريقة محددة فوق بعضها البعض بحالة حفظ مميزة للغاية ومحتفظة بكافة ألوانها منذ العصور المصرية القديمة، وتم البدء من قبل فريق من المرممين والآثريين المحترفين فى فتح التوابيت واحداً تلو الآخر لمعرفة محتوياتها التى تبين أنها آدمية لعدد من الشخصيات فى الأسر الفرعونية القديمة، والذين تم تجهيز تلك التوابيت لهم لدفنها فى مقابر الطبقة الوسطى فى جبانة العساسيف كما هو الطبيعى فى تلك المنطقة.
ومن المرجح أن تكون قد أخرجت فى الفترات الماضية وتم تجميعها بتلك الطريقة ودفنها فى باطن الأرض من جديد إبان فترات إعادة استخدام مقابر جبل القرنة فى العصور المتعاقبة من الدولة المصرية القديمة.
وعن جبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ مفتش آثار بالأقصر وعضو البعثة الأثرية المصرية، أن "جبانة العساسيف" التى عثر داخل على الخبيئة الجديدة المكونة من توابيت ملونة بمشهد عالمي، هى عبارة عن جبانة للأسر المصرية القديمة تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، فى منطقة الخليج الجاف الذى يؤدى إلى الدير البحرى وإلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا، موضحاً أنه تضم تلك المنطقة ما يزيد عن 400 مقبرة تم تصويرها وفهرستها، ويرمز فى تصنيف تلك المقابر فى المصطلحات الإنجليزى برقيم يبدأ دائما بالاختصار (TT)، ويوضع بعده رقم المقبرة والحرفين إختصار لكلمتى (Theban Tomb) أى مقبرة طيبية، وكانت توجد فى تلك المقابر العشرات من القطع الفخارية والأقماع والماسكات الجنائزية التى كانت توضع على مدخل حرم المقبرة.
ويضيف صلاح الماسخ فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن جبانة العساسيف من المعروف أنها تضم مقابر من الأسرات (18 - 25 – 26) والتى تغطى الفترة تقريباُ من 525 إلى 1550 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث، وعثر فى هذه المنطقة على مر العصور على عشرات المقابر التى تخص كبار رجال الدولة خلال عهد الأسرات، ومن أبرزها مقبرة "خيروف" الذى كان يحمل ألقاب عديدة منها (الأمير الوراثى - حامل ختم ملك الوجة البحرى - السمير الوحيد - السمير العظيم الحب - مدير بيت الزوجة الملكية العظيمة تيى - المشرف على الخزانة - الحاجب الأول للملك - رئيس أسرار بيت الملك - القاضى الذى فى مقدمة رجال البلاط - الحاكم الذى فى مقدمة المواطنين) وغيرها من الألقاب، كما تم العثور فى العساسيف على مقبرة "با رن نفر" ساقى الملك وطاهر اليدين ومدير البيت من عهد الملك أمنحتب الرابع، وكذلك مقبرة "منتومحات" أقوى شخصية فى عهد الأسرة 25 وعاش فى عهود الملوك "طهرقة" و"تانوت آمون" وحتى السنة التاسعة من عهد الملك بسماتيك الأول.
ومن مقابر الأسرة 26 المكتشفة بجبانة العساسيف يقولصلاح الماسخ، أنه تضم الجبانة مقابر أيضاً "ششنق" رئيس مديرى بيت الأميرة "عنخس نفر إب رع"، ومقبرة "بدى آمون إبت" الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، و"إبي" مدير بيت المتعبدة الإلهية، و"حاروا" مدير بيت الزوجة الإلهية، و"باباسا" رئيس مدراء بيت المتعبدة الإلهية لآمون نيتوكريس الأولى، و"باسا" حاجب الإله مين والشعائرى وعمدة طيبة، و"موت رديس" رئيس المرافقين (الخدم) للزوجة الإلهية، و"عنخ حور" عمدة ممفيس.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع