استضاف مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الاثنين، البروفيسور سونير كابتجى رئيس قسم الدراسات التركية بمعهد واشنطن للدراسات الشرقية، وذلك فى أولى ندوات كتابه الجديد "إمبراطورية أردوغان" الذى صدر فى واشنطن قبل أيام .
وقال البروفيسور كابتجى إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ركز جميع السلطات فى يده بعد إقدامه على تعديل الدستور قبل عامين، مشيرا إلى أنه خسر أيضا جميع حلفائه الإقليميين باستثناء قطر، بعدما جعل الإخوان المسلمين حصان رهانه الوحيد فى المنطقة العربية.
وأوضح كابتجى، الذى أصدر كتابه الثالث منذ أيام فى واشنطن تحت عنوان "إمبراطورية أردوغان"، أن أردوغان اختار نموذجا غير تقليدى فى حكم تركيا أراد من خلاله أن يجعلها قوة عظمى لا تعتمد على الدعم الغربى، ولكنه اتبع سياسات خارجية غير متجانسة فى سبيل الوصول إلى هذا الحلم.
وعاد الخبير بالشأن التركى إلى الوراء قليلا فى تأريخه لسياسات أردوغان وقال: إنه حين تولى منصبه لأول مرة عام 2003 شعر بأنه محاصر من قبل المؤسسة العلمانية التركية، بما فى ذلك الجيش، لذا فقد سعى إلى أن يكون نسخة أفضل من أسلافه الكماليين - فى إشارة منه الى (أتباع كمال أتاتورك) - مع تشجيع المزيد من السياسات الدولية المؤيدة للولايات المتحدة، والمؤيدة للاتحاد الأوروبى، على سبيل المثال تضمنت مبادراته المبكرة محاولات لتوحيد قبرص وتطبيع العلاقات مع أرمينيا.
وأضاف الخبير فى الملف التركى، فى ندوته التى أدارها دكتور عادل العدوى رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أن الفترة بحلول عام 2011 بعد أن قام أردوغان بتحييد الجيش، وتمرير سلسلة من القوانين التى تضع القضاء تحت سيطرته بدأ فى تقويض خصومه، بمساعدة من حركة جولن، حليفه فى ذلك الوقت ومن ثم لم يعد محاصرا من قبل العلمانيين حتى أنه أطلق مجموعة جديدة من المبادرات العالمية والشرق أوسطية تهدف إلى إحياء قوة تركيا العثمانية، مع انتفاضات "الربيع العربى" فى المنطقة التى مهدت الطريق لذلك.
كابتجى قال إن سياسات أردوغان فشلت لعدة أسباب أولها لأن أنقرة تجاهلت دور"الأجسام المضادة التاريخية" فى الشرق الأوسط، فلم يدرك أردوغان أن العديد من العرب مثلهم مثل العديد من اليونانيين، لا يزالون ينظرون إلى تركيا بشكل سلبى إلى حد كبير على أنها المستعمر السابق. واستطرد: جراء تلك السياسات قررت أنقرة أن تدعم فصيلا واحدا فقط فى العالم العربى بعد انتفاضات الربيع العربى، وهو جماعة الإخوان المسلمين، لذلك عندما فقدت الجماعة نفوذها فى مصر وبلدان أخرى خسرت تركيا بالتبعية، وكذلك فعل أردوغان فى سوريا فقد دعمت تركيا المعارضة السورية مما تسبب لها فى نتائج سلبية وخلافات مع روسيا وإيران.
وبالنسبة للسنوات الأخيرة فى حكم أردوغان، أشار كابتجى إلى أن أردوغان حاول تعويض خسائره مما دفع أحمد داوود أوغلو للاستقالة من منصبه، وحاول أردوغان استعادة علاقته مع إسرائيل ولكن بلاده ما زالت معزولة إقليميا عن دول الشرق الأوسط باستثناء قطر، التى توفر لتركيا الثروة والمال بينما توفر لها تركيا دعما سياسيا وتجاريا.
وفسر ذلك قائلا: تركيا حاليا بعيدة عن التحالفات التى تتم بين دول البحر المتوسط وهى شراكات اقتصادية وسياسية بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل، لا تستطيع تركيا الاستفادة منها بسبب سياساتها الخارجية الحالية.
أما عن العلاقات التركية الأمريكية فقال كابتجى إن أنقرة تتبع سياسات متعجرفة تجاه واشنطن، بالإضافة إلى أنها لم تعد قادرة على الاعتماد على أصدقائها التقليديين فى الغرب، تاركة البلاد عرضة لتهديدات موسكو.
وتابع الخبير فى الشأن التركى: للتخفيف من هذه المخاطر أبرم أردوغان صفقات خاصة مع روسيا، تبدأ من التفاهم بشأن الوضع فى سوريا وحتى شراء أنظمة الدفاع الجوى S-400، مضيفا: كان الرئيس فلاديمير بوتين مستجيبًا بشكل خاص لهذه المبادرات منذ الانقلاب التركى الفاشل فى عام 2016، لكن خطاب بوتين حاليا صار معاديا لأنقرة كما كان فى الماضى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع