يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فترة من القلق والتوتر، بعد تهديدات عزله من منصبه بعد أن كان على بعد خطوة للفوز بفترة رئاسية جديدة، فيما لم يقف ترامب موقف الصامت، وشن هجومًا مضادًا، معتمدًا بقوة أكبر على حلفائه الجمهوريين ووسائل الإعلام المؤيدة له وحسابه على "تويتر"، على أمل نقل مركز الاهتمام منه إلى خصمه جو بايدن.
استقالة مبعوثه بأوكرانيا
بحسب مصدر بقناة العربية السعودية، فإن استقالة كورت فولكر، المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا، يرجع سببها إلى ورود اسمه في مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث تاتي استقالة المبعوث الأمريكي، بعد يوم واحد من ذكر اسمه في شكوى تقدم بها مجهول تتعلق بضغط الرئيس الأمريكي على الزعيم الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لإجراء تحقيق قد يضر بأحد خصومه السياسيين، وعلى خلفية ذلك تم استدعاء فولكر إلى الكونغرس الأمريكي، الذي أطلق قضية مساءلة ترامب تمهيدًا لعزله.
حملة مضادة
لم يصمد ترامب كثيرًا أمام التهم التي وُجهت إليه، وأخذ يدافع عن نفسه ويغازل متابعيه من خلال حسابه الرسمي على تويتر، حيث قال إننا "في حرب"، تلك الجملة التي قالها ترامب في جلسة خاصة تختزل وضع الرئيس البالغ من العمر 73 عاماً، والذي يستعد لخوض أشرس معاركه حتى الآن.
أزمة المكالمة الهاتفية
ويواجه الملياردير النيويوركي، أزمة خطيرة بسبب مكالمة هاتفية أجراها خلال الصيف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وطلب منه خلالها التحقيق حول جون بايدن، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديموقراطي الأوفر حظاً لهزم الرئيس في انتخابات 2020، ويرى الديموقراطيون، في هذا الاتصال "سوء استخدام للسلطة"، على قدر من الخطورة يبرر الشروع بآلية عزل لا تستخدم سوى في حالات نادرة جدًا.
مطاردة سيئة السمعة
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه الذي يتابعه ما يقرب من 65 مليون شخص "حملة مضايقة للرئيس" مضيفًا "أنها أسوأ حملة مطاردة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة"، ومنددًا بالديموقراطيين "الهستيريين"، ووسائل الإعلام "الفارغة" العاملة لحسابهم، كما اتهم الديموقراطيين في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك وبدا فيه متعبًا بـ"تعذيب" أشخاص محترمين.
"شخص لا يمكن التنبؤ به"
في تقرير نشرته الـ"سي إن إن" قالت إن الرئيس دونالد ترامب شخص لا يمكن التنبؤ به، فمن الصعب دائمًا فهم لماذا يقول ويفعل ذلك، كما أنه شخصية متهورة غالبًا ما يتخذ قراراته بناءً على حالته النفسية، ولا يملك استراتيجية طويلة المدى تساعد الآخرين على التعامل معه، أو معرفة ما يقبل عليه من خطوات.
كما ترى الشبكة الأمريكية أنه حتى بالمعايير الاعتباطية التي يعتمد عليها ترامب في اتخاذ قراراته، فإن الكشف عن فحوى المكالمة التي جرت بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، 25 يوليو الماضي، كان بمثابة خطأ سياسي فادح، وأن ما كشفت عنه المكالمة يضع ترامب في موقف لا يُحسد عليه، مُشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي أوقع نفسه في الفخ بعد السماح بالإفراج عن نص المحادثة الهاتفية.
نجا ترامب من المشاكل الكُبرى التي وقع بها في السابق لعدم وجود دليل إدانة ضده مثل نص مكالمته مع زيلينسكي، حسب "سي إن إن"، وفي هذا الصدد تسوق العديد من الأدلة، فالبيت الأبيض لم يكشف عن مكالمات جرت بين ترامب والرئيس الروسي، خلال التحقيقات التي أجراها المُحقق الخاص روبرت مولر بشأن مزاعم تواطؤ حملة ترامب مع الروس، وتوجيه اتهامات للرئيس الجمهوري بعرقلة العدالة.
في الوقت نفسه ترى "سي إن إن" أن عدد التغريدات التي يكتبها ترامب، ودفاعه المُستميت عن نفسه يوحي حتى لأكبر علماء النفس أن الرئيس أن الرئيس الأمريكي يحاول إخفاء شيء ما، يُدرك في قرارة نفسه أنه لم يكن عليه فعله، وتؤكد على أنه بغض النظر عما يجري بعد الكشف عن نص المكالمة، وبعيدًا عن أي شيء يقوم به ترامب الآن للدفاع عن نفسه، فإن المارد خرج الآن من المصباح، وبات طريق الرئيس الجمهوري محفوفاً بالخطر.
هذا الخبر منقول من الفجر