لا تزال إيران ترد على خطوة الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى مايو 2018، ففى تطور لافت للصراع الأمريكى – الإيرانى، أعلنت طهران اليوم السبت، تنفيذ خطوة ثالثة فى إطار تقليص الاتفاق النووى المبرم فى فيينا عام 2015 مع القوى الست الكبرى، وجائت الخطوة يوما من فرض واشنطن عقوبات مشددة على منظمات إيرانية، واعلانها جائزة مالية لمن يكشف عن قنوات مالية للحرس الثورى.
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندى قال فى مؤتمر صحفى عقده، أن المرحلة الثالثة تشمل 4 خطوات، فى مقدمتها تشغيل 20 جهاز طرد مركزى متطورة من طراز IR6 وIR4 من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب .
وأوضح المتحدث أن أجهزة الطرد المركزى هذه من الجيل الرابع والسادس، "ستساهم فى زيادة مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة 20%، قائلا:مخزوننا سيشهد ارتفاعا عاليا جدا بعد نحو 20 يوما وسنعلن عن ذلك فى حينه.، فضلا عن استخدامها لأهداف البحث والتطوير".وأشار كمالوندى إلى أن "طاقة هذه الأجهزة تفوق بعدة مرات طاقة" أجهزة الطرد المركزى القديمة.
وقال المسئول الإيرانى إن أحد تعهدات إيران تجاه الاتفاق النووى متعلق بإعادة تصميم مفاعل أراك، والتعهد الآخر حول إنتاج الماء الثقيل، والقضية الثالثة هى إعادة معالجة الوقود المستهلك، وهناك قضية أخرى حول التخصيب من حيث المستوى، وقضية البحث والتطوير، وهناك 3 قضايا أخرى هى فردو، ومدى الاحتياطى وإشراف الوكالة الدولية.
وأشار كمالوندى إلى أن بلاده لم تنسحب من الاتفاق النووي، وأن والفقرتين 26 و36 من الاتفاق تسمح لنا بتقليص تعهداتنا، أن إطار الاتفاق النووى. وشددت طهران أنها فى الوقت نفسه، ستواصل السماح لمفتشى الأمم المتحدة بالكشف على برنامجها النووي، وذلك قبل زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورنيل فيروتا، إلى إيران.
فى غضون ذلك مازال المتشددون داخل إيران يرتابون من تلميحات للرئيس المحسوب على الإصلاحيين حسن روحانى، بلقاء مشروط، مع الرئيس الأمريكى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة 23 سبتمبر الجارى، ووقع عددا من أعضاء البرلمان الإيرانى على بيانا لتحذير الرئيس حسن روحانى من إجراء أى مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، خلال زيارته المقبلة لنيويورك، للمشاركة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن نفى المتحدث باسم الممثلية الإيرانية فى الأمم المتحدة احتمال عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الإيراني، حسن روحاني، ووصفه بأنه "نبأ مزيف".
ردود الأفعال الدولية
وردا على القرار الإيرانى، أعلن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، رفضه قرار إيران خفض التزاماتها الواردة فى الاتفاق النووى.
فيما اعتبرت الخارجية البريطانية قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزى متطورة لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب مخيبًا للغاية، وذكرت الخارجية البريطانية فى بيان لها، أن هذا التطور الذى يخالف التعهدات فى الاتفاق المبرم مخيب للغاية، فى الوقت الذى قالت فيه لندن إنها تسعى مع شركائها الأوروبيين والدوليين لنزع فتيل الأزمة مع طهران.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر السبت فى باريس أنه "لم يفاجأ" بإعلان طهران تشغيل أجهزة طرد مركزى متطورة سيزيد إنتاجها مخزون اليورانيوم الإيرانى المخصب.
فى سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية إن بلادها ستواصل الجهود الرامية إلى دفع إيران للالتزام الكامل بالاتفاق النووي، مضيفة أن التحركات الأميركية والأوروبية لتعزيز أمن الخليج يجب أن تكون "متكاملة ومنسقة على نحو جيد".
بدوره، دعا ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية فى فيينا ميخائيل أوليانوف إلى عدم التهويل التراجيدى الزائد إزاء الخطوة الإيرانية الأخيرة المتعلقة بتخفيض مستوى التزامات طهران بالاتفاق النووى.
من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، معربة عن "قلقها العميق" من تقليص إيران لالتزاماتها الواردة فى الاتفاق النووى.
وصرحت المتحدثة باسم المفوضية مايا كوتشيانتشيتش فى مؤتمر صحافي، أن الوكالة الأممية لديها "دور رئيسى فى مراقبة تنفيذ إيران لالتزاماتها النووية والتحقق منها" بموجب الاتفاق النووى الموقع عام 2015 مع الدول الكبرى.
تسلسل زمنى للخطوات الإيرانية لخفض التزاماتها من الاتفاق
وكانت طهران بدأت باتخاذ خطواتها منذ مايو 2019 الماضى فى الذكرى الاولى للانسحاب الأمريكى من الاتفاق، وفى 8 مايو 2019 أعلنت رسميا التخلى عن بعض التزاماتها الواردة فى الاتفاق عبر التوقف عن وضع سقف لاحتياطيها من الماء الثقيلة واليورانيوم المخصب، وفى يوليو من العام نفسه تجاوزت إيران الحدود التى فرضت على احتياطيها من اليورانيوم الضعيف التخصيب، وأكدت تصميمها على تخصيب اليورانيوم بدرجة محظورة فى نص الاتفاق.
وردا على العقوبات الأمريكية المتتالية وفشل الأوروبيين فى إيجاد سبيلا يمنح لطهران أسباب الابقاء على الاتفاق النووى، أو إقناع كلا من طهران وواشنطن بالحوار، أعلنت طهران أنها تجاوزت حدود الـ300 كيلوجرام المفروضة بموجب الاتفاقية النووى على احتياطها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، وأكدت ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفى 7 يوليو أعلنت إيران أنها تنوى أن تنتج فعليا اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الاقصى المسموح به فى اطار الاتفاق النووى والبالغ 3,67%، وهددت بالتخلى عن التزامات أخرى فى المجال النووى "خلال ستين يوما" فى حال لم يتم إيجاد "حل" مع شركائها لحماية الاتفاق.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع