سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 أغسطس 1965.. عبدالناصر لفيصل: «معلومات الإخوان غير صحيحة وحبسنا الشيوعيين وطلعناهم».. والعاهل السعودى: «الوضع الطبيعى أن نكون شيئا واحدا»

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 أغسطس 1965.. عبدالناصر لفيصل: «معلومات الإخوان غير صحيحة وحبسنا الشيوعيين وطلعناهم».. والعاهل السعودى: «الوضع الطبيعى أن نكون شيئا واحدا»
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 أغسطس 1965.. عبدالناصر لفيصل: «معلومات الإخوان غير صحيحة وحبسنا الشيوعيين وطلعناهم».. والعاهل السعودى: «الوضع الطبيعى أن نكون شيئا واحدا»

بدأت الجلسة الأولى للمباحثات بين الرئيس جمال عبدالناصر والعاهل السعودى الملك فيصل فى جدة يوم 23 أغسطس- مثل هذا اليوم- 1965، وكان اليوم التالى لوصول الوفد المصرى إلى جدة.. «راجع– ذات يوم - 21 و22 أغسطس 1965».

 

كان الحديث صريحا بين الاثنين ويستهدف تنقية الأجواء لحل الأزمة اليمنية، ووفقا لمحضر الاجتماع المنشور فى الكتاب الرابع لمذكرات سامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر، بدأ عبدالناصر كلامه، موضحا أهمية عودة العلاقات بين البلدين كما كانت.. قال: «الأعداء فقط هم الذين يكسبون من عداوتنا، العناد يجعلنا نصطدم، إننى أتكلم بوضوح من أجل مصلحتنا، والوضع الطبيعى أن تكون مصر والسعودية أصدقاء، إن عاجلا أو آجلا لابد أن نصل إلى عودة الصداقة، نحن لم نهاجم إلا بعد أن هوجمنا.. وأنا قلت الكلام ده للملك سعود، وأنا لم أدفع قرشا واحدا ضد الملك سعود أو حكمه».

 

أضاف عبدالناصر: «سنة 1956 طلبنا منكم بترول أعطيتموه لنا بدون اتفاق.. ولما طلبنا قرضا أخذناه منكم عملة صعبة دون اتفاق، ثم جاءت الوحدة «مصر وسوريا 1958» ونتج عن هذا عملية مؤامرة سعود، وسرنا هكذا حتى جاء موضوع اليمن.هل نحن متفقون فى عودة العلاقات إلى طبيعتها؟ أنا أعتقد أننا متفقون..هل أنتم متصورون أننا شيوعيون، ونمثل خطرا على العرب.. الحقيقة أعداؤنا هم الذين يقولون هذا الكلام.. هناك فرق كبير بين الاشتراكيين والشيوعيين، وأنتم لا تقبلون أن يكون البلد فى إيد حفنة من الأقلية.. صرفنا أربعة آلاف مليون جنيه، عندنا مشاكل بالنسبة لزيادة السكان فى بلدنا.. توجد خلافات كبيرة بيننا وبين الشيوعية، سنة 1959 حبسنا الشيوعيين وطلعناهم منذ فترة قريبة، ولم ولن يستطيعوا تجنيد واحد، ولهذا قرروا حل الحزب الشيوعى، وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ أى بلد».

 

وتحدث عبدالناصر عن المعلومات المضللة التى وصلت إلى المخابرات الأمريكية عن طريق أحد الصحفيين».. يكشف شرف: «ألقى القبض عليه بتهمة التجسس لحساب أمريكا وهو مصطفى أمين»..وتحدث عبدالناصر عن الدور المشبوه لجماعة الإخوان فى الوقيعة بين البلدين.. قال: «بعض عناصر الإخوان الموجودين هنا معلوماتهم غيرصحيحة، فالوضع فى مصر مستقر جدا، وليس كما يُصور الإخوان من أن النظام سينهار قريبا».

 

 انتهى كلام عبدالناصر بمساره الإيجابي، ثم تحدث فيصل بنفس الروح.. قال: «مصر والسعودية يجب أن يكونوا متفاهمين، وأكثر من متفاهمين، وهذا هو الطبيعى والمنطقى، لأن الواقع والتاريخ يقومان على ذلك، والأشياء التى عكرت الصفو وأنا مابتكلم فيها لأنها شىء معروف، أنا مرتين جيت لمصر لمحاولة إصلاح الحال، وتمكنت بمساعدتك من إزالة بعض الأشياء، لكن بترجع الأمور تتكرر..أيام الملك سعود لو كان ماضى طيب، ما كانت العلاقات ساءت، ونحن مشينا مع الملك سعود بكل إخلاص، وبكل أمانة، وكنا لا نريد أى تفرقة، ولم نسلم فى عهدى أى نقود لأحد لكى يعمل ضد مصر.. سيادة الرئيس تتذكر اجتماعنا فى شبرد، وكان معك المشيرعبدالحكيم عامر وصلاح سالم وتكلمنا، وبينت لسيادتك أننا على علاقة مع الملك فاروق، ونذكر له أنه جاب مصر للعرب ونحن كصداقة نعم.. ولكن كون فاروق يحكم مصر ده شىء آخر لا علاقة لنا به، ومصر يحكمها من يريده أبناؤها..سيادتك تتذكر هذا الحديث».

 

أضاف فيصل: «فى العراق إنشال الملوك اللى منها، لم نتدخل مادام الشعب يريد ذلك، ومن ناحية الكلام على الشيوعيين،الإخوان يذكروا كلامى، وأنا بأقول إن مصر تكون شيوعية هذا مستحيل، وإن جاءتنا الشيوعية فتأتى لنا من طريق آخر».. رد عبدالناصر:»هذا شى آخر غير العلاقة بالاتحاد السوفيتي»..أضاف فيصل: «المهم إزالة ما يسبب تعكير ما فى النفوس، إن جاءتكم تقاريرأننا ندفع فلوس ضدكم، نحن كذلك تأتينا تقارير أن الجمهورية العربية المتحدة لها مخططات وتريد إحداث شر فى المملكة».

 

اشترك الأمير سلطان فى المناقشات، ثم قال فيصل: «لماذا ندفع؟ ولمصلحة من ندفع؟ إذا استطعنا أن نقوم بخدمة بلدنا فهذا أهم.. مصاريف مثل هذه الأمور ليس لها أول أو آخر..أكثرها بيروح سرقة.. نشتغل ضد مين..؟ الإنجليز.. الأمريكان.. الروس معقول.. ولكن نشتغل ضد القاهرة..أؤكد أنه لا يمكن فى يوم من الأيام أن يكون فى نفوسنا شىء أوعمل ضد الجمهورية العربية المتحدة بالذات أو أى بلد عربى آخر.. من أجل ذلك الوضع الطبيعى أن يكون هنا ومصر شىء واحد.. والمهم عندنا أن مثل هذه الأشياء التى تصلك لا تجد عندك قبولا.. أبرك الساعات وأسعد الأوقات على نفوسنا كلنا هو حضورك».

 

يذكر شرف، أن الملك فيصل قال فى نهاية كلامه: «الشاعر النفراوى والله ماعندى خبر بحضوره إلا قبل الجلسة بخمس دقائق».. يوضح شرف: «كتب النفراوى قصائد عديدة فى الهجوم على عبدالناصر، ولكنه حضر فى تلك الليلة وألقى قصيدة يشيد فيها بالرئيس جمال».

 

وفى اليوم التالى تم توقيع اتفاق جدة لحل الأزمة اليمنية، فماذا جاء فيه؟

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع