معاول الهدم الحوثية تطل بكل مان فى اليمن، هدفها تخريب الواقع من خلال زرع الطائفية وتشويه المستقبل الذى طالما حلم به أطفال فى عمر الزهور يقاومون الظروف القاسية ويصرون على استكمال تعليمهم، ولم يسلموا من شرور الحوثى التى يسعى لبثها فى المناهج التعليمية، مشوها إياها ساعيا لتدمير مستقبل البلد العربى الذى تدخل الحرب به عامها الرابع.
يسعى الحوثيون لطمس الهوية اليمنية وإحلال الهوية الإيرانية بدلا منها فقام بإدخال مناهج إيرانية على العملية التعليمية وأضاف مصطلح "أنصار الله " بالكتب الدراسية، ووضع صور مؤسس الحركة الحوثية حسين بدر الدين الحوثى على جدران المدارس، واستبدل النشيد الوطنى بالصرخة التى تشتهر بها إيران "الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا ..اللعنة على اليهود ..النصر للإسلام" .
ونتيجة التخريب الحوثى للعملية التعليمية فقد تم استبعاد الجامعات اليمنية من قوائم الجامعات المعترف بها دوليا، وتم تحويل المدارس ساحات للتدريب العسكرى، وتم استبدال المعلمين الحكوميين بعناصر من الميليشيا .
وفى الوقت الذى رصد فيه التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن أكثر من 70 مليون دولار لدعم التعليم وإعادة بناء المدارس التى تم تدميرها خلال الحرب اليمنية وتأثيثها، منها 50 مليون دولار مقدمة من السعودية عر مركز الملك سلمان للإغاثة والعمليات الإنسانية، ينفذ الحوثيون فى المقابل خطة مشبوهة لغزو عقول النشء ونشر الفكر الشيعى وخلق مشاعر عدائية ضد دول الجوار اليمنى فى العالم العربى.
70 مليون دولار للتعليم
أكد مراقبون يمنيون، على أن المنحة المالية التي قدمتها الإمارات والسعودية لدعم رواتب المعلمين فى اليمن بمبلغ 70 مليون دولار، هى استمرار لدور التحالف فى دعم التعليم كبقية القطاعات الأخرى باليمن، والذي يواجه سلسلة من العمليات التخريبية، بدءاً من محاولة تغيير المناهج بهدف تشييعها، وزرع الحوثيون تعليماتهم وأجنداتهم في أدمغة الطلاب، وتكريس تعليمات وصور مؤسس الميليشيات الإرهابية الهالك «حسين بدر الدين الحوثي»، فضلاً عن تغيير مديري معظم المدارس بمديرين موالين لهم.
وزير الإعلام اليمنى
ومن جهته قال الباحث التربوى محمد بن عبد الله المبارك، إن الإمارات والسعودية تحاولان إنقاذ التعليم فى اليمن ومقاومة المشروع «الإيرانى - الحوثي» الذى عمد إلى «حوثنة التعليم» من خلال تغيير المناهج المدرسية، خاصة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وطباعة أكثر من 11 ألف كتيب صغير يحمل فكر الهالك «حسين بدر الدين الحوثي» وشعارات الميليشيات لتوزيعها على المدارس التى تخضع لسيطرتها.
وأشار المبارك، إلى أن قطاع التعليم اليمنى حصل على حصة قدرها 142 مليونًا و200 ألف درهم «38 مليونًا و700 ألف دولار» من جملة مساعدات بلغت نحو 9 مليارات و400 مليون درهم، ما يعادل «مليارين و560 مليون دولار أمريكى» قدمتها الإمارات خلال الفترة من أبريل 2015 حتى نوفمبر 2017، بحسب تقرير رسمي.
فيما شدد محمد على اليافعى، مدرس يمنى سابق مقيم بالرياض، على أن العصابة الحوثية عملت على «تفخيخ المناهج المدرسية» مذهبيًا وطائفيًا، ما أدى إلى زرع مفاهيم خاطئة وبذور الطائفية فى اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعى والقبلى لمصلحة أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطه العربى والإسلامي. وقال أن أكبر دليل على استهتار الحوثيين بالتعليم، ما أصدره وزير التربية والتعليم التابع لحكومة الانقلابيين، يحيى الحوثى مطلع أكتوبر الجارى من قرار بإلغاء الفصل الدراسى الأول للعام 2018 - 2019، ما يعنى استعداده لإلحاق تلاميذ المدارس مرة أخرى بجبهات القتال.
وفى هذا السياق أكد وزير الإعلام اليمنى الدكتور معمر الأريانى، عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى"تويتر"، أن المليشيا الحوثية الإيرانية تكثف عملية تغيير المناهج الدراسية من ناحية وعملية تجنيد الأطفال بالإكراه فى مناطق سيطرتها تحت الضغط والتهديد لأسرهم من ناحية أخرى، وتقتادهم لدورات ثقافية وعسكرية لعدة أشهر، وتذهب بالبعض إلى جبهات القتال ليعودوا لأهاليهم جثث هامدة دون أن يستطيع أهاليهم الكلام خوفًا من القتل أو الاختطاف.
ودعا الأريانى، الآباء والأمهات إلى ضرورة توعية أبنائهم لتجنب وقوعهم فريسة سهلة بيد المليشيا الحوثية الإيرانية، أما من يتم إجبارهم على القتال فى صف المليشيا سواء من الأطفال أو المواطنين فعليهم النجاة بأرواحهم وترك مواقعهم فى صفوف المليشيا وتسليم أنفسهم لقوات الجيش الوطنى وسيلقون الرعاية الكاملة.
وأكد الوزير اليمنى، على أن المليشيا الحوثية كلفت من يسمون بـ"المشرفين الثقافيين" فى المحافظات والمديريات والأحياء لمهمة استقطاب وتجنيد الأطفال بالقوة والإكراه، وكثفت محاضراتها فى "ثقافة الاستشهاد" وذلك فى إطار مساعيها لاستقطاب مقاتلين جدد بعد خسائرها الكبيرة وفشل ما تسميها حملات النفير والتعبئة القبلية.
الميليشيا تشوه العقول
المخطط الحوثى كشف تفاصيله وزير الإعلام اليمنى فى تصريحات صحفية له، قائلًا، إن المليشيا الشيعية حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، ودفعت آلاف منهم إلى حمل السلاح ضد الشعب اليمنى ومؤسساته الشرعية، ذلك بخلاف تغييرها مناهج التعليم لتشويه عقول الأطفال، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن هذه الخطة هى الأخطر من بين كل ممارسات الحوثيين التى يتم ارتكابها بحق اليمن، حيث تهدف إلى خلق جيل طائفى غارق فى الفكر الشيعى، ورافض لقبول الآخر.
وأضاف: "يتم منذ فترة إرغام الأطفال على ترديد الصيحة الإيرانية (الله أكبر الموت لإسرائيل الموت لأمريكا واللعنة على اليهود والنصر للإسلام)، وهى عبارات ما ينبغى أن يتعلمها طفل صغير، ذلك بخلاف دس أفكار مثل ولاية سيد الكهف، وغيرها وهذا يتم بشكل يومى فى كل المدارس التى يسيطر عليها الحوثيين.
مخطط تخريبى
وكان المتحدث باسم التحالف العربى فى اليمن العقيد تركى المالكى، قد أكد على أن ميليشيات الحوثى تحارب التعليم فى اليمن، وتخطف المعلمين ومديرى المدارس، كما غيرت المناهج الدراسية المعتمدة من الحكومة اليمنية.
وأوضح أن الدعم الإماراتى السعودى يستفيد منه أكثر من 135 ألفًا من الكوادر التعليمية فى المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابين، مشيرًا إلى آلية توزيع هذه المنحة التى قُدمت للمعلمين والمعلمات، بالتنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة "اليونيسيف".
وتسعى الإمارات والسعودية عبر دعمهما قطاع التعليم إلى انتشال اليمن من الغرق في المستنقع الإيرانى الهادف لتشييع التعليم بغرض هدم عروبة اليمن وسلامة المعتقد الديني لشعبه، وذلك انطلاقاً من قناعة البلدين بأن التعليم هو أفضل سلاح يمكن منحه لليمنيين لمجابهة الفكر الحوثي الإيراني الضال، وتمكين الشعب اليمني من الخلاص من الحرب التى فرضتها عليهم الميليشيات.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع