في الوقت الذي تستعد فيه إيران لإحياء الذكرى الأربعون لقيام الجمهورية الإيرانية والإطاحة بالنظام الملكي الحاكم حينذاك، بدأت العديد من الأزمات في محاصرة طهران مؤخرًا الأمر الذي يهدد بفتك النظام داخليًا، خاصة في ظل تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤثر بشكل كبير على الحالة الاقتصادية للدولة التي أنفقت أموالها وثرواتها على التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق ذلك، تستعرض "الفجر" أبرز الأزمات التي تلاحق إيران في الآونة الأخيرة، وذلك خلال السطور التالية.
محاولة إنهاء التناحر الداخلي بين أجنحة السلطة
ففي سياق ذلك، استهدفت الاصلاحات التى أصدر بها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئى تعليمات لمسئولي النظام للقيام بها، بمحاولة إصلاح الموازنة العامة للبلاد، وانهاء التناحر الداخلي بين أجنحة السلطة، وهو ما كشف عنه إعلام طهران، بعدما أثارت تصريحات رئيس البرلمان حول تعليمات المرشد بإصلاحات هيكلية في البلاد ضجة كبيرة.
وفسرت العديد من وسائل الاعلام الإيرانية تصريحات رئيس البرلمان علي لاريجانى بأشكال مختلفة، وبحسب صحيفة "خراسان" التى نقلت عن مهدي كيايي رئيس العلاقات العامة في البرلمان الذي أوضح بالقول إن تصريحات لاريجاني كانت تتعلق بإصلاح نظام الموازنة العامة في البلاد، ونقلها الإعلان بشكل خاطئ وحولها إلى إصلاحات عامة في البلاد.
وكشف أمير قاضي زاده عضو هيئة رئاسة البرلمان عن رسالة بعث بها المرشد الأعلى إلى المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي والحكومة قدم فيها توصيات من 6 بنود حول الموازنة، وذلك بعد أن تم تقديم مشروع قانون ميزانية العام الجديد للبرلمان.
ووفقًا لصحيفة آرمان الإصلاحية، فإن خامنئي أصدر تعليمات للمسئولين بالقيام باصلاحات خلال الأشهر الـ 4 المقبلة، فضلا عن اهتمام المسئولين بالقضايا الداخلية في البلاد، وإنهاء التناحر الداخلي بين أجنحة السلطة.
وقالت الصحيفة الإصلاحية: "في الوقت الراهن يبدو أن خامنئى أخذ في اعتباره إصلاح هيكل الميزانية العامة للبلاد"، ورأت الصحيفة أنه على أعتاب الذكرى الـ 40 لإنتصار الثورة لا يمكن رفض بعض الاصلاحات فى هيكل البلاد، فى وقت قد تغيرت فيه الظروف الراهنة وأصبحت تختلف عن الماضي وحاجات المجتمع أيضا قد تغيرت.
معضلة الموازنة الإيرانية
قصة معضلة الموازنة الإيرانية بدأت فى ديسمبر الماضى، فقد خفضت إيران ميزانية وزارة الدفاع في العام المالي الجديد "يبدأ فى 21 مارس المقبل"، بحسب متن الميزانية التي قدمها الرئيس حسن روحاني للبرلمان، وتم تخفيض ميزانية وزارة الدفاع 50%، وبلغت 35 مليار و971 ريال مقارنة بالميزانية المخصصة لهذه الوزارة العام الماضي، التى بلغت 71 مليار و355 ألف ريال، فطالت الرئيس حسن روحاني انتقادات عديدة.
وهو الأمر دفع بالمرشد الأعلى إلى إرسال رسالة إلى مجلس التنسيق الاقتصادي بتوصيات من 6 بنود، وأعلن مؤخرا عن صرف 1 مليار ونصف دولار إضافي على البرامج العسكرية لتعزيز البنية الدفاعية للبلاد "صندوق التنمية الوطنية" حيث كانت توضع على الأقل 34% من مبيعات النفط في هذا الصندوق، الذي يوصف بأنه صندوق مدخرات الأجيال.
أمريكا تضيق الخناق على طهران برفض تمديد الإعفاءات
وتسعى الإدارة الأمريكية لتضييق الخناق على طهران، وفي أحدث قراراتها توقع رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، ألا تمدد واشنطن الإعفاء من العقوبات على صادرات النفط الإيراني، وقال خلال مقابلة مع قناة يابانية: "السياسة التي سبق وأن أعلنتها الولايات المتحدة، هي خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
وأضاف هوك: "الولايات المتحدة، لم تعد تريد أي استثناء في العقوبات ضد إيران، سواء كانت هذه العقوبات بخصوص النفط الإيراني أو غيره".
هذا الخبر منقول من الفجر