بعد أيام من تصويت قرية سين بورت الفرنسية على حظر الهواتف الذكية فى الأماكن العامة، ومنع البالغين والأطفال من قضاء الوقت على أجهزتهم أثناء المشى، يبدو أن هناك اتجاها متناميا حول العالم يقوده الآباء القلقين من تأثير الهواتف الذكية على صغارهم.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أكثر من 4 آلاف من الآباء البريطانيين انضموا إلى مجموعة تطالب بمنع الأطفال الصغار من امتلاك الهواتف الذكية، مع تزايد المخاوف بشأن السلامة عبر الإنترنت وتأثير وسائل التواصل الاجتماعى على الصحة العقلية.
وأوضحت الصحيفة أنه تم إنشاء مجموعة "طفولة بدون هواتف ذكية" على تطبيق "واتس اب" من قبل صديقتى المدرسة السابقتين كلير فيرنيهو وديزى جرينويل استجابة لمخاوفهما بشأن استخدام الأطفال للهواتف الذكية و"قاعدة" إعطاء الأطفال الأجهزة الذكية عندما يذهبون إلى المدرسة الثانوية.
وقالت كلير "لدى طفلان عمرهما سبع وتسع سنوات. ولديزى أطفال فى نفس العمر وكنا نشعر بالرعب والقلق حقًا ولم نرغب فى أن يمتلكوا هواتف ذكية فى سن الحادية عشرة، وهو ما يبدو أنه هو القاعدة الآن."
وأعربت فيرنيهو وجرينويل عن أملهما فى أن تشجع الحركة الآباء على تأخير إعطاء أطفالهم الهواتف الذكية حتى سن 14 عامًا على الأقل، مع عدم إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعى حتى سن 16 عامًا.
لكن ما توقعاه أن يكون مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين يساعدون فى "تمكين بعضهم البعض" تحول إلى حملة وطنية بعد أن شارك فى المجموعة ألف شخص فى غضون 24 ساعة من تحميل جرينويل منشورًا على انستجرام للترويج لها.
وقالت فيرنيهو: "لقد فوجئنا بهذا تمامًا. لقد أصبح الأمر منتشرا للغاية."
وشجعت السيدتان الناس على إنشاء مجموعات محلية لنشر الفكرة. وقالت فيرنيهو: "أمام أعيننا، وفى غضون نصف ساعة، كانت هناك 30 مجموعة محلية ظهرت فى جميع أنحاء البلاد وهى تتوسع وتتوسع".
وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة، التى تم تحويلها إلى مجتمع للسماح لمزيد من الأشخاص بالانضمام، تضم الآن حوالى 4500 عضو.
وقالت فيرنيهو إن الهواتف الذكية تعرض الأطفال إلى "عالم ليسوا مستعدين له" لأنه يمكنهم الوصول إلى المواد الإباحية والمحتوى المتعلق بإيذاء النفس والانتحار، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير ضار على صحتهم العقلية. "
ووجدت أبحاث "أوفكوم" أن 91% من الأطفال فى المملكة المتحدة يمتلكون هاتفًا ذكيًا عندما يبلغون 11 عامًا، و44% عندما يبلغون التاسعة من العمر.
ويشار إلى أن قرية سين بورت الفرنسية صوتت بنعم فى استفتاء لتقييد استخدام الهواتف الذكية فى الأماكن العامة، ومنع البالغين والأطفال من قضاء الوقت على أجهزتهم أثناء المشى.
وأوضحت الصحيفة أن الحظر فى القرية التى تقع جنوب باريس ويبلغ عدد سكانها أقل من 2000 شخص، يشمل أثناء الجلوس مع الآخرين على مقعد فى الحديقة، والتواجد فى المتاجر والمقاهى أو تناول الطعام فى المطاعم وأثناء انتظار الآباء لأبنائهم أمام بوابات المدرسة. كما يتم تشجيع أولئك الذين قد يتحققون من خريطة هواتفهم على السؤال عن الاتجاهات.
كما وافقت القرية على ميثاق للعائلات بشأن استخدام الأطفال للشاشات: لا شاشات من أى نوع فى الصباح، ولا شاشات فى غرف النوم، ولا شاشات قبل النوم أو أثناء الوجبات. إذا قام آباء المراهقين بالتوقيع على اتفاق مكتوب بعدم إعطاء أطفالهم هاتفًا ذكيًا قبل سن 15 عامًا، فسوف تزود دار البلدية الطفل بسماعة هاتف قديمة الطراز للمكالمات فقط.
وخرج ما مجموعه 277 شخصًا للتصويت – حوالى 20% من السجل الانتخابى – وصوت 54% لصالح الميثاق. سيقوم الآن عمدة المدينة، فنسنت بول بيتى، من حزب الجمهوريين اليمينى، بكتابة مرسوم بلدى بشأن استخدام الهواتف الذكية، وهو الأول من نوعه فى فرنسا.
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة لن يكون لديها القدرة على إيقاف أو تغريم الأشخاص الذين يتجولون فى الشارع ويستخدمون هواتهم لأنه لا يوجد قانون وطنى ضد الهواتف الذكية – لكن رئيس البلدية يصفه بأنه توجيه للحد من استخدام الهاتف. ويتم حث أصحاب المتاجر على وضع ملصقات على النوافذ ومطالبة الناس بلطف بالتوقف عن تفقد الهواتف.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع