شهدت أسعار الذهب انخفاض كبير خلال الأسبوع الماضي بعد تسجيل مستوى تاريخي جديد، وذلك في ظل تغير توقعات الأسواق بخصوص مستقبل الفائدة الأمريكية بعد بيانات تقرير الوظائف التي جاءت بأفضل من التوقعات، وانخفضت أسعار الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.3% بعد 3 أسابيع متتالية من المكاسب ليسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1994 دولارا للأونصة قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند 2004 دولارات للأونصة.
تداولات الأسبوع
بداية الأسبوع الماضي شهدت ارتفاع حاد في أسعار الذهب وتسجيل أعلى مستوى تاريخي عند 2148 دولار للأونصة قبل أن يستسلم الذهب للهبوط الحاد بسبب التصحيح السلبي وعمليات جني الأرباح، ليخسر الذهب عند الاغلاق 144 دولار من قيمته، وفق تحليل جولد بيليون.
يوم أمس الجمعة صدرت بيانات تقرير الوظائف الأمريكي ليظهر تسجيل 199 ألف وظيفة جديدة خلال شهر نوفمبر بأعلى من التوقعات بقيمة 184 ألفا والقراءة السابقة 150 ألف وظيفة، بينما تراجع معدل البطالة إلى 3.7% من القراءة السابقة 3.9%.
انخفضت أسعار الذهب بعد بيانات الوظائف خلال جلسة الأمس بنسبة 1.2% وذلك بعد أن استطاع الدولار الارتفاع يوم أمس بنسبة 0.5% وفقاً لمؤشر الدولار الذي ارتفع خلال الأسبوع الماضي بأكمله بنسبة 0.7%.
الفائدة الأمريكية والذهب
تقلصت توقعات الخفض المحتمل لسعر الفائدة في اجتماع البنك الفيدرالي في شهر مارس 2024 من قبل الأسواق، بعد أن أظهرت بيانات التوظيف يوم الجمعة أن قطاع العمالة الأمريكي لا يزال يتمتع بمرونة كافية.
توقعات الأسواق بالنسبة لمستقبل الفائدة الأمريكية يشير حالياً إلى اجتماع أعلى من 97% أن البنك الفيدرالي سيثبت الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل بعد أن وصلت التوقعات إلى 99% بعد صدور أخبار الأمس. بينما تراجع احتمال خفض الفائدة في اجتماع مارس 2024 إلى 43% بعد أن كان يتخطى 50% قبل البيانات.
بعد تقرير التوظيف يوم الجمعة من غير المرجح أن يغير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول موقفه المتشدد خلال اجتماعه القادم، حتى مع توقع أن يترك البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير.
حيث ستشهد أسواق الذهب تقلبات خلال الفترة القادمة وسيكون مجال حدوث مفاجأة إيجابية للذهب محدودا، حيث يصدر الأسبوع القادم بيانات أسعار المستهلكين (مؤشر التضخم الرئيسي) إلى جانب اجتماع البنك الفيدرالي.
سيصدر البنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته الاقتصادية المحدثة مع نتائج اجتماع البنك، بما في ذلك توقعاته لسعر الفائدة والمعروفة أيضًا باسم مخطط النقاط. وسيكون هناك تصادم بين الفيدرالي وتوقعات السوق ما لم نشهد تعديلاً كبيراً في المخططات النقطية بعد العديد من البيانات الهامة التي صدرت منذ التوقعات الأخيرة للمخطط.
هناك تشبع شرائي كبير في أسعار الذهب بالإضافة إلى تقلص توقعات رفع الفائدة من قبل الأسواق بعد أن أظهرت البيانات أنه كان مبالغ فيها بشكل كبير، مما قد يبقي أسعار الذهب أقل من 2050 دولارًا للأونصة على المدى القريب.
عقود بيع وشراء الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 5 ديسمبر، تراجع الطلب على عقود شراء الذهب بمقدار 1005 عقود مقارنة مع التقرير السابق، كما انخفضت عقود بيع الذهب بمقدار 4465 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر تضارب في الطلب على عقود الذهب مقارنة مع الأسبوع السابق، وذلك بسبب التوقعات بانتهاء التشديد النقدي ورفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي من جهة بالإضافة إلى البيانات الأمريكية المتضاربة حتى الآن والتي قد تدفع البنك إلى التمسك بسياسته الحالية.
اتضح هذا بعد أن ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 4% خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد تسجيل أدنى مستوى منذ قرابة 3 أشهر عند 4.104%.
مجلس الذهب العالمي
أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب قد تقلصت خلال شهر نوفمبر مع تزايد عودة الاستثمارات إلى صناديق الذهب في أمريكا الشمالية بعد تغير توقعات السياسة النقدية للفيدرالي في الأسواق.
انخفضت حيازات صناديق الذهب العالمية حتى الآن في عام 2023 بنسبة 7٪ بقيمة 14 مليار دولار حيث ساهمت الصناديق الأوروبية بأكبر قدر. وشهدت أمريكا الشمالية أيضا خسائر فادحة، في حين تظل آسيا المنطقة الوحيدة التي تشهد تدفقات داخلة إلى الصناديق.
في حين شهد إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة زيادة بنسبة 5٪ وسط ارتفاع سعر الذهب. بينما بلغت التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق في نوفمبر 920 مليون دولار فقط لتنخفض حيازات الصناديق بمقدار 9 طن ذهب في نوفمبر وتصل إلى 3236 طن بينما قد خسرت الحيازات منذ بداية العام 235 طن ذهب منخفضة بنسبة 17% عن أعلى مستوى على الاطلاق تم تسجيله في أكتوبر 2020 عند 3916 طن ذهب.
ارتفع إجمالي الأصول المدارة من قبل صناديق الذهب العالمية بنسبة 2% في نوفمبر إلى 212 مليار دولار بدعم من ارتفاع سعر الذهب بنسبة 2%.
أما عن مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب فقد ارتفع خلال شهر أكتوبر بمقدار 42 طن ذهب منخفضاً بنسبة 41% من إجمالي مشتريات شهر سبتمبر البالغ 72 طنا، ولكنه لا يزال أعلى بنسبة 23% من المتوسط الشهري من يناير إلى سبتمبر عند 34 طنا.
هذا وقد أظهرت رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. أنه مع نهاية شهر نوفمبر الماضي انخفضت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8584 طنا منخفضة بنسبة 0.04% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 561.3 مليار دولار.
تدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع الطفيف في مخزونات الذهب فإن هذا يعني عودة الأسواق إلى زيادة الطلب الاستثماري على الذهب، الأمر الذي يعكس تقلص التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار في الذهب خلال نوفمبر كما أشار تقرير مجلس الذهب العالمي.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع