بعد قرنين من الحياد وعامين من المفاوضات اصبحت السويد العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الاطلسي (الناتو) الحلف الذي تأسس عام 1949م بهدف الحد من توسع نفوذ الاتحاد السوفيتي حيث استهل الحلف تأسسه وقتها بإنضمام 12 دولة اتت في مقدمتها امريكا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 انضمت عدة دول في منطقة اوروبا الشرقية الي الحلف ( البانيا - بلغاريا - المجر - بولندا - التشيك - سلوفاكيا - رومانيا - ليتوانيا - لاتفيا - استونيا)
وبقيتا السويد وفنلندا علي الحياد لعقود من الزمن خشية اغضاب الجارة روسيا الا ان الامر لم يدم طويلا حيث مالبثتا ان تقدما بطلب للانضمام لدول الحلف وذلك في اعقاب الغزو الروسي لاوكرانيا ( 2022) وبالفعل قوبل العرض الفنلندي بالموافقة في حين ظل الطلب السويدي حبيس موافقة تركيا تلك التي اتهمت الدولة الاسكندنافية
بالتساهل مع ناشطين اكراد معادين لتركيا سبق واتهمتهم الاخيرة بالارهاب ولم تكن الممانعة التركية وحدها هي التي عطلت انضمام السويد لدول الحلف وانما جاءت تحفظات رئيس الوزراء المجري ( فيكتور اوربان ) والذي وافق بالفعل علي طلب الانضمام الا انه طلب من ستوكهولم قبل اتمام الانضمام اظهار بعض الاحترام
ذلك الذي نالت منه تصريحات السويد تجاهه ورغم اعلان هيلسينكي وستوكهولم المتزامن لترشحهما للحلف في 2022 وذلك في اعقاب الغزو الروسي لاوكرانيا الا ان فنلندا فقط هي التي حصلت بالفعل علي ما تريد ومالبثت السويد لتلحق بها ولكن بعد جهود مضنية قامت بها ثم جاءت علي اثرها الموافقات التركية الفنلندية وبذلك
تصبح السويد العضو ال32 بالناتو وجاءت ردود الفعل المصاحبة لانضمام السويد متباينة حيث رحب الرئيس الامريكي جو بايدن به (الحلف اقوي من اي وقت مضي) جاء ذلك بعد تسليم رئيس الوزراء السويدي ( اولف كريستر سون ) الوثائق النهائية الخاصة بالانضمام لوزير الخارجية الامريكي ( بلينكن )
الذي رحب بهذا الانضمام واصفا صبر السويديين (من صبر يجد) وعلي الجانب الاخر رأت روسيا انضمام السويد للناتو بأنه امر جد خطير قد يضع الدولة السويدية هدفا مشروعا لروسيا اذ وعدت روسيا بإعداد حزمة من العقوبات ضد السويد والتي اصبحت علي حد قول الروس ضمن معسكر الخصوم بالناتو
ويري متابعون ان انضمام السويد وفنلندا جاء متأخرا جدا وبخاصة انهم يقبعان تحت راية الاتحاد الاوروبي الامر الذي يضعهما علي مسافة قريبة جدا من الولايات المتحدة الامريكية صانعة القرار الا انهما نئيا بنفسهما من الوقوع في صراع مع الدولة القوية روسيا الا ان الصراع الروسي الاوكراني هو الذي اسرع بوتيرة اللحاق بقطار حلف الناتو
الذي يضمن لدوله الحماية بل وتقديم الدعم اللازم اذا لزم الامر كانت السويد قد وضعت قرابة 17 قاعدة عسكرية علي اراضيها تحت تصرف الولايات المتحدة الامريكية وذلك في ( كانون / ديسمبر ) الامر الذي يراه محللون انه امر ارادت به ستوكهولم مغازلة امريكا لكسب تأييدها في الحصول علي عضوية الناتو
وبعد انضمام السويد للناتو ومن قبلها فنلندا ( نيسان / ابريل ) تكون كل الدول الواقعة علي بحر البلطيق بإستثناء الخصم روسيا قد انضمت للحلف الاطلسي الامر الذي تراه روسيا تضييقا عليها قد يعجل الصدام بينها وبين خصومها في تجمع الناتو.