انتشرت مؤخرًا فكرة "العلاج أون لاين" عبر الإنترنت خاصة الاستشارات النفسية، وأصبح هناك عدد من المواقع المتخصصة في هذا الأمر، حيث أزالت هذه المواقع الحرج من زيارة الطبيب النفسى عن المريض، كما وفرت الوقت والجهد، وأطلقت وزارة الصحة منصة رقمية للاستشارات الطبية النفسية، وفى السطور التالية نتعرف على أهمية العلاج النفسى "أون لاين" بعد انتشاره في مصر مؤخرًا.
قال الدكتور حسام الصاوي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب طنطا، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن طرق التكنولوجيا الحديثة فى العلاج النفسي عبر الإنترنت والتي تسمى "الطب النفسي الرقمي"، بدأت منذ حوالى 10 سنوات نتيجة قيام بعض البلدان بالحروب، وبالتالي لا يستطيع الكثير من الناس الوصول إلى العيادات النفسية الخاصة" .
وأوضح أن فكرة العلاج النفسي عبر الإنترنت بدأت تنتشر فى قارة أستراليا، ثم دولة كندا، ثم العالم كله.
كما أشار أستاذ الطب النفسي إلى أنه بعد وباء كورونا كان لابد من تنبى تلك الفكرة فى العلاج النفسي، واستخدامها بعد ذعر الأشخاص من الفيروس وامتناعهم من الخروج من المنازل.
وأضاف: "زاد انتشار فكرة الطب النفسي الرقمي على مستوى العالم، عقب إصابة الكثير من الأشخاص بالاكتئاب والتوتر المستمر بسبب الخوف من كورونا، حتى أصبح هناك جلسات علاج سلوكى معرفى عبر الإنترنت، ويقوم المريض باختيار الطبيب الذى يقوم بإجراء مقابلة معه عبر الإنترنت واختيار الموعد المناسب له ويتم الدفع عبر البطاقة الائتمانية.
وأكد الدكتور حسام الصاوي أن وزارة الصحة المصرية تبنت الفكرة وتم إنشاء منصة رقمية بأعضاء أساتذة الكليات وتم المساعدة فى العلاج النفسي وغيره، واستطاعوا تقديم المساعدات للآخرين، وتوصيل كل المعلومة القيمة التى تفيد المرضى أثناء إقامتهم فى منازلهم .
وتابع قائلاً: إن كلية طب طنطا قامت بعقد مؤتمر تستعرض فيه أهمية علاج الطب النفسي الرقمي، لمساعدة الأشخاص فى مسألة العلاج رغم بعد أماكن إقامتهم بأحدث التقنيات، وذلك قبل انتشار وباء كورونا، كما قام الأطباء مؤخرًا في كلية الطب بطنطا بالتعاون مع دولة كندا لإقامة برنامج للطب النفسي الرقمى لتطبيقه على طلبة طنطا.
وفى ذات السياق قال الدكتور أكرم عاشور، مدير مستشفى الصحة النفسية بمحافظة سوهاج، إن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا مهمًا فى كل المجالات، ومنها خدمات الطب النفسي، ونحن نحتاج جميعًا إلى وسائل الاتصال عبر الإنترنت خاصة أثناء الأزمات مثل أزمة كورونا التى عاشها المجتمع خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح الاستشاري أن الأمانة العامة للصحة النفسية قامت بخدمات المنصات الإلكترونية وتعميمها على كل مستشفيات الصحة النفسية وهواتف الخط الساخن للخدمة العامة، مشيرًا إلى أن مسألة التواصل الإلكتروني مع المريض النفسي يحتاج إلى حماية خصوصية المريض.
وأضاف الطبيب، أن تلك الخدمات الطبية الخاصة تتم عن طريق متخصصين فى حالات الطوارئ مثل الانتحار والاكتئاب الشديد، حيث يمكن التواصل مع أرقام الخط الساخن بوزارة الصحة والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
وأكد مدير المستشفى، أن التواصل الإلكتروني مع متخصص فعال فى بعض الحالات، وخاصة الطوارئ القصوى، وعدم قدرة المريض الذهاب للطبيب المختص نتيجة مرض جسماني آخر مثل الكسور والأورام والفشل الكلوي المزمن، مؤكدًا أنه لا غنى عن التواصل المباشر مع الطبيب المختص، لأن اللقاء المباشر يعتمد فى نجاحه على إنشاء علاقة طبية سليمة بين الطبيب والمريض بها أحاسيس بشرية ونفسية واجتماعية.
وذكر الاستشاري، أن كتابة العلاج الطبي عن طريق المنصات الإلكترونية مازال ممنوعًا ويحاسب عليه الطبيب فى حالة وصف علاج بدون مناظرة المريض، مؤكدًا ضرورة الدعم النفسى للمرضى عن طريق التليفون أو الإنترنت مهم كخطوة أولى وليس أساس العلاج.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع