صعود كبير للذهب فى البورصات العالمية بسبب الحرب على غزة.. المعدن الثمين يرتفع 8% منذ اشتعال الصراع.. الأونصة تقترب من مستوى 2000 دولار.. وقفزة الأصفر رغم تأكيدات الفيدرالى باستمرار الحفاظ على الفائدة المرتفعة

لا صوت يعلو على صوت الحرب فى قطاع غزة، مخاوف كبيرة فى الأسواق الدولية دفعت بقوة نحو شراء الذهب كملاذ آمن، الأمر الذى ساهم فى قفزة أسعار الذهب فى البورصات العالمية بشكل كبير منذ اشتعال الصراع فى قطاع غزة بنسبة صعود للذهب بلغت 8% وسط اقبال متزايد لشراء المعدن الأصفر بوصفه ملاذ آمن.

ونجح الذهب فى تسجيل ارتفاع ملحوظ للأسبوع الثانى على التوالى ليعود إلى مستويات الـ 2000 دولار للأونصة فى ظل استمرار الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن مع ظل استمرار التوترات فى التصاعد فى الشرق الأوسط، ليأتى ارتفاع الذهب على الرغم من المستويات القياسية لعوائد السندات الحكومية، وارتفع الذهب الفورى خلال الأسبوع الماضى بنسبة 2.5% ليربح 48 دولارا ويغلق عند المستوى 1980 دولارا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر عند المستوى 1997 دولارا للأونصة.

8da1e3dfcf.jpg

حقق الذهب ارتفاع خلال تداولات جلسة الجمعة بنسبة 0.4% وسجل أعلى مستوى منذ 23 مايو الماضى ليستكمل أربع جلسات متتالية من المكاسب، وارتفع الذهب منذ بداية الحرب بين فلسطين والكيان الصهيونى بنسبة 8% ليربح 148 دولار للأونصة، وذلك بدعم من الطلب على الملاذ الآمن فى ظل التوترات الحالية فى الشرق الأوسط والتخوف من توسع رقعة الحرب ودخول أطراف جديدة.

ويرى تحليل جولد بيليون، أن ارتفاع الذهب جاء أكبر من توقعات الأسواق فى الأسبوعين الماضيين، خاصة أن هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع حفاظ رئيس البنك الفيدرالى جيروم باول على موقفه المتمثل فى أنه سيبقى أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت وأبقى الباب مفتوح لرفع جديد فى الفائدة هذا العام.

35506c9ac6.jpg

رئيس الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول قال يوم الخميس الماضى فى النادى الاقتصادى فى نيويورك أن البنك المركزى ملتزم بخفض التضخم إلى 2%، ووافق من حيث المبدأ أن ارتفاع عوائد السندات يعمل على التشديد النقدى كبديل للفائدة، وقد ساعد هذا على دفع عائدات السندات طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا حيث ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات الأسبوع الماضى بنسبة 6.6% وسجل أعلى مستوى عند 5% وهو أعلى مستوى منذ 2007.

أما عن الدولار الأمريكى فقد شهد تراجع خلال الأسبوع الماضى بنسبة 0.3% وفقًا لمؤشر الدولار الذى يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك فى ظل تركيز الأسواق مع عوائد السندات والذهب كاستثمارات للملاذ الآمن فى أوقات عدم اليقين الجيوسياسي.

و هناك العديد من العوامل التى ساعدت الذهب على ارتفاعه أيضًا خلال هذا الأسبوع، فقد انخفض مؤشر الأسهم الرئيسى فى الولايات المتحدة S&P500 خلال الأسبوع الماضى بنسبة 2.4% ليسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، الأمر الذى ساعد على انتقال جزء كبير من الاستثمارات فى الأسهم إلى سوق الذهب.

d8e5889f93.jpg

من جهة أخرى ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكى للأسبوع الثانى على التوالى وسجل أعلى مستوى فى أسبوعين عند 90 دولار للبرميل فى ظل المخاوف من انقطاع امدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط حيث يعمل ارتفاع أسعار النفط الخام على زيادة ضغوط التضخم فى الأسواق العالمية، الأمر الذى يزيد من الطلب على الذهب كتحوط ضد التضخم.

 

هل يستمر الذهب فى الارتفاع؟

الذهب يرتفع الآن عكس التيار ومن المرجح أن ينفد قوته عاجلًا وليس آجلًا، حيث يقترب الذهب الآن من منطقة التشبع الشرائى، مما يجعله عرضة للانعكاس تحت ضغط العوامل الأساسية مثل ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار.

البيانات الاقتصادية التى تصدر عن الاقتصاد الأمريكى قد تعمل على بعض التقلبات فى الأسواق خلال الأسبوع القادم الأمر الذى قد يدفع الذهب إلى التصحيح السلبى خاصة بعد وصوله تقريبًا إلى المستوى النفسى 2000 دولار للأونصة والذى قد توجد عنده العديد من عمليات البيع لجنى الأرباح.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع