"فن الكف الصعيدي" موروث شعبى بكلمات وقصائد ارتجالية تلقائية تبهر الآلاف.. الفنان ياسر رشاد أشهر مطرب يعتلى المسرح بفرقته وينظم أغانيه بكلمات من الشباب وهم يتمايلون عليها ويصفقون بطريقتهم.. فيديو وصور

الشاعر العتمانى: نقدم مطلع منظومة للفنان ويكملها ارتجالية أمام الجمهور وأشهرهم رشاد عبد العال وربيع البركة والرنان والإدفاوى

على مسرح مرتفع عن الأرض يجلس الفنان ممسكاً بالميكروفون في يديه، وحوله فريقه وهم طبال ودفاف وعازف عود ومرددين خلفه، وفى الأسفل صف من الشباب يتحركون بحركات متماثلة وهم يصفقون ويتمايلون يميناً ويساراً، بذلك المشهد المميز تخرج لوحة "ليلة الكف الصعيدي" لتبهج المئات من الحضور فى الاحتفالات وليالي الزفاف والمناسبات السعيدة حول قرى ونجوع محافظة الأقصر.

ويعتبر فن الكف الصعيدي أحد أهم الفنون الشعبية فى جنوب مصر، حيث يحضر الفنان الشعبى وفرقته على المسرح وينتظرون الشباب بين صفوف الضيوف وهم يتجمعون لتقديم بعض الخانات من الكلمات الشعرية للفنان والذي يقوم بتركيب اللحن عليها ويكملها بكل تلقائية تجذب قلوب الجميع، وتكون غالبية الكلمات والأغانى التى تقدم عن الحب والحياة والخيانة والرجولة والأصل الطيب وغيرها من الموضوعات التى تمس قلوب الحضور من الجمهور، حيث يعد الفنان ياسر رشاد أحد أهم نجوم فن الكف الصعيد فى جنوب مصر خلال تلك الفترة ويحضر حفلاته الآلاف من المحبين وعشاق هذا الفن المبهج.

ومن جانبه يقول الشاعر أسامة العتمانى إبن قرية الزناقطة بالأقصر، إنه بحكم كونه شاعر وقوال صعيدي يقوم برفقة شباب بلدته وشباب الأقصر بحضور تلك الليالي فى كافة أرجاء الجنوب من أسوان لسوهاج، ويقدم كلماته لفنان الكف الصعيدي وهو من يقوم بإستكمالها فى لحن وقصيده يمزجها الفنان بكل تلقائية على المسرح أمام الجمهور، ولذلك لا يجلس على كرسي فنان الكف الصعيدي إلا النجوم والمتمكنين من اللغة العربية والشعر والطرب الشعبى الأصيل حتي يقدمون منظوماتهم وقصائدهم بكل نجاح أمام الجمهور من الحضور.

ويضيف الشاعر أسامة العتمانى لـ"اليوم السابع"، إن ذلك الفن وهو الكف الصعيدي يعتبر من الموروثات الشعبية الأصيلة فى محافظات الأقصر وقنا وأسوان جنوب مصر، حيث يتهافت أبناء المحافظات الثلاث على حجز نجوم فن الكف الصعيدى فى الأفراح والليالى السعيدة والموالد والاحتفالات المختلفة، ومن أشهر نجوم الكف فى الصعيد الفنان الراحل رشاد عبد العال والفنان ربيع البركة والراحل عبد النبى الرنان وجابر العزب ومحمود جمعة ومحمود الإدفاوى وحسان القوصى وعلاء أبوالريش وغيرهم من نجوم فن الكف وعشاقه فى الصعيد.

أما الفنان ياسر رشاد عبد العال أحد أشهر نجوم فن الكف بالصعيد، فيقول إنه ورث ذلك الفن عن والده الذي يعتبر من أبرز وألمع نجوم فن الكف الصعيدى من أسوان والأقصر وقنا ممن ذاع صيتهم وشهرتهم من بين عشرات الفنانين، وهو الفنان التاريخى الراحل "رشاد عبد العال" والذي كان يعد أكبر وأقوى من أحياً فن وليالي الكف الصعيد، وكان يطلق عليه لقب "الريس" لدوره فى جذب أجيال من بعده فى هذا الفن التراثى، وهو مواليد قرية الرغامة بأسوان، وكان فى البداية يغنى بأفراح القرية، حتى استطاع أن يطور من فن الكف ويُدخل عليه الطبول، وصدر له 12 ألبوما غنائيا، ويعتبر حب متابعيه له لا يوصف فهو بالنسبة لهم "فنان الكف"، وكان حتى آخر لحظات حياته يُحيى حفلا بقرية منيحه بأسوان لتتوفاه المنية فى طريق عودته من الحفل إثر انقلاب سيارته بإحدى الترع، وورث من بعده المهمة لينطلق فى الليالي ب الحفلات والمناسبات والإفراح بمختلف أرجاء الأقصر وقنا وأسوان، حتى أطلق عليه أبناء الصعيد لقب "إمبراطور الكف".

ويضيف فنان الكف ياسر رشاد لـ"اليوم السابع"، أن فن "الكف الصعيدى" هو فن وموروث شعبى صعيدى مميز للغاية، وله أصول فرعونية قديمة، حيث عثر رجال الآثار على الكثير من النقوش على جدران المعابد والمقابر وخاصة مقابر "الإشراف" بالبر الغربى لمدينة الأقصر، لمثل تلك الرقصات فى حفلات الكف، وأبرزت تلك النقوش والرسومات وقوف الشباب فى صف واحد ويرقصون على أنغام الموسيقى وهم يصفقون بكفوفهم بصورة مميزة تشبه كثيراً ما يحدث حالياً، حيث إنه فن قائم على الإرتجالية وعدم التكلف بقصائد بعينها فالمطرب يذهب إلى الفرح دون أن يعلم ماذا سيقدم، موضحا أن الراقصين هم الذين يبدأون الرقصة بمقطع بقافية معينة ويجب على المطرب الرد عليهم بنفس القافية والمعنى دون أن يتردد فى الغناء.

وأوضح إمبراطور الكف ياسر رشاد، إنه يضم مسرح فن الكف الصعيدى الأصيل الفنان فى الوسط والذى يرتدى فى الغالب الجلباب الصعيدي، وعلى يمينه ويساره الطبال وعازف العود وعازف الناى والربابة والتى فى الغالب ما تستخدم فى الحفلات، وكذلك مجموعة من أصحاب الاحتفالية الذين يطلبون أغنيات معينة يطلقها الفنان فى الحفل، والتى تتمثل فى الأغانى المختلفة من المواويل والقصائد والأشعار الشهيرة والمغمورة أو التى تم تأليفها من المغنى بنفسه، والتى ترصد بطيعية الحال كافة جوانب الحياة وتطورات المجتمع قديما وحديثاً والفرق بين العادات الحالية والسابقة وخلافه مما يدخل أجواء من التناغم والتناسق فى الكلمات والبهجة بين الحضور لملائمة صدى الأغانى مع حياتهم، فمنها ما يحدث عن الأحوال المادية والأحوال الاقتصادية والصحية والفنية والسياسية وتطور علاقة الشباب بالفتيات والزواج وخيراته على العريس.

يذكر أن أشهر الأغانى التى ظهرت فى حفلات وليالى الكف الصعيد، ما يلي:- "غدار يا زمن غدار النسوين مش عايزة عمار - تقلك أى كلمة زيادة أخد العيال وأسيب الدار - البنت وقت الخطوبة بتكون رقيقه وحبوبة - تمسك القسيمة المكتوبة تقلك خلاص مفيش أعذار - مراتك لم تكون غاوية عكننه تغزلها بشعر - أو بغنا تقلك غور مش وقت هزار - يلى مجوزتش بد اليوم زى العقرب واسئل - اللى جرب قبلك على الجواز أوعى تقرب - الحريم عايزه ضربها بالنار"، و"والله أنا سايبك ومش ندماااان هوووووى - سايبنى وباصص لجنيه أنت إلى قلبك عليك - إلى جنى ومش راح توصلنى للجنة - والله أنا سايبك ولا ندمان"، و"ليه المال ياناس دايما للقلوب هدام - وكان بينا وداد لكن للأسف مادام - أدوها للغشيم والبكر صبحت مدام - حراام القلب الرهيف تحكم عليه إعدام".