حسن العدل : حرب أكتوبر هي لحظة الميلاد بالنسبة لي
حسن العدل هو واحد من الفنانين الذين شاركوا بحرب أكتوبر المجيدة، وعاش العديد من اللحظات الصعبة ، كما أنه أصيب في الحرب ومكث بالمستشفي مايقرب من ثلاثة أشهر، وحرب أكتوبر بالنسبة له تعني الكثير والكثير ، وفي حوار خاص معه كشف لنا العدل عن كواليس مشاركته بالحرب وعن مشاعره إتجاهها ..
اليوم وبعد مضي خمسون عاماً على حرب أكتوبر، مالذي تمثله لك الحرب؟
حرب أكتوبر هي لحظة الميلاد بالنسبة لي، فالعمر الذي عشته قبلها كنت أشعر أنني لم أكن موجود بالدنيا، والحياة بعد الحرب توقفت عندها وظلت ثابتة في ذهني ، والأهم بالنسبة لي من لحظة الحرب هو وقت الإستعداد لها الذي لم يكن سهلاً علي الإطلاق.
حدثنا عن فترة الاستعداد للحرب وكيف واجهتوا الصعوبات في تلك الفترة؟
تم تجنيدي يوم 1 فبراير عام 72، أي قبل الحرب بما يقرب من العام والنصف، وجيلنا منذ الطفولة قد تربي ونشأ علي حب عبد الناصر، فعبد الناصر كان بمثابة الأيقونة لنا فكان وطني شريف، وعبد الناصر قد عزز فينا ماحدث بحرب أكتوبر وأنشأ لدينا النزعة الوطنية الشديدة ، وعندما تم تجنيدي في 72 بدأت في تقديم أنشطة داخل المعسكر ، وكان عبد المنعم رياض مع عبد الناصر يقوموا بإعداد الجيش بعد النكسة ، وكان عبد المنعم قد أقترح علي عبد الناصر تجنيد كل المؤهلات العليا لأن هناك أسلحة حديثة لها دراسات هندسية تحتاج لتلك المؤهلات ، وقد ذهبت لسلاح المولتكة، ودخلنا مركز تدريب لمدة ثلاثة أشهر وتدربنا علي السلاح في بني سويف.
وأضاف: أخذنا خلال التدريب طريقة توجيهه الصاروخ ، فكانوا صواريخ مضادة للدبابات طوله كان 80 سنتيمتر ويتكون من جزئين متهم الرأس المدمرة عليها سلك ملفوف متصل بالجهاز الذي أمسكه بيدي وأتحكم فيه وكانت كفاءته مايقرب من ثلاثة كيلو ، وكان أسماء الكتائب هي فهد ونمر ، وكونا كتيبة أخري عبارة عن عربية مصفحة لها فتحات من الخلف وتشبه الدبابة .
ماذا عن لحظات ماقبل المعركة والاستعداد لها؟
ماذا عن أجواء يوم حرب 6 أكتوبر؟
في صباح يوم 6 أكتوبر أحضر الضباط كرة وطلبوا منا اللعب ، وبدأوا يوزعون علينا القصب كل ذلك حتي يصل للعدو إحساس أنه يوم عادي، الساعة الثانية عشر ظهرا بالضبط بدأوا في تجميع الكتائب، والساعة الواحدة والنصف كان هناك صمت رهيب في كل الكتائب، والساعة الثانية والنصف ظهرا بدأت الطائرات تحلق فوقنا وقالوا سنعبر الآن، وطول خط القناة كانت أصوات المدفعية بدأنا نستعد ونركب سيارتنا وبدأنا نتجه نحو المعبر وعندما وصلت المعبر وجدت جنودنا وكأنهم نمل وكلما أقتربنا أسمع صيحات الله أكبر الله أكبر، وكان هناك مجموعة من الصاعقة مروا وأغلقوا الأنابيب الذي وضعها العدو، ليمتعنا من العبور وبالفعل مررنا وكانت خراطيم المياه على وشك الفتح، وخرجت قوات الصاعقة وتسلقت الحبال من السواتر الترابية كي يتستطيعون التعامل مع العدو، وأخذنا جميعا أماكنا على بعد واحد كيلو من البر الشرقي وبدأنا في ضرب الهدف، كانت لحظة بها تكاتف وكان الكل يعرف مايفعل جيداً وظللنا في الإشتباكات حتى يوم 16 أكتوبر.
وكيف أصيبت خلال الحرب؟
في يوم 16 أكتوبر أرسلوا إمدادات للعدو فرقتين دبابات رهيبة وحدثت اشتباكات، وأصيبت في هذا اليوم، وجدت نفسي أطير في الهواء ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في مستشفى القصاصين وانتقلت بعدها لثلاث مستشفيات حتي تم شفائي على خير.
اليوم وبعد مرور خمسون عاماً علي حرب أكتوبر بما تشعر؟
أشعر بالسعادة والفخر، بعد خمسون عاما مازالت أعيش نفس اللحظة وكأنها حدثت أمس، فقد ولدت في هذا اليوم وفي تلك اللحظة، أكثر مايحززني هم زملائي الذين أستشهدوا ولكن عزائي الوحيد أن هذا الإستشهاد قد كلل بإنتصارنا العظيم.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع