مهنة سامية تساعد فئة كبيرة من المجتمع.. "بسنت" اختارت مجال ترجمة لغة الإشارة لمساعدة الصم والبكم على فهم الحياة.. كونت فريقا لتدريبهم وتعميم الفكرة فى المجتمع.. وتؤكد: الدولة تدعمنا ودورها كبير جدا

مهن سامية متواجدة بيننا داخل المجتمع، والمهن السامية هى المهن التى تقدم المساعدة والدعم للغير، فهناك مهن سامية تعرفها كل شعوب العالم، ومن بين هذه المهن بل وأهمها، تلك التى تساعد البشرية مثل الطب والتمريض والعسكريين الذين يضحون بأنفسهم من أجل حماية الآخرين والأوطان، وهناك مهن آخرى لابد أن نساعد على وجودها، من بين هذه المهن هى مهنه اختارتها الطالبة "بسنت محمد أبو الفتوح"، بنت مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، طالبة بكلية تربية طفولة مبكرة قسم فئات خاصة، حيث اختارت طريقها وتحديد مستقبلها من خلال مهنة تعد من بين المهن السامية، والتى تقدم الدعم والمساعدة لفئة كبيرة داخل المجتمع.

وكانت بداية انجذابها لهذا المجال، عندما أقيم حفل وهى بالفرقة الأولى فى كلية التربية جامعة المنصورة، حيث استقبلت الكلية الطلاب الجدد بإقامة حفل استقبال، وشهد الحفل حضور لطلاب الكلية من متخصصى الإشارة، لتوصيل ما يدور فى الحفل لأصحاب الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم.

طالبة بالفرقة الأولى تنجذب نحو مهنة سامية

وكانت من بين الطالبات المنضمات هى الطالبة "بسنت"، حيث انضمت إلى كلية تربية طفولة مبكرة قسم فئات خاصة، فى جامعة المنصورة، ولفت انتباها الحضور من مقدمى الحفل بطريقة لغة الإشارة، وذلك أثناء تنظيم الكلية لحفل استقبال الطلاب المنضمين حديثا، حيث لفت انتباه الطالبة أن المشاركين فى تقديم لغة الإشارة خلال حفل الاستقبال هم طلبة وطالبات من الكلية، وكل مهمتهم هو تقديم المساعدة والدعم لأصحاب القدرات الخاصة من ذوى الهمم "الصم والبكم".

وشعرت "بسنت" بقيمة ما يقدمونه من دعم ومساعدة للغير، لتفهم ما يدور حولهم، وبدأت بعدها بسنت فى التعرف على الطلاب الذين شاركوا فى تقديم الحفل بلغة الإشارة، والتقرب من بعض زميلاتها اللاتى شاركن فى تقديم هذا الحفل، لتبدأ بسنت فى اختيار وتحديد هدفها بعد إعجابها بما شاهدته، وقيمته الكبيرة، فى تقديم يد المساعدة والدعم للآخرين، من ذوى الاحتياجات الخاصة.

قسم "فئات خاصة" والانضمام لفريق الإشارة بالجامعة

وقالت "بسنت" البداية منذ اختياري القسم بالكلية، حيث انضممت إلى قسم "فئات خاصة" بعدها بدأت أسأل عن الفريق المشارك فى الحفل الذى أقيم عند استقبالنا كدفعة جديدة، وأتواصل معهم حتى انضممت إليهم فى فريق الإشارة المتواجد داخل الجامعة.

وتابعت الإعاقة السمعية ولغة الإشارة، من ضمن المقررات داخل المنهج الدراسى الذى نتلقاه أثناء الدراسة، ومع شغفى وحبى للموضوع، بدأت فى الاطلاع الدائم بمساعدة أساتذتى فى الجامعة، وعند انتهاء دراسة لغة الإشارة فى المنهج، لم أتوقف بل استمريت فى الدراسة والبحث فى ذلك المجال الذى أحببته كثيرا، حتى أصبحت ضمن فريق الجامعة للغة الإشارة.

حلقة الوصل بين المجتمع وذوى الاحتياجات الخاصة من "الصم والبكم

وقالت "بسنت" عن إحساسها ورؤيتها، من المتلقين من ذوى الاحتياجات الخاصة، أصحاب "الصم والبكم" كونها حلقة الوصل التى تربط بين فئات المجتمع، وما يدور فيه وتقوم بتوصيله لذوى الاحتياجات الخاصة من "الصم والبكم"، أنها تشعر بسعادة بالغة، وتحب هذا المجال كثيرا لما تشعر به من حب ملموس من هذه الفئة التى تعتمد على لغة الإشارة فى معرفة ما يدور من حولهم.

واستطردت: "كفاية عليا فرحتهم وهما بيفهموا منى كل إلى بيدور حولهم، لأنهم لولا لغة الإشارة مش هيفهموا أو يدركوا ما يدور حولهم فى المجتمع، وكانوا يشعرون بالعجز لعدم معرفتهم مايدور أو عند رؤيتهم لمحتوى أو شئ لا يفهمونه، وكل ذلك كان يؤثر عليهم بالسلب، لذلك وجود شخص يقوم بتوصيل وتوضيح ما يدور حولهم شيء عظيم بالنسبة لهم، لذلك أنا أحب ذلك كثيرا، وأشعر بسعادة وطيب خاطر فى أعينهم إلى جانب حديثهم معى والتعبير عن سعادتهم المطلقة".

وتابعت: قديما كنت أرى التنمر على هذه الفئة، وكان يتسبب ذلك فى كسر إرادتهم، ويؤثر بالسلب على حياتهم، ومع إعطاء هذه التوجيهات، بدأوا فى الخروج إلى المجتمع، وبدأنا رؤية قدرات كبيرة جدا لديهم، فأنعم الله عليهم بمواهب وقدرات تفوق الأصحاء، وهم فئة جميلة، وعند التعامل معهم تدرك قيمتهم الحقيقية النابعة من القلب دون تجميل أو تزيف، لذلك أنا سعيدة جدا باهتمام الدولة المصرية بذوى الاحتياجات الخاصة بشكل عام.

لغة الإشارة والتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة 

أكملت "بسنت"، لم يكن الهدف لدى من البداية هو لغة الإشارة، لكن هدفى الأساسى كان التعامل مع الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، كنت أود أن أتعامل معهم وأساعدهم، لذلك اخترت الانضمام لكلية "تربية أطفال" قسم "فئات خاصة"، ومع انضمامي للكلية توسعت طموحاتى عند رؤيتى فريق "لغة الإشارة" وأن وجودهم يمثل أهمية كبيرة جدا لفئة "الصم والبكم" ويعتبرونه النصف الثانى لهم فى الحياة، لتوضيح رؤية وما يدور حولهم فى المجتمع.

لذلك كان على الانضمام لأكون جزءا من ذلك الفريق، وجزء يعتمد عليه ذوى الهمم من" الصم والبكم" فى حياتهم، وبفضل الله أشاركهم مناسبات ومحافل كثيرة، لأكون حلقة الوصل بينهم وبين ما يدور داخل تلك المحافل وتوضيح الرؤية لهم، وبعد هذا التعامل قررت أن أكون جزء أكثر فاعلية فى المجتمع المصرى، وأقوم بتدريب عدد من الشباب الراغبين بالتدريب والتعامل مع هذه الفئة.

تأسيس فريق لتدريبه على لغة الإشارة ودور الدولة فى مساعدتنا

وأضافت، مع اهتمامي بأن أكون أكثر فاعلية داخل المجتمع، قررت أن أقوم بتكوين فريق وتدريبه على لغة الإشارة، إلى جانب الدراسة والاطلاع المستمر، ما جعلنى أستعين بمكتبة المنصورة العامة، وبدأت فى التردد عليها، ولم يتردد المسئولين فى مساعدتى فى ذلك، فمكتبة المنصورة العامة تعد بيتنا، وهناك تعرفت على أشخاص جدد، وبدأت فى تكوين فريق من مواهب مختلفة، لديهم القدرة على التعلم، ومساعدة غيرهم ورأيت فيهم الطموح والقدرة على مساعدة الآخرين.

وأكدت: الآن أصبح لدى فريق متكامل، نجتمع فى مكتبة المنصورة العامة، وأقوم بتدريبهم على لغة الإشارة إلى جانب مواهبهم المتنوعة الأخرى، والاطلاع على ما نحتاجه داخل المكتبة، والتى تدعمنا وترحب بوجودنا بالمجان، وهذا الدور كبير جدا من الدولة، فلك أن تتخيل عدم وجود مثل هذه المكتبات العامة التى توفرها الدولة، فبأى مكان كنت سألتقى بالفريق وكيف أوفر لهم مكان بديل لأقوم بتدريبهم، إضافة إلى استخدامنا كتب وثقافات مختلفة من داخل المكتبة، تساعدنا على تنمية قدراتنا وتضيف لنا الكثير من المعلومات فى مختلف المجالات التى نبحث عنها للتزود من المعلومات.

إختارت لغة الإشارة لمساعدة ذوي الإحتياجات من الصم والبكم
إختارت لغة الإشارة لمساعدة ذوي الإحتياجات من الصم والبكم

 

التدريب داخل مكتبة عامه لدعم الفريق
التدريب داخل مكتبة عامه لدعم الفريق

 

 

بسنت أثناء التدريب علي لغة الإشارة
بسنت أثناء التدريب علي لغة الإشارة

 

 

جانب من تدريب بسنت لإحدي المشاركات في الفريق
جانب من تدريب بسنت لإحدي المشاركات في الفريق

 

 

جانب من تدريب بسنت لفريقها
جانب من تدريب بسنت لفريقها

 

 

فريق يتدرب علي لغة الإشارة
فريق يتدرب علي لغة الإشارة

 


 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع