سماء سبتمبر تغازل هواة الفلك.. اقترانات بديعة للقمر مع الكواكب والنجوم تشاهد بالعين المجردة.. عطارد فى استطالته العظمى.. ذروة الاعتدال الخريفى وتساوى الليل والنهار.. ولا تنسوا آخر قمر عملاق فى السنة نهاية الشهر

يكون هواة الفلك والظواهر الفلكية على موعد خلال شهر سبتمبر الجارى مع عدد من الظواهر الفلكية الهامة التى يرى بعضها بالعين المجردة والبعض الأخرى يكون من السهل رصده فى سماء المساء وقد يحتاج رصد تفاصيله لاستخدام التليسكوبات.

فى البداية أكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن زمن حدوث الظواهر الفلكية التى سيتم الإشارة لها فى السطور التالية يتوافق مع سماء القاهرة، موضحا أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما يكون فى السواحل والحقول والصحارى والبرارى والجبال.

وأوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية فى تصريحات صحفية، أنه ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك فى شيء بل من التنجيم، ووالتنجيم من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه.. فلو كان التنجيم علما لكنا نحن الفلكيين أولى الناس بدراسته.

وأشار إلى أنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف الكواكب فى السماء وحدوث الزلازل على الأرض، فلو كان ذلك صحيحا لتم اكتشافه من قبل الفلكيين منذ مئات السنين، مؤكدا أن الظواهر الفلكية مشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.

وأضاف أن الظواهر الليلية ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا.

القمر والمشترى

ومع أول الظواهر الفلكية، تشهد الكرة الأرضية اليوم الإثنين، اقتران القمر مع كوكب المشترى، حيث يشرق القمر مقترنا مع كوكب المشترى (أكبر كواكب المجموعة الشمسية) فى ذلك اليوم.

و نراهما متجاوران فى السماء باتجاة الشرق بحلول الـ 10:20 مساءا تقريبا، ويظلا بالسماء إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس أما يوم 5 سبتمبر، يقترن القمر مع الحشد النجمى

 5 سبتمبر/ القمر والأخوات السبع

Pleiades (الثريا) أو الأخوات السبع فى برج الثور، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية، والذى يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.

و يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.

ويمكن رؤية هذا الاقتران باتجاة الشرق بحلول الـ 11:00 مساءا تقريبا، ويظلا بالسماء إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.

 10 سبتمبر/ القمر وبولوكس 

فى يوم 10 سبتمبر، يشرق القمر مقترنا مع النجم بولوكس فى برج الجوزاء/ التوأم، حيث نراهما متجاوران فى السماء باتجاة الشرق بغضون الساعة 2:20 صباحا تقريبا إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس 

القمر الجديد (محاق ربيع الأول) 

وفى 15 سبتمبر سنكون على موعد مع محاق ربيع الأول، حيث لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض.

 وتعتبر هذه الليلة هى أفضل الليالى الليلاء خلال الشهر عموما والتى يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة..

 17 سبتمبر/ القمر والسنبلة 

وفى يوم 17 سبتمبر، يُرى القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء) بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس مباشرة فى ذلك اليوم إلى أن يغرب هذا المشهد بغضون الـ 8:05 مساءا تقريبا.

ومن الجدير بالذكر أن نجم سبيكا (السنبلة) أو السماك الأعزل هو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ولمعانه مثل لمعان الشمس بـ 13.5 مرة، ويبعد عن الأرض بـ 260 سنة ضوئية تقريبا.

19 سبتمبر/ نبتون فى المقابلة مع الشمس 

أما فى يوم 19 سبتمبر، يكون الكوكب العملاق الأزرق نبتون فى أقرب نقطة له من الأرض فى ذلك اليوم، حيث يكون وجهه مضاء بالكامل بالشمس فيظل مرئيا طوال الليل، ويكون أكثر إشراقا ولمعانا من أى وقت آخر فى السنة، وهو أفضل وقت لمشاهدته وتصويره، ولكن نظرا لبعده الكبير عن الأرض لا يرى نبتون بالعين المجردة ولذلك يحتاج الأمر إلى استخدام تلسكوب صغير أو نظارة معظمة على الأقل، علما بأن نبتون يظهر كنقطة زرقاء صغيرة فى جميع التلسكوبات والنظارات المعظمة باستثناء التلسكوبات الكبيرة فقط.

 21 سبتمبر/ القمر وأنتاريس 

وفى هذا اليوم، يُرى القمر مقترنا مع النجم أنتاريس Antares قلب العقرب بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس ودخول الليل فى ذلك اليوم.

 علما بأن أنتاريس (قلب العقرب) هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة الشمس ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض، ويمكن رؤية هذا الأقتران حتى غروب المشهد بغضون الساعة 10:30 مساءا تقريبا.

22 سبتمبر/ استطالة عطارد 

أما فى 22 سبتمبر، يصل كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس/ مرسال الآلهة) إلى أقصى استطالة غربية له من الشمس تبلغ 18 درجة تقريبا.

وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون فى أعلى نقطة له فوق الأفق فى السماء الشرقية قبل شروق الشمس مباشرة إلى أن يختفى المشهد فى شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.

 23 سبتمبر/ الاعتدال الخريفى

وفى 23 سبتمبر، تكون ذروة فصل الخريف فلكيا فى ذلك اليوم حيث تشرق الشمس عمودية تماما على خط الاستواء فيتساوى طول الليل والنهار على الكرة الارضية، علما بان الاعتدال الخريفى يكون فى نصف الكرة الشمالى يقابله الاعتدال الربيعى فى نصف الكرة الجنوبى.

و يبدأ طول النهار فى النقصان تدريجيا يوما بعد يوم حتى يصبح أقل ما يمكن فى 23 ديسمبر القادم حيث الانقلاب الشتوى (ذروة فصل الشتاء فلكيا)، وفيه يزيد طول الليل عن طول النهار بطريقة ملحوظة.

27 سبتمبر/ القمر وزحل 

ويُرى القمر فى يوم 27 سبتمبر، مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) فى ذلك اليوم، حيث نراهما متجاوران بالسماء عند دخول الليل، ويظلا بالسماء حتى بداية غروب المشهد فى الـ 4:00 صباحا تقريبا..

 29 سبتمبر/ إكتمال القمر (بدر ربيع الأول)

ومع نهاية الشهر يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة فى ذلك اليوم، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس فى صباح اليوم التالى وتبلغ نسبة لمعانه 100 %.

يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط فى استدارة قرص القمر بسهولة.

 ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الذرة أو قمر الحصاد لأنه يتم حصاد الذرة فى هذا الوقت من العام، وهو البدر الذى يحدث بالقرب من الاعتدال الخريفي.

 كما أنه القمر العملاق الرابع والأخير لهذا العام، حيث يكون القمر فى منطقة الحضيض فى مداره حول الأرض، وهى المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلًا ولمعانه أكثر إشراقا من المعتاد، علما بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.