العمة هي موروث ثقافى موجد بالصعيد يتوارثه الأبناء من الأباء والعمة ترتبط ارتباطا وثيقا مع الجلباب فلا عمه بلا جلباب ولا جلباب بلا عمه والعمامة كما يذكر أهالى الصعيد تاج الوقار على رؤوس الرجال تعرف من خلالها العائلات وأبناء القرى والمحافظات ويطلق أحيانا عليها أسم الشاش نظرا لرقتها وللونها الأبيض الناصع.
والعمامة عادة ما تكون للتباهى أو للزينه أو للحماية من أشعة الشمس القوية بمحافظات الصعيد وطريقة لف العمامة ترمز إلى شخصية صاحبها وعادة ما يكون لدى الشخص الواحد عدد من العمائم التي يستخدمها في المناسبات وفى الجلوس في جلسات الصلح وفى الجلوس بالمندرة وفى الأفراح وفى الأحزان.
السيد رشاد عباس بخيت، أحد رجال قرية الصوامعة غرب بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، والذى مازال مرتبط بالعمامة حتى الأن يقول العمة وقار وتاج على كل رؤوس رجال الصعيد وهى متوارثة من الأجداد وتمثل ثم وطابع يميز أهل الصعيد عن غيرهم من المحافظات المصرية ولها أشكال متعددة منها كبير الحجم ومنها المتوسط ومنها الصغير وفى الغالب ما تكون العمامة بيضاء اللون عادة يكون والعمامة تختلف من محافظة إلى أخرى بالصعيد ومن قرية إلى أخرى وطول العمامة عادة ما يكون من 2 متر إلى ثلاثة ودائما يكون أسفلها طقيه والعمة تختلف في الفرح عن الحزن ففي الحزن تطعم بالون الأسود وفى الفرح تكون بيضاء وتطعم أحينا بشئ مبهج يسمى "لاسه" والعمه الصعيدى تحمى من الشمس ومن تربى على لبس العمامة لا يمكن أن يخلعها أمام الأخرين لان هذا الأمر بالنسبة له عيب كبير.
وأضاف رشاد، أن العمامة في العصر الحديث بدأت في الانقراض خاصة مع زيادة نسبة التعليم واتجاه الأجيال الجديدة إلى لبس الموضة من قميص وبنطلون أو حتى البدلة وكل هذه الأزياء لا تتناسب مع لبس العمامة لأن العمامة الصعيد تناسب الجلباب الصعيدى وهما يشتركان معا في كل المناسبات.
أما أحمد على من مركز البلينا فيقول العمامة رمز الرجولة ويرتديها عادة في هذا العصر التجار والجزارين وما بقى من كبار العائلات اللذين تربوا على ارتدائها ولا يستطيعون التخلي عنها مهما حدث تطور في الحياة أما الشباب في الوقت الحالي عادة ما يرتدون الجلباب بدون عمامة لأنها ثقيلة عليهم ولم يتعودا عليها العمامة في بعض الأحيان تصل إلى 7 لفات ويتراوح سعرها ما بين 100 إلى 200 وتصل إلى 300 جنيه أحيانا حسب خامتها وتختلف لفة العمامة ووضعها فمثلا المنشدين لهم طريقة في لف العمامة وتجار الماشية لهم طريقة في لف العمامة والجزارين لهم طريقة في لف العمامة والمشايخ لهم طريقة في العمامة وبمجرد النظر إلى العمامة قد تكتشف شخصية من يرتديها دون الإفصاح عن هويته.
ويضيف في الماضى عندما يتوفى الرجل أول ما كانت تحتفظ به زوجته هي عمامته وتقوم بوضعها في مكان أمن وعندما يكبر الأبن ويبلغ مبلغ الرجولة كانت تسلمه العمه الخاصة بوالده وتفرح جدا عندما تشاهدها على رأسه وعندما يموت الزوج كانت السيدات في الماضى يطلقن بعض الأقاويل منا يا قبر جايلك جدع زين خايل في لبس العمامه.. وأبكى عليه ونوحى وخدى العمامه وروحى .. وغيرها وغيرها من الأقوال التي تقال على العمامة لما ترتبط به من هيبة الرجال.
السيد رشاد عباس بخيت
هذا الخبر منقول من اليوم السابع