إنجازات مدينة إسنا بعد 30 يونيو.. وكالة الجداوى وسوق القيسارية يعودان للحياة بعد سنوات من الإهمال.. تطوير شامل للوكالة مركز التجارة منذ 1712م.. وعودة الحياة لأكثر من 105 محلات ومتاجر منشأة منذ 150 سنة.. صور

وكالة الجداوى وسوق قيسارية إسنا كانتا بوابة عظيمة للتجارة قديمًا جنوب محافظة الأقصر، فالوكالة بنيت عام 1712 م وكانت مركز تجارى وتبادل للمنتجات بين التجار، والسوق يعود تاريخه لأكثر من 150 سنة مضت، واللتين دخلتا عصر التطوير الشامل والمميز أمام السياح القادمين من حول العالم لزيارة المنطقة الأثرية بالمدينة، وذلك بعد سنوات طويلة من الإهمال وبعد تعرضهما للدمار والتخريب، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعقب زيارة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وإطلاق شارة المشروع القومى منذ شهور مضت، وتم افتتاح تطويرهما فى واحدة من أهم إنجازات ثورة 30 يونيو وما أعقبها من أعمال تطوير شامل لكافة التراث والحضارة القديمة حول الأقصر ومصر بأكملها.

وفى هذا الصدد يرصد "اليوم السابع" نجاحات التطوير الشامل لوكالة الجداوى التاريخية، وسوق قيسارية إسنا الأقدم فى جنوب مصر:-

 

وكالة الجداوى مركز التجارة العظيم بين جنوب مصر والدول الإفريقية منذ عهد المماليك تنير من جديد

بعد الحصول على تقرير شامل عن حالة الوكالة، وإعداد "اليوم السابع" قصة عن تعرض وكالة الجداوى للدمار والخراب، قررت الحكومة ووزارة السياحة والآثار وقتها، البدء فى عملية تطوير شاملة للمناطق التراثية بمدينة إسنا، وبالفعل انطلق المشروع على مدار الأعوام الماضية بالتعاون مع السفارة الأمريكية، حيث تقع وكالة الجداوى التاريخية على بعد أمتار قليلة من الجدار الشمالى لمعبد "خنوم" بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، وهو مبنى مكون من طابقين تظهر عليه ملامح التراث والمعاصرة للتاريخ المصرى القديم والتى تعود لأكثر من 305 سنوات.

ويعود تاريخ مبنى "وكالة الجداوي" لعام 1712م وقت بناء وتدشين الوكالة كمركز تجارى وتبادل للمنتجات، ووقتها كان التجار المصريين والأجانب يمرون بالمدينة وبمقر الوكالة لبيع المنتجات التى جلبوها من الدول الإفريقية فى الحوانيت التى يباع فيها الصمغ العربى، و"سن الفيل" الإفريقية، ومنتجات "ريش النعام" التى كانوا يرصونها بمشاهد بديعة لجذب أنظار التجار لشراؤها، حيث أقيمت الوكالة على يد "حسن بك الجداوي" والذى كان مملوكًا لـ"على بك" وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، وأطلق عليه لقب "الجداوي" لكونه كان يتولى إدارة كافة أموال وممتلكات جدة فى مدينة إسنا.

ويضيف إبن مدينة إسنا، لـ"اليوم السابع"، أن وكالة الجداوى لها تاريخ كبير فهى كانت من أضخم مراكز التبادل التجارى بصعيد مصر فى العصور الملكية، حيث أن الجميع كان يعلم بتاريخ وقوة المنتجات التى تخرجها مدينة إسنا من الفواكه والخضروات وخلافه، وكذلك قربها من الجنوب حيث كان ينتقل إليها التجار القادة للقوافل التجارية القادمة من مختلف الدول الإفريقية، وكانوا يعرضون خلالها كافة المنتجات والمواد التى يجلبونها من العالم الإفريقى وقتها، موضحًا أن الوكالة منذ 305 سنة كانت تعد بمثابة مركز تبادل تجارى للبيع والشراء حيث أن أبرز المنتجات التى كانت داخلها المنتجات اليدوية المصنوعة بأيدى نجوم الحرف الصعايد بإسنا كـ(سعف النخيل والأقمشة الحرير والقطن والجبة والقفطان والشال الصعيدى والكراسى والحقائب والسلال المصنوعة من سعف النخيل والأوانى الفخارية)، وكذلك كانت القوافل التجارية تجلب أجود وأفخر المنتجات ومنها (الصمغ العربى القديم وسن الفيل الإفريقى وريش النعام والكنوز والجواهر الافريقية).

وعن تطوير الوكالة وإعادتها للحياة صرح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن العمل فى إحياء الوكالة تم بأيادى مصرية خالصة، حيث أن الوزارة قامت بعمل دراسة معمارية أثرية وترميم دقيق للوكالة، بلغت تكلفتها حوالى 8 ملايين جنيه، حيث قاموا بعمل صلب لواجهتها المعمارية الأثرية، وهى الوكالة التاريخية التى كانت تشهد التبادل التجارى لكون السودان كانت تستورد من مصر عدة منتجات مختلفة، منها "الفركة - السكر – الشاى"، وكانوا يفضلوا "السكر الجماع" وكانوا يقومون بتكسيره إلى قطع صغيرة، بالإضافة إلى الزيوت، وكان الطابق العلوى داخل الوكالة عبارة عن فندق للتجار والدور الأرضى كانت توضع داخله الدواب الخاصة بهم، ويؤكد على أن الوكالة كانت قد خضعت لعملية ترميم عام 1990 ولكنها واجهت الخطر مجددًا حيث تعانى من سوء حال واجهتها الرئيسية ومبانيها وتشقق بعض جدرانها، بالإضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بالوكالة، فقررت الوزارة تأمين الواجهة بالصلب والخشب لحين البدء فى ترميمها وهو ما تم خلال الفترة الماضية، فهى مسجلة فى تعداد الآثار الإسلامية القبطية بقرار رقم 10357 لسة 1953 ونشر بجريدة الوقائع المصرية، وتم تسجيل المكان بالآثار ويخضع للاشراف المباشر للوزارة، وكانت عبارة عن موقع للتعامل التجارى حيث يتم داخلها تبادل السلع التجارية، فى مجموعة من الحوانيت بالخارج والداخل للبيع والشراء بين مختلف ابناء مصر، والطابق الثانى كان عبارة عن غرف فندقية لكبار التجار القادمين لوكالة الجداوى للقيام بعمليات البيع والشراء والتجارة المختلفة فيما بينهم.

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أن "وكالة الجداوي" تعتبر من إحدى أشهر المبانى التاريخية الهامة فى الأقصر، وتحدث عنها علماء الحملة الفرنسية بصورة مميزة للغاية فى موسوعة (وصف مصر) التى قاموا بجمع كافة التاريخ المصرى القديم فيها خلال تواجدهم داخل مصر إبان فترة الاحتلال الفرنسى لمصر، حيث فندوا فى فصل كامل من الموسوعة قوة وتاريخ وجودة مبنى الوكالة وقالوا بأنها كانت تتكون من فناء كبير يحيط به رواق يوصل إلى جميع المحال التجارية بالطابق الأرضى، ويعلوه رواق آخر مشابهة يؤدى إلى مساكن التجار والمسافرين من القوافل التجارية التى كانت تصل الأقصر منذ أكثر من 300 سنة، وذكر الكتاب أن الوكالة واجهتها تطل على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، حيث تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسى لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن "نصر من الله وفتح قريب"، "وبشر المؤمنين يا محمد"، وسورة الإخلاص، ويوجد بداخلها طابقين يحتوى كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ"البراطيم" وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل "صحن" مغطى على شكل مخروطى، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، يعلو مدخلها "مكسلتان" من الأجر والطوب اللبن.

ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن وكالة الجداوى كانت قد خضعت لعمليات ترميم مكثفة فى عام 1990، حيث تم تأمين واجهة المبنى عن طريق الصلب بالخشب، وفى مشروع تطوير محيط معبد إسنا تقرر أن يتم عمل ترميم علمى حديث للوكالة للحفاظ على تاريخها ورونقها القديم من الفناء والتعرض للإنهيار حتى تكون خير دليل على قوة التجارة فى مصر قديمًا، مؤكدًا على أن "وكالة الجداوي" كان لها تاريخ كبير حيث كانت محطة مميزة فى القوافل التجارية بين "مصر والسودان"، حيث أنها كانت تتصل درب الأربعين الذى يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية وجمال وخيول وحمير وسن الفيل، والسودان كانت تستورد من مصر (الفركة والسكر والشاى والسكر الجماع والزيوت).

 

عودة الحياة لأكثر من 105 محلات ومتاجر تراثية داخل سوق قيسارية إسنا من جديد

أما فى سوق قيسارية إسنا، عادت الحياة من جديد برعاية الحكومة المصرية وضمن إنجازات ما بعد ثورة 30 يونيو، حيث أن "سوق قيسارية إسنا" يعود تاريخه لأكثر من 150 سنة، وجاءت كلمة قيسارية ككلمة تركية معناها "صاحب مكان تجارى"، وقديمًا كان يتم تجهيز العروس لحفل زفافها من مدينة إدفو بأسوان حتى شمال محافظة الأقصر يجب أن تزور قيسارية إسنا لتجهيزها منها، حيث يتم التسوق من أقمشة ومفروشات ونحاس وألومنيات وأدوات الفخار وجميع البقوليات والعطور ومستلزمات المنزل الجديد وشاور العروسة الذى كان قديمًا "الدلكة" والتى كانت تصنع بلديًا من الحنة والترمس المطحون.

ويقول عمر فخرى الكوترى مفتش بآثار إسنا وأرمنت، أنه دخل سوق قيسارية إسنا التطوير والتجديد ضمن مشروع "اكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية" الذى انطلق على مدار السنوات الماضية لإحياء التراث التاريخى والأثرى القديم داخل إسنا المدينة التراثية، التى كانت مملكة التجارة فى السنوات الماضية، موضحًا أن السوق يضم حوالى 105 محل تم تطويرها بصورة مميزة وظهرت فى أبهى صورها، موضحًا أنه تم بالمشروع المساهمة فى تقديم الدعم الكامل لخدمة حركة السياحة بمدينة إسنا وذلك فى مختلف الاتجاهات من ترميم وتطوير وتجديد للمواقع التراثية والتاريخية والأثرية بجانب دعم الأيدى العاملة بالمجالات السياحية من تدريبات لأصحاب البازارات والسيدات العاملة فى تصنيع الهدايا والمنتجات التى تباع للسائحين خلال زيارتهم لإسنا.

ويضيف عمر فخرى الكوترى لـ"اليوم السابع، أن ما تم تقديمه بدعم من الدولة لمدينة إسنا يعتبر طفرة كبيرة فى القطاع المعمارى والمجال التنموى، حيث توجد طفرة بمشروعات حياة كريمة فى قرى مدينة إسنا، بجانب الاهتمام بالأماكن التراثية والأثرية فى إسنا، وأبرزها سوق قيسارية إسنا السياحية بعدما كانت أرضياته وأسقفه متهالكة، وتم تطويره ببلاط إنترلوك وعمل أسقف مبهجة لدعم حركة المواطنين يوميًا داخل السوق، وزيارات السائحين للسوق، موضحًا أن مشروع تطوير محيط معبد إسنا يعتبر من أهم المشروعات القومية التى تخدم حركة السياحة والقطاع الآثرى، وذلك المدينة التى توقفت حركة السياحة داخلها إلا القليل خلال السنوات الماضية، بجانب ما يحدث من مشروع قومى لتطوير المنازل التراثية القديمة فى مدينة إسنا، موجهًا الشكر للدولة على الدعم الكبير لكل مدينة وقرية ونجع فى مصر.

وأوضح مفتش آثار إسنا وأرمنت، أنه تم تطوير السوق عبر تعاون مثمر بين وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، مع الولايات المتحدة الأمريكية فى مجال السياحة والآثار، حيث تعتبر أحد الشركاء الأساسيين للوزارة حيث يعمل فى مصر العديد من البعثات الأثرية الأمريكية فى مجال التنقيب والترميم الأثرى، بالإضافة إلى معهد بيت شيكاغو فى الأقصر ومعهد البحوث الأمريكية بالقاهرة.

إحياء التراث التاريخى بأضخم مشروع لترميم وكالة الجداوى
إحياء التراث التاريخى بأضخم مشروع لترميم وكالة الجداوى

 

إضاءة مميزة بواجهة وكالة الجداوى بعد تطويرها
إضاءة مميزة بواجهة وكالة الجداوى بعد تطويرها

 

الطراز المعمارى داخل الوكالة
الطراز المعمارى داخل الوكالة

 

القيسارية السياحية بمدينة إسنا تشهد خطة تطوير متكاملة
القيسارية السياحية بمدينة إسنا تشهد خطة تطوير متكاملة

 

الوكالة كانت تضم كبار التجار بالجنوب
الوكالة كانت تضم كبار التجار بالجنوب

 

الوكالة كانت مركز لتبادل المنتجات بالصعيد
الوكالة كانت مركز لتبادل المنتجات بالصعيد

 

انارة مبهجة فى وكالة الجداوي بعد تطويرها
انارة مبهجة فى وكالة الجداوي بعد تطويرها

 

ترميم واجهات وكالة الجداوى الإسلامية التراثية
ترميم واجهات وكالة الجداوى الإسلامية التراثية

 

ترميمات مميزة لمبنى وكالة الجداوى
ترميمات مميزة لمبنى وكالة الجداوى

 

تطوير 105 محل فى قيسارية اسنا التاريخية
تطوير 105 محل فى قيسارية اسنا التاريخية

 

تطوير مميز للوكالة فى مدينة اسنا
تطوير مميز للوكالة فى مدينة اسنا

 

جانب من العمل فى تطوير قيسارية اسنا
جانب من العمل فى تطوير قيسارية اسنا

 

جانب من تطوير السوق السياحى بمدينة إسنا
جانب من تطوير السوق السياحى بمدينة إسنا

 

جانب من تطوير قيسارية إسنا التاريخية
جانب من تطوير قيسارية إسنا التاريخية

 

رفع كفاءة المحلات بالسوق السياحى بإسنا
رفع كفاءة المحلات بالسوق السياحى بإسنا

 

سحر قيسارية إسنا بعد تجديدها بالكامل
سحر قيسارية إسنا بعد تجديدها بالكامل

 

سحر وتاريخ وكالة الجداوى قبل الترميم
سحر وتاريخ وكالة الجداوى قبل الترميم

 

سحر وكالة الجداوى عقب ترميمها بالأقصر
سحر وكالة الجداوى عقب ترميمها بالأقصر

 

علماء فرنسين تحدثوا عن وكالة الجداوي بموسوعة وصف مصر
علماء فرنسين تحدثوا عن وكالة الجداوي بموسوعة وصف مصر

 

عمر فخرى الكوتري إبن إسنا يتحدث عن تطوير سوق القيسارية
عمر فخرى الكوتري إبن إسنا يتحدث عن تطوير سوق القيسارية

 

قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير ضمن مشروع اكتشاف اصول اسنا التراثية والتاريخية
قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير ضمن مشروع اكتشاف اصول اسنا التراثية والتاريخية

 

قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير
قيسارية إسنا التاريخية قبل وبعد التطوير

 

مبنى الوكالة يعود لتاريخه القديم بالأقصر
مبنى الوكالة يعود لتاريخه القديم بالأقصر

 

مبنى وكالة الجداوى يعود لتاريخه بالترميم
مبنى وكالة الجداوى يعود لتاريخه بالترميم

 

مشاهد من داخل مقر وكالة الجداوي التاريخية بإسنا
مشاهد من داخل مقر وكالة الجداوي التاريخية بإسنا

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع