ذكر ومديح وإبتهالات ونفحات وكرامات وزوار من كل المحافظات يأتون من أجل الإحتفال كل عام بمولد العارف بالله إسماعيل بن على بن عبد السميع بن عبد العال اليمانى، الملقب بحسين أبو طقية، والملقب أيضا بفحل الرجال هذا المولد يقام فى هذا التوقيت من كل عام وتكون الليلة الختامية للمولد يوم الخميس القادم الموافق الخامس من ذى القعدة عام 1444 هجرية وفى خلال أيام الإحتفالات تكثر العمامات الخضراء وينتشر أصحاب الكرامات من الرجال والنساء ويكثر أيضا أصحاب النذور الذين يقومون إما بإطعام الطعام أو بوضع مبالغ النذور داخل صندوق النذور بالضريح ومن أشهر المأكولات التى يتم توزيعها على المريدين هى الفول النابت والخبز وسندوتشات الأرز باللحمة والقرص والحلويات.
وتحتفل اليوم الخميس، الطرق الصوفية والمريدون بالليلة الختامية لمولد العارف بالله، حيث أقامت الطرق الرفاعية والشاذلية والخلوتية والبرهامية وباقى الطرق الصوفية الدواوين من السرادقات بميدان المسجد لاستقبال زوار ومريدى الشيخ من محافظات مصر المختلفة.
وعلى هامش الإحتفالات تكثر بشكل كبير أعمال البيع والشراء خاصة للحلويات والفول السودانى والألعاب والطراطير الورقية والعصى والملابس والطرح النسائية والشال الرجال ولا يعود زائر إلى بلده بعد الإحتفال إلا ومعه ذكرى من المكان غما سبحه خشب أو حمص وحلويات والعاب للأطفال كبركه من المكان
و"مسجد العارف بالله"، هو من أكبر المساجد وأعرقها وهو يستقبل كافة الاحتفالات والمناسبات الدينية، منها الاحتفال بمولد الرسول الكريم، والاحتفال برأس السنة الهجرية، وذكرى غزوة بدر، وليلة الإسراء والمعراج وغيرها من المناسبات الدينية بالمحافظة.
ومسجد العارف بالله يرجع تاريخه إلى القرن الثامن الهجرى وقد أعيد بناؤه 1968، ويوجد بجوار المسجد مدافن للأمراء وقبر "مراد بك الكبير"، ويقع فى قلب مدينة سوهاج، وتم تجديده فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتزيد مساحة المسجد على سبعة آلاف متر مربع ويقصده بعض المسئولين أثناء زيارتهم لسوهاج ويوجد ضريح للعارف بالله بجناح ملحق بالمسجد سمى باسمه وللضريح مدخلين أحدهما من الخارج للرجال والآخر من الداخل للنساء.
والمسجد تم تطويره فى عهد الرئيس السيسى، ضمن مبادرة أعمار بيوت الله، وتم تطوير المسجد بالكامل من الداخل والخارج ليس هذا فقط بل أنه تم تطوير الساحة الخاصة به من الخارج ومشروع تطوير ساحة وميدان مسجد العارف بالله بتكلفة 6 ملايين جنيه، وميدان العارف بالله تم تصميمه ليكون على غرار ساحة ميدان سيدنا الحسين بالقاهرة وتم تقسيم الميدان إلى ثلاث مناطق، أمام المقاهى والمطاعم، وطرق مرصوفة كممشى للأهالى، ومنطقة انتظار للسيارات، بعد أن كان الميدان منطقة عشوائية يحتلها الباعة الجائلين وأصحاب المقاهى والمطاعم وكان هناك صعوبة فى دخول سيارات الإسعاف والمطافئ إلى المناطق التجارية بسبب الفوضى تم إنشاء 4 مظلات إلكترونية لحماية الزائرين من لهيب الشمس، وضع مصحف مجسم ضخم وسط الميدان على ارتفاع 5م.
وسمى المسجد بمسجد العارف بالله، وهو لقب أطلق عليه، أما الاسم الحقيقى له فهو إسماعيل بن على بن عبد السميع بن عبد العال اليمانى، الملقب بحسين أبو طقية، والملقب أيضا بفحل الرجال وولد بقرية دندرة بقنا، ثم انتقل إلى سوهاج، وهو من عائلة الأشراف وله أشقاء ثلاثة هم الشريف عبد الظاهر وشهاب الدين والشيخ عبد الكريم، ولكل منهم مقام بقنا والشيخ العارف بالله ولد يوم 4 ذى القعدة سنة 724 هـ بتلمسان بدولة المغرب وحفظ القرآن الكريم وهو إبن 7 سنوات، وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة وكان له مريدون من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفى يوم الجمعة 2 رجب 795 هـ، والشيخ العارف بالله حكم مديرية جرجا قرابة 23 عاما، ويشير إلى أن سوهاج كانت تابعة لمديرية جرجا، والشيخ العارف بالله له ثلاثة ذكور وأنثى وكل عام يقام إحتفالا بمولد سيدى العارف، حيث يشارك فى الاحتفالات أكثر من 70 طريقة من الطرق الصوفية ويحضر إليه مريدين من كل المحافظات المصرية.
ومسجد العارف يقصده دائما كل من يريد المشايخ وأهل التقوى للصلاة وللزيارة ليس فى رمضان فقط ولكن طوال العام والمسجد تحفه معمارية لا يكاد يخلو من حلقات وجلسات الذكر على مدار العام ومديرية الأوقاف تولى مسجد العارف اهتماما خاصة لما له من مكانه عند رواده.
ومن جانبه يقول الشيخ محمد السيد إمام مسجد العارف بالله فى سوهاج أن الناس يأتون إلى مولد سيدى العارف بالله من كل أنحاء الجمهورية لإحياء الليلة الختامية التى تكون فى الخامس من ذى القعدة، والشعب المصرى بطبيعته محب ويعشق ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مظاهر الإحتفال يقدم أهل سوهاج واجب الضيافة لمريدين والمحبين من كلل محافظات مصر والتى تشمل الإقامة والضيافة وإطعام الطعام وحول الساحة والمسجد ينتشر فى الإحتفال الباعة لبيع الفول السودانى والحمص والطواقى المزينة الملونة والحلوى ولعب الأطفال
وفى رمضان تكثر فى ساعة الإفطار الأطعمة والمشروبات التى يقدمها أهل الخير للصائمين كنوع من أنواع التكافل والتراحم فالكل بهذا المسجد يتسابق من أجل الحصول على الثواب وإفطار أكبر عدد من الصائمين خلال الشهر المعظم.
ويشهد المسجد زحاما كبيرا من المصلين والزائرين وخاصة فى شهر رمضان وبداخل المسجد مقرأة للقرآن الكريم يومى الخميس والأحد من كل أسبوع، وله رواد بالمئات وتعقد بعد صلاة العصر ويحضرها 20 إماما وخطيبا لمراجعة القرآن الكريم وتعليم أحكامه للأهالى، كما تعقد فى ساحة المسجد حلقات الذكر لبعض الطرق الصوفية مثل الخلوتية والرفاعية بين المغرب والعشاء ويقصده المئات من المسافرين للصلاة نظرا لقربه من موقف الأتوبيسات القادمة من المحافظات المختلفة ومحطة سكة حديد سوهاج والمستشفى العام أكبر مستشفيات الصعيد.
يذكر أن سوهاج مدينة مصريه قديمة فى الصعيد الأوسط كانت تابعة لولاية (القوصية ) أيام الفاطميين وبعد ذلك أصبحت تتبع جرجا فى القرن الـ20 حتى أصبحت عاصمة جرجا وسنه 1960 أصبحت محافظة مستقلة وأسمها القديم أيام الفراعنة بومباى وبعدها باهو وفى العصر القبطى سميت بونباهى وبعدها أصبحت سوهاى وكتبها المقريزى بهذه الطريقة وورد أسم سوهاج لأول مره فى قائمة المساحة 1856 وأستمر هذا الأسم حتى اللأن
كانت تشتهر سوهاج فى العصور القديمة بصيد السمك وخاصة سمك الملوحة ويقبل عليه أهل الصعيد وخاصة أهل سوهاج ويقول عنها المؤرخ الفيروز ابادى أنها تصلح المعدة وبمدينة سوهاج مساجد جامعة وزوايا كثيره أكبر مساجدها المسجد الجامع القديم الذى يعود إللى العصر الفاطمى فى القرن الخامس الهجرى الا أن التجديدات والاضافات التى تدخلت فى بناءه غيرت فى معالمه الأصلية أُلحق به الكتاب فأصبح يشبه مساجد القاهرة فى العصر العثمانى ومسجد العارف بالله هو مسجد كبير جدا متسع به ضريح للشيخ العارف ويضم كتاب لتعليم الأطفال الصغار ويضم أيضا مسجد الشيخ العارف مكتبه تحوى الكثير من المخطوطات الدينية والدنيويه
ومن حسنات الشيخ العارف أنه رتب للأطفال جرايات تأخذ بشكل يومى فى الصباح وظلت ذريته من بعده تؤدى هذه الجرايات للأطفال ويقول الجبرتى أنه كان للشيخ العارف رزقه عذبه مرصوده أى موقوفه البر تبلغ مساحتها 6000 فدان يزرعها وينفق منها على الفقراء والمحتاجين كأهل العلم والمتعلمين
وكان العارف بالله مشهورًا كأسلافه فى مجال الخير ومنزله كان محط الرجال الوافدين والقاصرين من الأكابر والفقراء والمحتاجين فيعطى لكل ما يليق به ولا يكتفى بذلك، بل يرتب لضيوفه المرتبات والاحتاجات وعند اإصرافهم يهاديهم بالغلال والسمن والعسل والتمر والأغنام وكانت هذه عاداته وعادات أسلافه على الدوام طبقا لما قاله الجبرتي.
الساحة الكبرى لمسجد العارف
مسجد العارف بالله
مسجد العارف بالله
مسجد العارف بالله
هذا الخبر منقول من اليوم السابع