محمد الجالى يكتب: 5 رسائل حاسمة من الرئيس السيسى فى الكاتدرائية ترد على المشككين فى إنجازات الدولة المصرية.. ودقائق معدودة أعادت بث الطمأنينة فى قلوب المصريين بعد أسابيع من "هبد السوشيال ميديا"
- الرئيس يؤكد مجددًا:" الشعب الواحد فى الوطن الواحد دون تفرقة لن يستطيع أحد أن يبث اليأس فيه"
- احتفاء الرئيس وتقديره للبابا تواضروس الثانى يؤكد على وطنيته وإخلاصه ومكانته
فى تقليد فريد، يجسد روح الوطن الواحد والشعب العريق، اعتاد عليه المصريون منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة البلاد، زار الرئيس السيسى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد.
الرسائل التى بعث بها الرئيس السيسى، خلال كلمته القصيرة ليلة أمس الجمعة، كانت مركزة ولها دلالات كثيرة، رغم أنها لم تتجاوز الدقائق المعدودة.
بدأ الرئيس السيسى كلمته داخل الكاتدرائية بتقديم التهنئة للمصريين جميعًا، وكانت تظهر على وجهه ملامح الفرح والسرور، داعيًا الله عز وجل أن يكون هذا العام عام خير وسلام ومحبة لمصر وللعالم كله، وهو ما يدلل على السياسة المصرية المحترمة التى تنشد السلام والخير للعالم أجمع، انطلاقًا من من تاريخ مصر المشرف وحضارتها العريقة.
ثانى هذه الرسائل. ما عبر عنه الرئيس السيسى، عن مدي التقدير والاحترام والإعزاز الذي يكنه لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وهي إشادة تظهر وطنية وإخلاص رجل الكنيسة الأول، الذي لم يبخل بعلمه ومكانته على مساندة الدولة المصرية فى أحلك اللحظات.
هذه الإشادة لم تكن الأولى من الرئيس السيسى للبابا تواضروس الثاني، بل سبقتها إشادات فى مناسبات متكررة؛ تأمل عندما يقول الرئيس: " قلت كلام كلنا فاكرينه، فى كل مرة أسمع حديث لقداسة البابا وكذلك الكتاب الذى صدر عن قداسته أجد بلاغة عظيمة، ولن أنسى قوله (الأديان تتوافق وليس شرط أن تتطابق) وهذا صحيح".
والرئيس السيسى يقصد بالكتاب هنا، ما صدر عن الدار المصرية اللبنانية، وهو شهادة البابا تواضروس الثانى على سبعين عامًا على الأرض، منها 34 عامًا راهبًا، و25 عامًا أسقفًا، وعشر سنوات فى منصب البابا رقم 118 للأقباط فى مصر
الكتاب صدر بعنوان "سنوات من المحبة لله والوطن" وحررته الإعلامية شيرين عبد الخالق، فى أكثر من ثلاثمائة صفحة، اختتمت بصور نادرة لقداسة البابا فى مراحل مختلفة من حياته، ومع قادة دول العالم، وكتب مقدمة الكتاب المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق.
ثالث هذه الرسائل، كانت طمأنة المصريين جميعًا بعد سيل من الشائعات المتعلقة بالوضع الاقتصادي فى مصر، ومحاولات جماعات التشكيك والهدم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، فى بث القلق والخوف والرعب فى قلوب المصريين، ونسف إنجازاتهم التي تحققت على مدار 9 سنوات؛ لذلك تحدث الرئيس السيسى فى هذا الأمر تحديدًا ليؤكد:" مش هقول إن الخوف غير مبرر، بس إحنا مش بنخبي عليكم حاجة، ولو سمحتم يا كل المصريين، أنا في كل مناسبة بتكلم وأقول الحكاية، عشان تبقوا عارفينها"
لقد رد الرئيس السيسى على ما استنتجه من متابعته للأحداث خلال الأيام الماضية، بأن المصريين قلقين، لكنه رد بالقطع، وبعث برسائل مطمئنة؛ وظني أن المصريين كان لديهم الشغف لسماع هذا الكلام من الرئيس السيسى، الذي يثقون فيه وفى إخلاصه، وفى حلمه للوطن الذي وضعه فى مكانة لم يصل إليها منذ عقود.
فى العام 2020 كانت هناك رسالة بهذا المعني أيضا، وهو ما يؤكد أننا نسير فى دائرة مفرغة من الحملات التي تشكك فى هذا الوطن وقدرته على الصمود والانطلاق، لقد قال الرئيس السيسى قبل ثلاث سنوات فى الكاتدرائية أيضًا:" مفيش مجال للقلق، لسبب واحد، إن احنا مع بعض، وطول ما إحنا مع بعض محدش يقدر يعمل فينا حاجة..وربنا سبحانه وتعالى أراد إننا نكون فى ظروف صعبة، بس ده لينا وعلينا، لينا إننا ناخد بالنا وننتبه ونلاحظ ونقول، كان ممكن يبقى حالنا كده وظروفنا كده، ايوة، وعلينا إننا نخلى بالنا من بلدنا، طول ما إحنا مع بعض والشعب المصرى إيد واحدة محدش يقدر يعمل معانا أو فينا حاجة، ولا حد يقدر يجرجرنا هنا ولا يجرجرنا هنا، واحنا قادرين بفضل الله سبحانه وتعالى وبدعوات الناس الطيبين زيكم إن ربنا يلهمنا الصدق والبصيرة ونبقى شايفين وفاهمين كويس قوى الإجراء الأفضل اللى ممكن نعمله".
ثم طرح الرئيس السيسى، سؤالًا ذكيًا خلال كلمته بالأمس "مصر لو تعبت هنتخلي عنها؟!"، ليرد المتواجدون فى الكاتدرائية من مسلمين ومسيحيين بصوت واحد وصل صداه إلى العالم أجمع طبعًا لا"،ليرد الرئيس: "محتاجين دايما فى كل مناسبة، نؤكد أننا واحد ولا يوجد شكل من أشكال التفرقة بيننا”.
وفي رأيي أن هذه الرسالة- الرابعة- من أقوي الرسائل الذي يجب أن يتدبرها ويعيها "أهل الشر" قبل العالم أجمع، وهي أن الشعب المصري لن يسمح لأحد أن يسقط بلدهم، وأن انتماءهم لهذا الوطن أكبر وأرقي وأعلي من كل محاولات التشويه مدفوعة الأجر، فنحن أمة مهما عانت من ظروف لكنها تتشبث دائمًا بالإيمان بالله وبالأمل، وتثبت دائمًا أنها لا تتخلي أبدًا عن أرضها ولا يمكن أن ينال أحد من وحدتها وصمودها فى مواجهة أي مختل يصور له شيطانه أن مصر يمكن أن تكون وطنًا هشًا ..!
ثم كانت الرسالة الخامسة المرتبطة أيضًا بمحاولات التشكيك فى إنجازات الدولة المصرية، :"متديش ودنك لحد مش مسئول، كل واحد يعرف على قده، موظف ومدير واللي بعده، لحد ما نوصل لأعلى منصب، يعني حد هيعرف زي قداسة البابا في شئون الكنيسة؟ أكيد لا".
لقد أثبت الرئيس السيسى، أنه قارئ ممتاز لهذا العالم وتقلباته اللحظية وتموجاته العاتية، فلم يحذر من تداعيات إلا وكان لها أثرًا، ولم ينذر من إرهاب إلا وضرب دولاً وعواصم حتى تلك التي كانت بعيدة عن الاضطرابات، كما لم يراهن علي شئ لم يحدث.
أقولها وأكررها فى كل مرة وأنا أتابع هذا المشهد المبهر كل عام من الكاتدرائية:"هذا وطن لا خوف عليه، بقيادة واعية ونسيج واحد، رغم كل التحديات الصعبة التي يواجهها، والظروف الإقليمية القاسية التي يعيش في محيطها..فمصر التي تخلصت من دنس الذين أرادوا نسف هويتها، ستعبر إلى البر بأمان، حاملة هذه الأزهار المبهجة كالتى كانت على جانبي طريق الرئيس السيسى فى كاتدرائية ميلاد المسيح".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع