الشتاء فى محمية جبل علبة.. مراعي خضراء وأشجار في الأودية الواسعة.. نشاط للرحلات الشبابية في عمق المحمية.. مشروب الجبنة أفضل صديق للراعي فى رحلته.. باحثون: الآن وقت زيارة أهم وأكبر محمية في الشرق الأوسط.. صور

بالجنوب الشرقي لمصر، وتحديدا جنوب محافظة البحر الأحمر، وفي نطاق الصحراء الشرقية، وغرب مدينة حلايب وشلاتين تقع أهم وأكبر محمية طبيعية في الشرق الأوسط وهي محمية جبل علبه، والتي تتخطي مساحتها قرابة 30 كيلو متر مربع، والتي تديرها إدارة المحميات الطبيعة بمحافظة البحر الأحمر، والتي تتغير مع بداية حلول فصل الشتاء بنسبة 180 درجة من صحراء جرداء لجنة خضراء تسر الناظرين .

ينتظر السكان المحليون خاصة سكان حلايب حلول الشتاء كل عام، ويشعرون بحالة من الحزن عند رحيله، لأن فصل الشتاء يعتبر فصل الخير بالنسبة لهم ولحياتهم ومعيشتهم حيث تنتشر المراعي الخضراء وترعي الابل والاغنام في الاودية الواسعة ومنها تزدهر حركة البيع والشراء للماشية وكذلك للالبان التي تباع في الاسواق المختلفة منها سوق الشلاتين وحلايب بكميات كبيرة .

طاهر جمال أحد شباب مدينة حلايب، يقول أن محمية جبل علبه وقطاعاتها المختلفة، وكذلك الاودية الجبلية الكبيرة بها تغير شكلها كما يتغير كل عام ربما يكون التغير هذا العام افضل من الأعوام السابقة نظرا لكميات المياه الكبيرة التي شهدتها الاودية الجبلية المختلفة والتي تساقطت في منتصف ديسمبر الماضي وكذلك في اكتوبر الماضي .

وأضاف الشاب طاهر جمال، أن الاودية الجبلية بمحمية علبه أصبحت تسر الناظرين وتذهب الحزن، وانتشرت المراعي فيها بكميات كبيرة وبدأت رحلات للشباب ورحلات الرعي اليها بكميات واعداد كبيرة حيث يجهز الراعي ما يلزمه خلال الرحلة من مأكل ومشرب ويقضي طوال فترة الرعي فيها.

وتابع: أن الحرفة الأساسية لعدد كبير من سكان مناطق حلايب وشلاتين تعتمد علي رعي الإبل والأغنام والتي تعتبر هو المصدر الاول تبتاع وتشتري فيها وتبيع البانها وكذلك تستفيد بصوفها، ويعتبر فصل الشتاء بالنسبة لهم غيث ونجاة من هلاك الصيف واختفاء العشب .

من جانبه قال عبد الله عابد، باحث بيئي بمحميات البحر الأحمر أن افضل توقيت لزيارة محمية جبل علبة في تلك التوقيت وهي مع حلول بداية العام في يناير وفبراير ومارس يكون الطقس مميز وتكون الاودية الجبلية منتشر فيها العشب وتحول لونها من اللون الاصفر لون الصحراء الي اللون الاخضر الذي يسر كل من ينظر اليه .

وأضاف أن هناك أودية جبلية في محمية علبه تتحول كأنها غابات أفريقيا، وتظهر فيها الطيور التي لم تري من العام الماضي وكذلك الحيوانات البرية التي لم تشاهد الا في علبه الغزال المصري، والتيتل والكبش الاروي وكذلك الطيور مثل النسور والعقاب والصقور وعلي شواطئ البحر ايضا تظهر في فصل الشتاء الطيور المختلفة.

كذلك في فصل الشتاء يتغير لون أشجار الاكاسيا الشهي بمحمية جبل علبه وتظهر اوراقها بكثافة، حيث أن تلك الشجرة والتي تعتبر عروقها وجذوعها مصدر للطاقة في الصحراء بعدما تموت لأسباب طبيعية يقال عنها شجرة السنط من الاشجار المعمرة والمنتشرة بكثرة في محمية علبه وهي صديقة الراعي ويقيم تحتها وتقيه من حرارة الشمس اثناء الرعي والتجول في الصحراء، وتنمو عادتاً فى مخرات السيول بالصحراء الشرقية، حيث أنها تشكل بيئة ذات طبيعة خاصة.

كما أن شجرة الأكاسيا تعد مصدر حماية وغذاء للعديد من الكائنات الحية المتواجدة بالصحراء، وتستخدمها للغذاء يتغذى على أوراقها العديد من الكائنات الحية من بينها والاغنام والماعز والجمال، وأن خلال حملات الرصد البيئي الذي يقوم بها رجال المحميات الطبيعة يرصدون حيوانات برية نادرة أسفلها من خلال آثار أقدامها تحت أشجار الأكاسيا مثل الغزال المصري والتيل والماعز الجبلى.