منذ الاف السنين كان ومازال وسيبقى ذلك الهلال الخصيب منبع خير لاهله والعالم فقد انجب افضل الحضارات على مدى التاريخ الإنساني وظل يرفد الدنيا بما شاء واستجد من سبل الحضارة .. حتى ادرك العالم الاخر مدى أهمية هذه البقعة التي تباركت وتقدست بما انجبت وبما حباها الله من مصادر نماء وبقاء وازدهار فضلا عما انزل فيها من وحي تبارك اسم الله فيه وعم الأمان وازداد الوعي المجتمعي فيها .
ذلك لم يكن اعتباطا ولم يعد سريا فقد كان الهلال الخصيب على طول خط التاريخ وبمعظم حقب الزمان المترامية المشحونة بمختلف المؤامرات ومختلف الازمات هدفا لعيون المستعمر الذي راح يعد العدة ويشن الهجمات واحدة بعد الأخرى ومن مختلف الجهات من الشرق والغرب والشمال والجنوب من البر والبحر والجو مستخدما احدث السبل والتنقيات حاملا معه افتك واشد الأسلحة دمارا واكثر الأفكار شيطانية في التعاطي مع اهل هذه البقعة المباركة .
نعم منذ الاسكندر المقدوني وبعده ما كان من التتار وغيرهم حتى الحروب الصليبة والهجمة الصهيونية التي اتخذت من فلسطين بؤرة لمهاجمة وتمزيق بلاد الشام التي كانت تضم العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن والكثير من البقع التي اجتزأت ظلما وفقا لسياسات متعمدة محسوبة بالف الف دقة من اجل تخريب واخماد قوى الممانعة عند اهل هذه الامصار العربية التي ما انفكت تعي قضيتها وترفع رايتها للدفاع عن الحق المشروع المكفول سماويا وقانونيا .
ما نراه اليوم من حصار وإرهاب على سوريا ومذا ما حدث على العراق وما يجري الان في جنوب لبنان فضلا عن قرة العين القدس وغزة التي غدت عنوانا للصمود الأسطوري كله لم يكن وليد الصدفة بل هو مخطط استراتيجي لا يهف الا لتمزيق شمل المنطقة ونهب خيراتها وإخضاع اهاليها كما هي اهداف المستعمر بجميع اشكاله والوانه ومسمياته التي تعرف عبر التاريخ ونعيها تماما ولا يمكن ان تمرر على الشعوب الواعية بمسميات متلونة ..
الهدف واحد والاستهداف موحد والتاريخ شاهد والله مع الحق وستبقى نقاوم ابد الدهر حتى ناخذ الحق اخذ عزيز مقتدر مستندين على الله ومدافعين عن حقوقنا وسننتصر حتما .. انه وعد الله وما سبل الظالمين والطغيان الا بددا .. اليوم وغدا وما بعد غد باذنه .