"حدوتة باسمه".. مبادرة أم لتعديل سلوك الأطفال بالحواديت وتساعد على زرع القيم فى الأبناء.. تعيد زمن "أبلة فضيلة" و"ألف ليلة وليلة" بقصص صوتية على واتس آب.. والحكايات تترجم إلى الإنجليزية والفرنسية


كتبت سارة درويش

"كان يا مكان وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام ونقرأ على عيسى وموسى السلام.." بصوت حالم ملىء بالحنان والبهجة تبدأ "ماما مى" حواديتها لينطلق صوتها الهادئ عبر أثير الإنترنت إلى عشرات الأطفال عبر هواتف أمهاتهم الذكية. يسمع الأطفال الحواديت ليلة بعد ليلة باهتمام وإنصات وفى كل مرة يتلقى واحد من الأطفال مفاجأة ففى مرة يحمل بطل الحدوتة اسمه، وفى مرة أخرى يجد البطل يشبهه ويعيش مغامراته، ويرتكب أخطاءه نفسها ولكن الحدوتة تقدم حلاً للمشكلة التى تزعجه أو التصرف الذى طالما أزعج والدته منه ليتحقق الهدف الأول الذى أطلقت لأجله "مى عبد الهادى" مبادرتها "حدوتة باسمه" لمعالجة سلوكيات الأطفال الخاطئة من خلال الحكايات.

 

 

وعلى مدار 3 أسابيع حرصت "مى" الأم لطفلين وصاحبة كتاب "أرد أقول إيه" أن تقدم حدوتة يومية للأطفال تحمل اسما واحدًا منهم وتخاطبه، وتخاطب معه عشرات الأطفال الذين تكشف لها أمهاتهم عن مشكلة تواجهها معهم، وتقول "مى" لـ"اليوم السابع": "لأن الأولاد ينفروا من النصائح المباشرة تمثل الحواديت دائمًا حلاً مثاليًا لمعالجة سلوكيات الأطفال السلبية وزرع القيم الإيجابية داخلهم بطريقة غير مباشرة، وهذا الأسلوب قديم ومتبع منذ زمن حكايات ألف ليلة وليلة، ومن ثم حواديت أبلة فضيلة الشهيرة".

 

ارد أقوله إيه
أرد أقوله إيه

 

هذه الفكرة التى نفذتها مى قبل أسابيع كانت تفكر فيها قبل عامين أو أكثر، وتقول لـ"اليوم السابع": "واجهت مشكلة لأن أطفالى يحبون الحواديت واعتدت دائمًا أن أقص عليهم حكاية قبل النوم، ولكننى كنت أبحث ولا أجد حواديت مناسبة فغالبيتها ساذجة وسطحية ولا تناسب الأطفال أبناء هذا الجيل الذين يحتاجون حواديت أكثر عمقًا ففكرت أن أكتب بنفسى الحواديت وأقصها لأطفالى، وفكرت أن أساعد غيرى من الأمهات اللائى ربما لا يجدن الفرصة نفسها ولا القدرة على تأليف الحواديت وأقدم لهن حواديت تساعدهن فى زرع القيم بأطفالهن، خاصة أن أول 5 سنوات من عمر الأطفال هى الفترة التى تتشكل فيها القيم لدى الأطفال وكل ما نحكيه فى الحواديت بشكل غير مباشر يتحول إلى قيم مع الوقت".

 

 

وتضيف مى: "بدأت الموضوع فى دائرة صديقاتى، حين استمعن لواحدة من حواديتى لأطفالى وطلبن منى أن أرسلها لهن، فأنشأت مجموعة على واتس آب، باعتبار الأمر لن يتخطى دائرة الأصدقاء، وأصبحت أرسل لهن وللأطفال حدوتة يوميًا".

 

الدائرة الضيقة التى بدأت الفكرة فى قلبها سرعان ما اتسعت، وتقول مى: "المجموعة أصبحت الآن 9 مجموعات إلى جانب مجموعة على تليجرام، وحساب على "ساوند كلاود" لنشر الحواديت لعدد الأمهات اللائى يطلبنها وتطوعت صديقات لى، وأصبحنا نقدم الحواديت بالإنجليزية والفرنسية".

 

أما فكرة الحواديت الموجهة لأطفال بعينها فتقول عنها "مى": "الفكرة بدأت من شكوى أم طفلها وقع من الدور الثالث واضطر لتركيب شرائح فى ساقه وحالته النفسية كانت سيئة جدًا، فألفت له حدوتة عن على أمير الزمان وكيف وقع من على الحصان وأصيب فى ساقه، وحدوتة تساعده على تقبل وفهم الابتلاء ويستعيد ثقته بنفسه".

 

كتاب أرد أقول ايه
كتاب أرد أقول ايه

 

وأضافت: "الفكرة نالت استحسان الطفل وأسعدته جدًا وغيره من الأطفال، خاصة أننى أستعين بخبراء نفسيين وعلماء دين لأتأكد من دقة الحدوتة وتأثيرها على الطفل، وهو ما فعلته فى كتابى (أرد أقول إيه) للإجابة على أسئلة الأطفال المحرجة، ولكن الفرق أن الكتاب موجه للأمهات لكن الحواديت موجهة للأطفال".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع