محاكمة رضوى الشربينى بين الدين والقانون.. أمين الإفتاء لـ تليفزيون اليوم السابع: الحجاب فريضة لكن الحساب عند ربنا ومش أى حد يتكلم فى الدين..ونهاد أبو القمصان: رضوى ارتكبت جريمة التنمر والعنصرية وتحرض على التحرش

تناولت التغطية الموسعة لـ"تليفزيون اليوم السابع"، أزمة تصريحات الإعلامية رضوى الشربيني، حول الحجاب، والتى وجهت خلالها رسالة لكل من ترغب في خلع الحجاب، في محاولة منها لإقناعها بالعدول عن قرارها، وقالت: "لكل واحدة هي المحجبة الوحيدة في شلة صحابها أو في عيلتها أو في شارعها أو في شغلها، أوعي تقلعي الحجاب أنت أحسن مني ومن غير المحجبة 100 ألف مرة"، وأشارت إلى أن غير المحجبة "شيطان نفسها أقوى من إيمانها وقوتها"، طالبة من المحجبات أن يلتزمن بالحجاب وأن يتغلبن على شيطانهن، وقالت: "أنتي أحسن عند ربنا"، وأدت هذه التصريحات لإثارة الجدل على السوشيال ميديا، وقررت لجنة الشكاوى فتح تحقيقا حول هذه التصريحات.

الدكتور خالد عمران، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، أكد أن أزمة الحجاب هى أزمة متجددة، وتناولتها فتاوى دار الإفتاء المصرية، مشيرا إلى أن الحجاب واجب من الأشياء التى شرعها الله تعالى وجعلها للمرأة المسلمة البالغة بشروط، وهو واجب وليس له شكل معين ولكن له شروط يتبغى أن تنطبق.

وأضح أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، فى تصريحات لـ"تليفزيون اليوم السابع"، أن الحجاب ليس سلطة لأحد ولكنه أمر وتكليف شرعى من الله مثل أى تكليف شرعى على أى مسلم ومسلمة، ينبغى من أن يريد أن يلتزم به القيام بسلوكيات أن يتمسك به، موضحا أن الحجاب تكليف، مشيرا إلى أن من يلتزم به له الثواب، كونها التزمت بشىء من قرائن الدين، ومن لم تلتزم به فإن الحساب عند الله، وتبقى خريطة الفرائض الإسلامية سواء على الرجل أو المرأة ينبغى أن النظر لها الالتزام بها، خاصة أنه يوجد عبادات أخرى غير الحجاب يجب الالتزام بها.

202009140740444044.jpg

وأكد أمين الفتوى، أن الدين علم ويوجد فرق بين الدين كعلوم وتخصصات والتدين المتمثل فى المجال العام والمتعلق بشكل تمسك الناس بالدين، مشيرا إلى أن العلم يجب اللجوء للمتخصصين فى الموضوعات الخاصة بالدين كعلوم.

وأشار الدكتور خالد عمران، إلى تصريحات الإعلامية رضوى الشربينى، حول الحجاب، والتي وصفت بها غير المحجبة بأن "شيطان نفسها أقوى من إيمانها وقوتها"، مؤكدا أنه لا يجوز وصف غير المحجبة بأن شيطانها أقوي من إيمانها.

وأكد أن الشرع أكد الالتزام بأداء بالعبادات ولا يسمح له بأن يظن أنه خيرا من غيره، موضحا أن القيمة التي ثبتها الشرع هي تأدية الواجبات وفى الوقت نفسه من الأمور التي ينبهنا عليها الشرع أن يتسرب في نفس الشخص إعجاب أو أنه الأفضل خصوصا بسبب العبادة.

وأوضح عمران، أنه يجب على الفرد أن يؤدى الواجبات والفضل في النهاية يرجع إلى الله. وأشار إلى أنه يوجد جانب آخر وهو أن التناصح أو نرشد بعضنا إلى القيم والأخلاق.

وأضاف أمين عام الفتوى، أن جملة الإعلامية رضوى الشربينى من الناحية الدينية، هي أن من التزمت بالحجاب فهى طبقت شيء من الشرع، وغير المحجبة لم تؤدى هذا الجزء من الشرع، مؤكدا أن الحكم على من الأفضل عند الله سواء من ترتدي الحجاب أو التي لم ترتديه يرجع إلى الله وليس لأي شخص أن يحكم على أفضلية شخص على آخر.

وأشار إلى أن الجدل على السوشيال في موضوع الحجاب نابع من حالة من السيولة ونحتاج إلى التمسك فيها إلى التخصصات وتوجد مؤسسات وجهات متخصصة ينبغي الرجوع إليها في هذه الموضوعات، لافتا إلى أن هذا ما نص عليه القرآن بقولة تعالى "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، حتى أن بعض الناس تكون نيتهم صالحه ولكن مع ذلك عندما يحتاج الأمر إلى الفتوى أو أي أمور أخرى تحتاج للتخصصات يجب التمسك باللجوء إلى جهات التخصص.
Capture

من جانبها، قالت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، أن تصريحات الإعلامية رضوى الشربينى حول الحجاب تعد جريمة التنمر على غير المحجبات، مشيرة إلى أن موضوع الحجاب يعد مناقشة علمية وكان على الإعلامية رضوى الشربيني الاستعانة بمتخصصين لمناقشته.

وأكدت أبو القصمان، أن اعتراضها على تصريحات الإعلامية رضوي الشربيني، هو أنها يجب أن تفرق بين الرأي الشخصي وإطلاق الأحكام، موضحة أن الرأي الشخصي لا يستطيع أحد أن يختلف أو يتفق معها فيه، لافتة إلى أن اعتراضها هو استخدام لغة الأفضل لتمييز فئة عن فئة أخرى وهذا يعتبر حكم وذلك ليس من حقها، مشيرة إلى أن التمييز مخالف للدستور والقانون، وإذا احترمنا حرية الأشخاص في الالتزام بأركان العبادة والتكليفات التي يتم الالتزام بها أو عدم الالتزام، والتي أكدها المشايخ والمتخصصين في العلوم الدينية أن ذلك حرية شخصية لا يمكن لشخص أن يفرض على آخر وأن الدين الإسلامي لا يفرض على أحد شيء، مشيرة إلى أن هذا الخطاب يحمل درجة من التحريض وتنمر على غير المحجبات.

وأوضحت أن حدود الحرية تقف عند عدم التحدث بلسان شخص آخر وعدم إطلاق الأحكام على فئات واسعة من الأشخاص، مشيرة إلى أن الفتيات التى أعلنت أنها لم تتضرر من تصريحات رضوى الشربيني يعد رأيها الشخصي، لافتة إلى أن تصريح رضوى الشربيني عممت به قطاع وهذا خطأ حتى مستوى اللغة العربية، وليس من حقها إطلاق الأحكام.

وأشارت إلى وجود صفحة لتلقى الشكاوى على الفيس بوك تتلقى يوميا أكثر من 150 شكوى مبنيه على هذا النوع من الخطاب، وهو يعطى مساحة واسعة للتنمر وللمتحرشين للتحرش بالفتيات والتعليق عليهم وملابس، مشيرة إلى أن هذا المنطق يعد منطق تبريري للعنف والتحرش، مؤكدة أن العنف والتحرش يأتي من مجرمين يجدون هذا النوع من التصريحات وتخذوه مبرر لتلك الأفعال.

وأشارت إلى أنه على أي شخص يتصدر للرأي العام أن يتحمل مسئولية الكلمة، كما أن وصف فئة كبيرة من الفتيات من أن شيطانهم أكبر من إيمانهم هو وصف عنصري.

وأكدت أن ذلك التصريح يعتبر خطأ وينطبق عليه قانون التنمر الذي أقره مجلس النواب منذ شهر، مشيرة إلى أنها ليس لديها شك في حسن نوايا رضوى الشربيني أو أنها تعمدت الإساءة للفتيات، موضحة أنه من المؤكد أن تصريحات رضوى الشربيني صدرت بحسن نية، ولكن قانونا جريمة التنمر وقعت، لافتة إلى أنها لا تميل إلى توقيع الإجراءات العقابية ولكنها تميل إلى الإجراءات التوعوية.

وأكدت أنها كحقوقية أن خطأ يستوجب لفت النظر، مشيرة إلى أنها متأكدة من حسن نوايا رضوى الشربيني، واعتذارها خطوة مهمة، ومن المهم التنبيه، مشيرة إلى أنها لم تتقدم بشكوى للمجلس الأعلى للإعلام، وأنها عبرت عن رأيها في أن هذا التصريح عنصري ويمثل تنمر يعاقب عليه القانون.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع