بعد يومين من بدء عملية الاعتقالات لآلاف السياسيين والمفكرين من مختلف الاتجاهات، ألقى الرئيس السادات خطابه أمام نواب مجلسى الشعب «البرلمان» والشورى يوم 5 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1981، وصب فيه غضبه على كل أطياف المعارضة المصرية من اليمين واليسار، مما زاد من ضبابية مستقبل المشهد السياسى فى مصر.
جمعت الاعتقالات التى بدأت، يوم 3 سبتمبر 1981، وتواصلت لليوم التالى رموز سياسية وفكرية، أبرزها، الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فؤاد سراج الدين، فتحى رضوان، الشيخ المحلاوى، الدكتور محمود القاضى، صلاح عيسى، عادل عيد، المهندس عبدالعظيم أبو العطا «وزير الرى مع السادات»، إبراهيم طلعت، أبو العز الحريرى، الدكتور عصمت سيف الدولة، محمد فايق، فريد عبدالكريم، حمدين صباحى، كمال أبو عيطة، عبدالمنعم أبو الفتوح، نوال السعداوى، الدكتورة لطيفة الزيات، محمد عبدالسلام الزيات، شاهندة مقلد، فريدة النقاش، الدكتور عواطف عبدالرحمن، الدكتور أمينة رشيد، الدكتور حسن حنفى، عبدالعظيم مناف، عبد العظيم المغربى، كمال أحمد، الدكتور محمد حلمى مراد، عمر التلمسانى، محمد عبدالقدوس، الدكتور كمال الأبراشى، عبدالعزيز الشوربجى نقيب المحامين، حسين عبد الرازق، الشيخ عبدالحميد كشك، وغيرهم.
وبالرغم مما أعلنه السادات رسميا فى خطابه بأن عدد المتحفظ عليهم 1536 شخصا، إلا أن «هيكل» يذكر فى كتابه «خريف الغضب» بأن العدد يزيد عن 3 آلاف معتقل، كما صاحب هذه الخطوة، نقل عدد من الصحفيين فى الصحف الرسمية إلى وزارات وهيئات أخرى.
ألقى السادات فى خطابه أوصافا سيئة على معارضيه.. قال عن فتحى رضوان: «كنا بنقول عليه رجل فاضل، و69 سنة وهو معلق قناع».. وعن الشيخ المحلاوى قال: «أهو مرمى فى السجن زى الكلب»، ولم يسلم البابا شنودة بابا الكنيسة الأرثوذكسية فى هذا الخطاب من هجومه، وقرر عزله من منصبه الروحى والتحفظ عليه فى دير وادى النطرون، مما زاد من حدة الاحتقان الطائفى الذى أشعلته سياساته ومهادنته طوال فترة السبعينيات لجماعات الإرهاب ممثلة فى «الإخوان والجهاد» و«الجماعة الإسلامية»، وإعادة قراءة خطابه المنشور فى صحف «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» يوم 6 سبتمبر 1981، كفيلة بإلقاء الضوء على ذلك بالرغم من هجومه العنيف عليها، ومما جاء فيه قوله: «طلعت الإخوان من السجن اللى محكوم عليهم، أعدتهم إلى وظائفهم، وصرفوا لهم فرق الماهية اللى كانوا مسجونين بها..أنا اعتقدت إن الموضوع خلاص اتصفى وانتهى.. لا.. اشتغلوا باللى بيقولوا عليه «التقية» بس التقية مش عندنا احنا السنة».
وقال: «بدأت الجماعة الإسلامية تفصح عن نفسها، هو الوقت بقى اللى خدوه ده كله كاف عشان يتسللوا إلى المادة الملتهبة عندنا اللى هى الشباب أو طلبة الجامعة، خدوا راحتهم من 1972 إلى 1981 وبعدين ابتدوا يبرزوا عضلاتهم، هذه الوقاحة مش من 1981 بس، دا من سنتين تلاتة، سمعتونى، أنا كنت فى الصعيد وفى جامعة المنيا، أستاذ بيقول لى أمام التليفزيون «الحقنا لأنه ده وضع لا يقبل والله»..يعنى دول ولاد نديهم فرصة، وفعلا اديناهم فرصة، ولكن للأسف كان بيؤخد هذا على أنه ضعف من السلطة، للأسف من الجانبين سواء من الجماعة الإسلامية والإخوان، أومن ناحية الأنبا شنودة فى الكنيسة القبطية».
وقال: «أنا شفت الأنبا شنودة، وشفت أيضا التلمسانى «مرشد جماعة الإخوان»، وقلت له الكلام اللى بقوله دلوقتى.. يا تلمسانى الجمعية غير شرعية «جمعية الإخوان» بمقتضى قرار مجلس قيادة الثورة، اكتبوا طلبا جديدا وابعتوه لوزارة الشؤون الاجتماعية علشان تسجلوا الجمعية من جديد، إلى أن يتم هذا بالروح اللى كلنا عارفينها، وبالروح دى قلت أنا لشنودة خد 50 كنيسة، يا أخى بلاش 30 أو 35، قلت للتلمسانى كمان قدم الطلب، والجريدة عشان تاخد وضع، بس لا دين فى السياسية ولا سياسة فى الدين».
وأضاف: «أيام قاعد أقرأ وأحلل لقيت إيه؟.. التلمسانى لما جانى كان عندى فكرة إنه يدخل مجلس الشورى باعتبار أنه فيه لنا جزء بالتعيين.. فيبقى فيه أقباط معينين، وبعدين التلمسانى علشان داخل المجلس الناس تبتدى تعرف بعضها.. وزى ما قلنا مجلس الشورى ده مجلس العيلة.. لكن ما كنتش أعرف أبدا إن هناك للإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية كلهم واحد.. ما فيش حاجة اسمها إخوان مسلمين وجماعات إسلامية.. كله واحد.. الإخوان المسلمين بيهاجموا ثورة 23 يوليو أتارى لها تار مع الثورة».
واستمر عاصفة الخطاب بهجومه وقراراته إلى اليوم التالى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع