وليد توفيق لـ"صوت بلادي " :
الفنان الحقيقي الان مثل المؤمن وسط مجموعة من الكفرة
سبب فساد الاغنيه العربيه هو ضياع التخصص
برامج المواهب ساعدت علي تشتيت العرب واستعمرتهم فنيا
حوار: محب غبور
رشا لاشين
وليد توفيق .. فنان من الزمن الجميل لاتزال حنجرته الذهبيه تشنف الآذان وتطرب لها القلوب بكل احساس .. فنان رغم ما يحدث من مهازل في عالم الطرب والغناء والفن عموما الا انه لازال يحمل هموم الجيل الحالي لانه افتقد للذوق العام واصبح يجهل معني الطرب والمغني الحقيقي .. كان لصوت بلادي حظا طيبا في مقابلته والحديث معه اثناء تواجد محب غبور رئيس تحرير الجريدة بمصر والذي قام بمحاورته والتقاط الصور التذكارية معه .. وكان لنا معه هذا الحوار :
ج: نحن نسير ولا نعرف الي اين يأخذنا الزمن فالشمس ستظل كما هي والكون سيظل كما هو لكن نحن من نتغير .. نحن زمن المعلومات والسوشيال ميديا وزمن للأسف كانت الرقابة تحترم ويعمل لها الف حساب وكان هناك اختيار وضبط للاعلام والاغنيه والكلمة فأتذكر انني غنيت اغنيه لمأمون الشناوي بها كلمة دباديبو فتم منعها لكن اليوم نجد مهازل لاتحصي " اليوم يغنون .. بحبك ياحمار .. ولان عصر الفضائيات الهوائي اصبح مفتوح للجميع ولا يوجد الجيد واصبحت الاذواق من سيء لأسوأ .. فغالبا المطروح هو السيء والناس تسير وراءة دون تمييز والحريه اصبحت فوضي كما بالسياسة .. اليوم رئيس الجمهوريه يشتم علانيه فنحن بزمن لا تستطيع ان تتحكم في العالم بل الذي صار هو العكس واصبح كل شيء مفروض علينا ولا نستطيع تغيير شيء الا بأعمال جيدة وكتاب موهوبين وكذلك ملحنين ومطربين .. لكن مع الزمن نضيع وتضيع معنا كل الاشياء الحلوة والسعيدة فكما يقال دائما لكل زمن دولة ورجال ولكل زمن فنانين وفنانات الان كل من هب ودب يغني دون دراسه او تخصص او موهبه .. فزمان اذا سمعت من احد رغبته في الغناء فأنك تنتبه لما يقول اما الان فالوضع صعب ومزري فالملحنين زمان كانوا يدرسون علم الموسيقي قبل الخوض في اي عمل وكانت اصواتهم اجمل من اصوات المطربين اما ملحنين اليوم فماهم الا حمالين شنطه .. يسرقون جمله من هنا وكلمه من هنا مع تكنولوجيا تركيب الالحان والتحكم بالصوت حتي لو كان نشاز تستطيع فعل كل شيء مصطنع .. فالتكنولوجيا اخترعت لخدمة الانسان وليس لتشويه سماعه .. ففتح هذا المجال لكل شخص يغني فضاع التخصص كذلك في كل المجالات وليس الغناء فقط حتي ان الراقصات اصبحن يغنين حتي بنات الهوي يغنين ويرقصن علي الفضائيات كي يسوقن لانفسهن ويكون سعرهن اغلي .. تصوروا الي اي مدي قد وصلنا .. الفنان الحقيقي الان مثل المؤمن الذي يسير وسط كفار .. اصحاب الطرب الحقيقي مثلي ومثل هاني شاكر وكاظم الساهر ولكن ورغم كل هذا اذا لم يوجد مستمعين يقدروا اصواتنا لما وجدنا حتي الان ع الساحه الغنائية علي عكس الجديد الذي يظهر مثل الفقاعات ويختفي بعدها فهو نجم لبعض الوقت وليس كل الوقت فبالتالي اصبح لا يترك علامه في ذاكرة الجمهور .. اما اغانينا الحمد لله يتذكرها الكثير من الناس ويحفظونها ولا زالوا .. كذلك نجد ان الامر اصبح تجارة وبيزنس لاستثمار المواهب مثل كارثه برامج الهوايات مثل اراب ايدول وسوبر ستار وغيرها .. هي برامج حلوة واصوات رائعه لكن يشترطون الطله اكثر من الصوت فزمان كنا نعشق عبد المطلب دون ان نراه من خلال برامج الاذاعه ولن يفرق معنا ماهو شكله .. فمطربي زمان كانوا يتجملون عندما نسمع اصواتهم وليس عندما نري اشكالهم هذا في زمن الاذاعه اما عندما ظهر التليفزيون اصبح هناك ثلاث عناصر لابد ان تتوفر في المطرب اولاهما الحضور ثم الوسامه ثم الصوت عكس ما يحدث في برامج المواهب التي تختصر كل شيء في صغر سن المشترك ووسامته فكل من ينجح او يصعد باللقب ماهو الا هاوي صاعد وليس نجم كما يروج الاعلام فليس اي فنان يطلق عليه كلمه نجم .. النجم يضوي في كل مكان يذهب اليه ومن رأيي النجوم الشباب الذين صعدوا من خلال البرامج مثل ملحم زين ..أحمد جمال .. محمد عساف لكن اذكر لي اغنيه يغنونها للوطن العربي .. الفن الان ليس له هويه الا بلدك التي تنتمي لها فمثلا عبد الحليم حافظ كان مطرب العرب ... كذلك أم كلثوم كانت مطربة العرب وكوكب الشرق وفريد الأطرش مطرب العرب ايضا .. المشكله تكمن في تلك البرامج الخاصة باكتشاف المواهب عندما خرج الي الناس برنامج " ذا فويس" العربي ولكن نظرا لاننا متفرقين ولسنا واحد اصبح كل مشترك يتحدث باسم بلده وليس باسم العرب كلهم .. علي عكس " ذا فويس " الامريكي الذي يتحدث باسم امريكا كلها وليس باسم ولايه محدده ولا يرفعون اعلام مثلما نفعل نحن .. هذه البرامج خلقت انقسام عربي وفرقه .. الوضع تأزم كثيرا واصبح الفن ليس دعوة للسلام والاتحاد بل مشاركا في جريمة الفرقه والتشتت بين العرب فاصبح مثلا محمد عساف نجم الفلسطينيين وديانا كرزون رمز للاردنيين ويتم دعوتهم لاحياء حفلات للجاليات الخاصه ببلادهم بالخارج ويعاملون معاملة الدبلوماسيين .. ما كل هذا .. هل حرروا القدس مثلا؟؟
فعمر الفن ما كان بالهويه ..احمد عدوية كل العرب غنوا له وكان ينافس عبد الحليم ووصلت مبيعات شرائطه للمليون وتساوي مع العندليب كذلك ام كلثوم هي التي وحدت العرب تحت راية صوتها وطربها وعروبتها كل خميس كنا ننتظر ام كلثوم أما حالنا الان نجد ان الاغنيه مشهورة اكثر من مغنيها مثل اغنية أه يادنيا مشهورة عندنا كثيرا بلبنان الان نحن مستعمرون فنيا .
س : لماذا اختلفت مقاييس اختيار ملكات الجمال الان واصبح الاختيار ليس شاملا الوسامه او الجمال الباهر مثل الذي تربعت علي عرشه ملكة جمال الكون جورجينا رزق ؟
ج : اولا جورجينا "أم علي " لم تكن تسعي لهذا اللقب ابدا لكن اختها هي التي قدمت للمسابقه ولم يكن يشغلها ذلك بل هي الفتاه المسيحيه التي ذهبت لتتزوج فدائي فلسطيني مسلم " رئيس الأمن الفلسطيني لأبو عمار ومن الممكن ان تتعرض للاغتيال معه في أي لحظة . فهي لا تفكر بعقلها ابدا لكن الذي يفكر هو قلبها وظلت معه عشرين عاما وميزة جورجينا انها رفعت اسم بلادها واسم العرب وتمتعت بسيرة حسنه وطيبه وملتزمه اخلاقيا وسلوكيا ومن خلال سيرها في مشوار الحياة تعارفنا وتزوجنا ..
س : ولكن كيف كانت قصة الحب والتعارف بينكما ؟
ج : "التقيت بجورجينا في فندق بسوريا، حيث كنت أغني عام 1984، وعندما دخلت الصالة حدثت الشرارة الأولى بيننا فقد أعجبت بها وبطلتها الساحرة.. وعلى الرغم من أننى لم اكن اتمني الزواج من فتاة بيضاء البشرة ولكن سحرها كان أقوى وبدأنا نلتقي لمدة شهرين وبالتالي بدأت أتعلق بها وأخاف عليها فقررت الابتعاد والعودة الى لبنان ولكنني لم استطع البقاء بعيدا عنها أكثر من شهر واحد فقط".
ثم عدت الى دمشق وبعدها والتقينا ذهبنا الى باريس سويا وتقاربنا اكثر من بعضنا حتى شعرنا اننا لا نستطيع الابتعاد مرة ثانية، فقررنا أن نتزوج وبالفعل تزوجنا زواجا عرفيا وقد كان أسهل واسرع عرس فقد بقينا 7 سنوات في شهر عسل الى أن قررنا في عام 1991 أن نتزوج رسميا وبقيت جورجينا على ديانتها لأني متفتح العقل".
تعاملت مع ابنها (علي) الذي كانت قد انجبته من زوجها الراحل الشهيد علي حسن سلامة معاملة الأب لابنه فقد اعتبرته ابني من لحمي ودمي، وقد أنجبت منها ابنتي الكبرى نورهان وابني وليد، كما ان قوة جورجينا وإصرارها على الاستمرار والحفاظ علي علاقتنا كان له عاملا كبيرا في استمرار حياتنا حتى انه وصفها بـ(الاسفنج ) الذي يمتص كل شيء .".
س : ماهي مقومات نجاح الاغنيه من وجهة نظرك ؟
ج : من مقومات نجاح الاغنية دائما وابدا هو الصوت والكلمات واللحن وطريقة الاداء فالان نحن نري ان الاغنيه تنجح حتي لو كانت بلا لحن او كلمات ركيكه لكن الانتشار في قنوات لا تفقه شيئا عن الاعلام او الذوق العام بطريقه ملحه ومستفزة جعل الجمهور وخاصة من الشباب يقدم علي دندنة الاغنيه والرقص عليها ايضا او مشاهدة الاغنيه بسبب وجود الراقصه فلانه بها .. الامر تغير كثيرا ونجاح الاغنيه توقف علي عوامل اخري صنعها الاعلام وحده للاسف .. غنيت من فتره اغنيه انتشرت كثيرا وعجبت الناس اسمها بحنلك " .. دون الاستعانه باي عنصر نسائي وقد حققت نجاحا ملموسا " .. الموضوع الان اصبح يحكمه من يملك المال .. فالمالك هو الحاكم الان ..
كما ان مصر ولبنان محسودين فنيا من اخواتهم .. فمصر بها مواهب فذة كذلك لبنان لن يوجد مثلها في العالم العربي فمصر هي هوليوود الشرق وبيروت هي مرآة الشرق ومصر ام الدنيا ولبنان ست الدنيا وكل الاصوات التي ترغب في الظهور والشهره تاتي الي مصر وبيروت فكثير من المطربين ظهروا في لبنان وبعدها لمعوا في مصر مثل نور الهدي وصباح وفريد وفايزة وراغب علامه والعبد لله وغيرهم"