كورونا يغير خريطة الانتخابات فى 56 دولة حول العالم.. تأجيل عمليات التصويت فى الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية.. الولايات المتحدة وروسيا وأسبانيا وشيلى ضمن القائمة.. وتداعيات سياسية متفاوتة فى بعض الدول

لا شك أن وباء كورونا خلق واقعا جديدا فى مختلف أنحاء العالم بعدما أجبر الدول على تغير الحياة اليومية العادية فيها، حيث تقول مجلة فورين بوليس إنه فى بعض الأماكن، خلق الفيروس أزمة سياسية عميقة، فى حين فى مناطق أخرى شعر المواطنون بارتياح من رد فعل حكوماتهم المتكافئ والمستنير علميا.

 

 لكن حتى يتوافر اللقاح، يشعر العديد من السياسيين بالقلق من إجبار الناس على الخروج فى حشود كبيرة لأى سبب من الأسباب، مما يخلق تحديا لتلك البلدان التى تحتاج إلى إجراء انتخابات. فبينما نجح التصويت بالبريد فى بعض الدول، يجد البعض الآخر، مثل بولندا، صعوبة فى ضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة عندما يتم تسليم بطاقات الاقتراع بطريقة بعيدة اجتماعيا.

 

ونتيجة لذلك، أجلت الكثير من الدول أو ألغت الانتخابات وعمليات التصويت خوفا من الإضرار بالصحة العامة والعملية الانتخابية أو لأسباب سياسية أخرى.

 ووفقا لبحث للمعهد الدولى للديمقراطية والمساعدة الإنتخابية. فإن 56 دولة على الأقل أجلت انتخاباتها الوطنية أو الإقليمية بسبب كورونا. ومن هذه الدول استراليا والنمسا والأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وكندا وتشيلى وكولومبيا وإثيوبيا والتشيك وألمانيا وغانا.

 

 لكن هناك تداعيات سياسية كبرى فى بعض الدول التى أجلت او تتجه إلى تأجيل الانتخابات، منها:

 

 الولايات المتحدة:

رغم أنه لم يتغير بعد موعد الانتخابات الرئاسية المقررة فى الثالث من نوفمبر المقبل، فإن العديد من السباقات فى الولايات والمناطق التابعة لها إما تم تأجيلها أو تحويلها للتصويت بالبريد. وجاء التحويل بعد معركة سياسية ساخنة فى ولاية ويسكونسن، حيث أراد الديمقراطيون إرجاء الانتخابات التمهيدية فى شهر إبريل وتحويلها إلى تصويت كامل بالبريد، لكن الجمهوريين اختلفوا معهم واتجهوا إلى المحكمة فى اللحظات الأخيرة.

 

7af26b0029.jpg

 

وتعد نيويورك واحدة من 16 ولاية وإقليما أجلت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى التى كان من المقرر إجرائها فى 28 إبريل، على الرغم من أن انسحاب بيرنى ساندرز يجعل بايدن هو المرشح الوحيد المتبقى فى السباق، لكن قاضيا فيدراليا حكم بضرورة أن تجرى الانتخابات وأصبحت مقررة فى 23 يونيو لتحديد عدد مندوبى الحزب المخصصين لساندرز وبايدن فى المؤتمر العام للحزب الذى سيتم فيه اختيار مرشحه رسميا لانتخابات الرئاسة.

أسبانيا:

أرجأت الحكومة المحلية فى جاليسيا والباسك الانتخابات التى كانت مقررة فيهما بسبب مخاوف تتعلق بكورونا، حيث كانت إسبانيا عالقة فى واحدة من أكثر عمليات الإغلاق القسرى فى أوروبا، وبدأت فى إعادة الفتح ببطء. وعلى الرغم من أن المنطقتين لم تكن الأكثر تضررا، إلا أن إقليم الباسك وجاليسا لديهما خامس وثامن أكبر حالات إصابة بالفيروس فى إسبانيا.

 

سوريا:

فى بداية مايو، أصدر الرئيس السورى بشار الأسد قرارا بتأجيل الانتخابات البرلمانية للمرة الثالثة حتى 19 يوليو، وقال مرسوم إن القرار كان جزءا من الإجراءات الوقائية التى اتخذتها الحكومة لمكافحة الفيروس. وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات فى 13 إبريل قبل أن تعلن الحكومة فى مارس تأجيلها حتى 20 مايو، قبل أن يتم تأجيلها مرة أخرى.

 

 وستكون هذه ثالث انتخابات برلمانية منذ بداية الانتفاضة عام 2011 وما تبعها من حرب أهلية قتلت مئات الآلاف وشردت الملايين. وحتى قبل تأثير كورونا، كانت سوريا تعامى من البنية التحتية المدمرة والاقتصاد الضعيف ونظام الرعاية الصحية المدمر.

 

روسيا:

أجلت الحكومة الروسية إجراء تصويت للاستفتاء على التعديلات الدستورية كان مقررا فى 22 إبريل، والذى كان من شأنه أن يسمح للرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالبقاء فى السلطة، وكذلك جميع الانتخابات المقرر إجراؤها فى البداية من 5 إبريل إلى 23 يونيو. وقد أثر القرار على حوالى 94 عملية انتخابية على المستويين المحلى والإقليمى.

 

f6a1907137.jpg

وكانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت أن الاستفتاء على الدستور ربما يتم تأجيله إلى الخريف أو أواخر ديسمبر، حيث يامل مسئولو الدولة أن ينتعش الاقتصاد بحلول ذلك الوقت.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع