المخرج عصام ناجى لـ " جريدة صوت بلادى" أرمينيا قطعة من جنة الله على الأرض موقعها الجغرافى يعتبر بركة و لعنة على البلد

المخرج عصام ناجى لـ " جريدة صوت بلادى" أرمينيا قطعة من جنة الله على الأرض موقعها الجغرافى يعتبر بركة و لعنة على البلد
المخرج عصام ناجى لـ " جريدة صوت بلادى"  أرمينيا قطعة من جنة الله على الأرض موقعها الجغرافى يعتبر بركة و لعنة على البلد

 

حوار : جاكلين جرجس

 

 

• فيلم " الوطن المنسى " يتحدث عن واحدة من أبشع الهجرات الممنهجة و المسكوت عنها فى التاريخ المعاصر

• سيبقى الوضع على ما هو عليه ليستفيد كل من يستطيع الاستفادة من قوى اقليمية و سياسية ، الجميع يتفنن فى نهب هذا الشعب و هذه الأرض

• مبادرة جيميناى افريقيا كان لها دور واضح فى تنمية و مساندة شركات الإنتاج و الفنون الادائية فى بدايتهم

• السينما الوثائقية سينما معقدة 

• مخطىء من يعتقد أن الافلام الوثائقية دورس تاريخ مرئية جامدة 

 

 

   لا شك  أن مذابح الأرمن التى بدأت عام 1915 و نُحيى ذكراها فى الرابع و العشرين من شهر إبريل كل عام  تعتبر من أبشع جرائم الإبادة الجماعية و الأكثر شهرة والأولى ذكرًا في تاريخنا المعاصر ، لكن يكرر التاريخ نفسه رافضًا أن يتنفس هذا الشعب الصعداء و ينهض مرة أخرى ؛ فهناك عند مقاطعة " سيونيك " و فى لحظات من أحلك لحظاته و التى لن تمحى من تاريخ و ذاكرة شعب مناضل قوى ، و بعد بداية الحرب بين أرمينيا و أذربيجان عام 2020 ،و التى بدأ معها تصوير "الوطن المنسي" الفيلم الوثائقي الذى يدور حول الحياة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان و تجسيد معاناة الشعب هناك، مصورًا لنا قصص لاجئي ارتساخ الذين يعيشون حاليًا في سيونيك ، والذين تم اقتلاعهم من أراضيهم التاريخية في آرتساخ.

 يصور الفيلم معاناة الشعب الأرمنى ويظهر إيمانه القوى بالرغم من قسوة الواقع المحيط به ، يأخذنا المخرج الوثائقى المبدع عصام ناجى فى رحلة معهم و عنهم يسلط فيلم الضوء على الأهمية الجغرافية والاستراتيجية لأرمينيا و التى جعلتها مطمع على مر العصور لكنها ظلت و ستظل صامدة قوية برغم التحديات تنشد السيادة و الصمود و التقدم  سعيًا إلى الإنجازات و النجاحات المستقبلية ، في وسط هذه المنطقة المضطربة ، فتعالوا معنا و المخرج عصام ناجى نتعرف على المزيد عن تاريخ أرمينيا القديم و المعاصر.

 

و إليكم درر الحوار: 

 

 

 

 

 

• فى البداية نود تعريف القراء ببدايتكم فى عالم الإخراج و متى اكتشفتم الموهبة؟

   بدايتى كانت عندما شعرت بشغف كبير لتعلم اساسيات التمثيل والمسرح كنت فى سن صغيرة وقتها بعمر عشر سنوات ، وسعيت بأن  اتواجد مع مخرجين كبار فى مصر مثل المخرج مراد منير و عبد الرحمن عرنوس لتنمية موهبتى بشكل عملى وهما من أكثر الشخصيات التى أثرت فيا بشكل شخصى و اتعلمت منهم الكثير.

 

 

• هل كان نجاحك نتيجة للدراسة الاكاديمية أم نتيجة موهبة فطرية؟ 

    فى رأيي  أن الفن لا يُدرّس فلا أحد يستطيع أن يعّلم شخص كيف يكون فنان ؛ فهى تعتمد على الموهبة بشكل أساسى لكن هناك تقنيات للحرفة و هى التى يتم تعليمها و نقلها من جيل لجيل .

 فقررت دعم موهبتى بدراسة الاخراج و التمثيل باجتهاد شخصى و عدم الالتحاق بمعهد التمثيل أو الفنون المسرحية أو السينما و فضلت الدراسة الشخصية للتعرف على أنواع مختلفة من الفنون مثل الموسيقى و الشعر لأن هناك حلقة وصل و اساسيات بين أنواع الفنون المختلفة و الإخراج و ليس الإخراج فقط بل أيضًا  لها علاقة بإدراك الفنون بشكل عام ؛ فمهم جدا أن يكون المخرج على دراية بأهمية و تأثير الكلمة و الصوت بالاضافة لتفاصيل كثيرة تدعم و تكمل الصورة عند أى مبدع ، بدأت مشوارى فى التمثيل بدأ عام 1990 و الإخراج بدأ فى عام 1996 و حتى الأن لدى شغف أكبر و أحلام لم تتحقق بعد.

 

 

• ما هى الموضوعات التى تفضل تناولها فى افلامك التسجيلية؟

افضل أن أقدم أعمال يتم تسليط الضوء فيها على قضايا إنسانية مختلفة سواء تاريخية أو معاصرة تكون لها علاقة بالاقليات التى يتم تهميشها و لا يتم رواية تاريخها بشفافية كما يجب ، محاولًا إظهار الاحداث بطريقة موضوعية صريحة و واضحة حتى نضمن عدم تكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى فى الاعوام المقبلة على الاقليات فى العالم.

 

 

• حدثنا عن الأعمال التى قمت بإخراجها حتى الأن؟ 

    بالنسبة للمسرح عملت لسنوات طويلة فى مسارح الهواه و أخرجت العديد من النصوص العالمية و الأدب المصرى و العربى ؛ أما بالنسبة للمشاريع الخاصة و الأفلام الوثائقية و هى من الأعمال التى أعتز بها جدا فيلم " أصل " مدته 7 دقائق و هو فيلم قصير و حصد جائزتين فى جمهورية مصر العربية فى النسخة الأولى من مهرجان " breaking walls dance festival  "2021و حصد جائزة الجمهور و هى جائزة اعتز بها جدا و ايضًا مهرجان "   " the Vesuvius international film fest  بايطاليا ؛ كما حاز على بعض الجوائز التقديرية فى مهرجانات أخرى مثل " 8 @ halfilm awards " ؛ كما انتجت فيلم وثائقى طويل بإسم" تتمت الأمل " أحداث الفيلم تدور حول المجموعات التى تم تهجيرها من العراق فى عام 2014 على يد المتطرفين و هو يوثق قصة حياة فتاة مسيحية صغيرة تدعى مريم هاجرت من بلدها و رجعت عندما تم تحرير هذه المناطق فى العراق و تم تصويره بشكل متقطع منذ عام  2014 إلى 2019 و  أخر محطاتى الإخراجية الفيلم الذى اعتز بيه جدا " الوطن المنسى ".

 

 

• هل اقتصرت اعمالك الفنية على الإخراج فقط أم مارست بعض المواهب الأخرى مثل التمثيل أو كتابة السيناريوهات أو حتى التأليف الموسيقى؟ 

   لم احاول تأليف الموسيقى من قبل لكن لا يوجد فنان ليس لديه ذوق موسيقى فهى من أعمدة الفنون تعلمنا الايقاع و تجعلنا نرى الطبيعة من منظور خاص  ؛ لكن مارست الكتابة للافلام و كتابة الاشعار بالاضافة إلى التصوير الفوتوجرافى الذى بدأ معى الرحلة من سنة 1996 و حتى الأن ليس كحرفة لكنه بالنسبة لى كأحد المعلمين الكبار لأن اللقطة تختصر كثير من الكلام و فيها نستخدم عوامل متعددة لنصل إلى الكادر المؤثر على المشاهد التصوير بالنسبة لى هو فن فيه نوع من الالتزام العالى و يأخذ جزء كبير من التأمل و الفهم وكيفية التعامل مع الضوء و المساحة و التشكيل و كذا عامل أخر ،هو من الفنون الذى لن أتوقف أبدأ عن ممارستها.

 

 

• عرفنا أكثر عن مبادرة جيميناى افريقيا و تعاونها مع اكاديمية البحث العلمى  وكيف بدأت التعاون معهم و ما هى أهم الاعمال التى قدمتها أثناء المبادرة؟

مبادرة جيميناى افريقيا كان لها دور واضح فى تنمية و مساندة شركات الانتاج أو الفنون الادائية فى بدايتهم و تعاونت معهم  شركة " first tree art " و أنا شريك فيها و التى شاركت فى هذه المبادرة ؛ و كان هناك تقييم كبيرجدا من الفنانين و اصحاب الخبرة مما أعطى دفعة فى إثراء البداية للشركات الجديدة ؛ لأن مهم جدًا أن يكون لديك الأدوات العملية التى تمكنك بدفع هذا الفن إلى السوق و الاستمرارية و تخطى العراقيل ، ليس المهم أن تقدم فن جيدا فقط لكن من الهام أيضًا أن تجد الفرصة و الكيفية لتسويقه و إنتاجه و هذه الأدوات تعرفنا عليها كشركات خلال المبادرة.

 

 

• نود تعريف القراء عن شركتكم للفنون الأدائية و متى بدأت ، هل لكم شركاء وما هى أهم الأعمال التى قدمتموها؟

  شركة first tree art" " هى شركة إنتاج تختص بدعم و اكتشاف المواهب و المشاريع الموجودة فى افريقيا و الشرق الأوسط و الأدنى و تهتم بتسليط الضوء على الفنانين الجدد و دعمهم عن طريق شبكة من الشركاء الاقليمين و الدوليين لدعمهم بطرق متعددة فى الانتاج و التوزيع حتى يرى العالم اعمالهم ، الشركة تديرها الاستاذة مجدولين نادر وأنا شريك فيها و قدمنا فيلمين فيلم " أصل " و " الوطن المنسى ".

 

 

• قدمتم سلسلة من الافلام التسجيلية عن المذابح الأرمينية حدثنا عنها و هل وجدت أسرار لم يتم الكشف عنها أثناء توثيق المذابح؟ 

   بالفعل قدمت سلسلة من الأفلام عن المذابح فهى من الموضوعات التى يخشى البعض طرحها و إثارتها للرأى العام ، لكن بشكل أو بأخر يجب أن تعرف الاجيال القادمة ماذا حدث لشعب ارمينيا و موضوع الإبادة الممنهجة عام 1915 و التى بدأت من قبل ذلك بفترة ؛ عندما كانت من أهم المحطات هى المذابح الحميدية و اشرف عليها القائمين على الامبراطورية العثمانية و كان هناك منهجية واضحة جدا لإبادة الارمن بل كان لهذه المذابح و التى ارتكبها طلعت باشا و انور باشا هى التى رسخت فيما بعد لهتلر و الهولوكوست فمثل هذه الإبادات و الجرائم توضح كيف يمكن لطموح امبراطور و بحالة من الإصرار و الحسم أن يصر على الإطاحة يطيح بالشعب و يفنيه،  حتى يحقق اطماعه -  و هو ما تكرر مرة أخرى فى 2020 و 2023 عندما تم احتلال اقليم ارتساخ و الذى يحمل تاريخه الكثير من الآسى و الدماء التى بذلها الأرمن على أرضهم و الذى تعدى وجودهم فيها أكثر من 2500 سنة ، و لم ينتهى الحروب حتى هذا اليوم من شهر ابريل ،و هو الشهر الذى نتذكر فيه مذابح الأرمن فى 24 من تاريخه ، و لم ينتهى هذا المسلسل الدموى و الجيران " الاتراك " من ناحية و الجيران " الاذربيجيين " من ناحية أخرى لم تتوقف اطماعهم بعد ؛ بالرغم من تضاؤل حجم ارمينيا وفقدت أكثر من 85% من مساحتها التاريخية بسبب تلك المطامع على مدار العصور وبسبب الفكر الذى يتمحور حول التخلص من هذا الشعب الصغير( تعدادا) و الكبير و العميق الاثر تاريخيا فهو شعب مؤثر ليس فقط فى ارضه و لكن عالميا أيضا فى العديد من النواحى الثقافية و الفنية و غيرها.

 

 

• قدمت فيلم وثائقى عن ” الحياة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان " بعنوان " الوطن المنسى " على ضوء الحرب الأخيرة بين أرمينيا و اذربيجان ... عرفنا أكثر عن ملابسات العمل و فكرة الفيلم؟ 

فيلم " الوطن المنسى " تم تصويره فى ابريل و مايو 2021 بعد احداث الحرب التى اندلعت فى27 سبتمبر و التى قام بها القوات الاذربيجانية على حدود اقليم ارتساخ و استمرت الحرب لمدة 44 يوم و كانت دوافعها تاريخية حول أن هذه الارض ارضهم و لكن التاريخ يؤكد ان هذه مزاعم غير حقيقية و لكنها مطامع جيوسياسية فكان الهدف الاساسى الممر الذى يربط بين اقليم نختشيفان فى غرب ارمينيا و المعطى لاذربيجان عن طريق السوفييت ليتم ربطه بالأرض الأم أى جمهورية اذربيجان و يقطع الخط على العلاقة بين أرمينيا و إيران و أيضا يربط الحلم التورانى الذى يعمل عليه الاتراك منذ 1100 سنة وقتما بدأت الهجرة من وسط اسيا 

فقررنا انتاج الفيلم واخرجته وتم تصويره مع شخصيات معاصرة لهذه الحرب و تسليط الضوء على تاريخ الصراعات بين المجموعات الموجودة فى القوقاز و الحياة اليومية للناس التى كانت تعيش فى اقليم ارتساخ و التى لم يحدث فيها حروب كبيرة من عام 1994 إلى 2020 بل كان هناك بعض المناوشات فقط و التى كانت تنتهى فى غضون أيام قليلة من الجانب الاذربيجانى إلا عندما بدأت الحرب فى 2021 بسبب انشغال القوى الاقليمية مثل روسيا و غيرها بسبب الحرب فى اوكرانيا و فى خلال 44 يوم قاموا بمحاصرة جزء كبير من الاقليم و تهجير حوالى 100 الف شخص فى خلال 48 ساعة فى واحدة من ابشع الهجرات المسكوت عنها فى التاريخ المعاصر.

 

 

• نود أن يتعرف القراء على فريق العمل و كيف بدأت الفكرة؟

بدأت الفكرة عندما حدثنى صديقى د . أرمن مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية بمصر و فكرنا فى كيفية توثيق هذه الأحداث للأجيال و تم الترتيب و التنسيق مع مجموعة العمل داخل الأراضى فى داخل جمهورية ارمينيا إلى أن انهينا التصوير ، و مجموعة العمل منهم ميشيل يوسف الذى عمل على المونتاج و هو من أهم و أكفاء الممنتجيين المصريين فى المجال الوثائقى و له أفلام عديدة شارك فيها و حصدت جوائز ، بالنسبة للموسيقى كانت للفنان أرا دابندجيان و هو مؤلف موسيقى حساس وله باع طويل فى الموسيقى الارمينية ، و د . ارمن مظلوميان رئيس الهيئة الأرمنية و المنسق التنفيذى العام للفيلم ،و التلوين بيتر سمير و الصوت مصطفى شعبان ؛ الحقيقة حتى إن كانت شهادتى مجروحة إلا أن الفريق كان يعمل من كل قلبه و بكل صدق و أمانة  لتوصيل الصورة الحقيقة لمعاناة الشعب الأرمنى و ليشعر بها العالم كله.

 

 

• هل واجهت بعض الصعوبات أثناء التصوير و هل كانت هناك جهات ممولة للمشروع و داعمة له؟

فيما يتعلق بالصعوبات أثناء التصوير كان التصوير فى منطقة حدودية لم يتم فيها أى نوع من ترسيم الحدود فكان الموقف فى منتهى الصعوبة و من اصعب المواقف التى عشتها أثناء التصوير  أن الارذربيجان وضعوا اعلامهم فى كل القرى الأرمنية سواء تم السيطرة عليها أو لم يتم السيطرة عليها ؛ حتى فى وجود قوة حفظ السلام الروسية كما يطلق عليها و كان لذلك أعظم الآثر السلبى داخل قلوب الأرمن وأنا معهم بالطبع فليتخيل القارىء معى  أن يحدث هذا فى بلدك و تجد علم العدو يغرس فى أرضها و القناصة فى كل شبر و تم منع أى شخص من السير فى المنطقة و منع الرعاة أن يرعوا أغنامهم أو أن يسقوها من الأبيار حيث كانوا يسيطرون على منابع المياه.

 بالنسبة للدعم و الإنتاج كان بالاشتراك مع شركة first tree art" " و الجهود الذاتية للأرمن الموجودين حول العالم لأن موضوع العمل مهم جدًا للأجيال القدامة سواء من الأرمن أو غيرهم أن يعرفوه ، و خصوصا أن كثيرين ينجرفون بما يصوره لنا الاعلام فقط لكن هناك بعض الصراعات الازلية التى راح ضحيته الالاف و الالاف و هناك قوى عالمية مستفيدة مما يحدث ؛ وكان لابد للمواطن العادى أن يعى ما يحدث فى هذه المناطق و كيف للمصالح الجيوسياسية أن تحرك هذه الحرب و الصراع.

 

 

• قصة الفيلم و هدفه الأساسى  توثيق الحرب أم توثيق قصص وروايات عن حياة اللاجئين و معاناة الشعب الأرمنى والذى مقدر له أن يعيش فى حروب منذ الأزل؟

السينما الوثائقية سينما معقدة للغاية فهى مختلفة عن السينما الروائية  فعندما نتعرض لتوثيق احداث معينة يكون لدينا خطوط مختلفة عريضة فى رأس المجموعة القائمة على الفيلم لكن لا يوجد خط واحد فقط يصل إلى المشاهد لأن الافلام الوثاقية يتم فهمها بشكل خاطىء كأنها دورس تاريخ مرئية ، لكن الحقيقة غير ذلك فالسينما الوثائقية مختلفة فى ادواتها و طريقة التواصل مع الجمهور و كيف نتمكن من توصيل المحتوى و الاحساس بما يقدم فكانت أهم نقطة احب تقديمها للجمهور هى أن الشعب الارمنى ليس غريب عنهم خاصة أن هناك شعوب لا تعرف أى معلومة عن الشعب الارمنى و يختلط عليهم الأمر معتقدين أنها دولة رومانيا 

و تعريف المشاهد بالمأساة التى يعيشها الأرمن والمستمرة حتى الأن ، جرافيا أرمينيا تعتبر بركة للبلد فهى مثل جنة الله على الأرض لكنها أيضًا لعنة على البلد فبسب هذا الموقع الجغرافى الممتاز تتوالى الحروب و الاطماع عليها فمنذ وقت الاسكندر الأكبر مرورا بحق تاريخية مختلفة و الحرب الموجودة ضد الأرمن مستمرة طالما لا توجد ارادة قوية للتغير سيبقى الوضع على ما هو عليه ليستفيد كل من يستطيع الاستفادة من قوى اقليمية و سياسية فالجميع يتفنن فى نهب هذا الشعب و هذه الأرض و كأن ليس لها صاحب بينما السكان الأرمن موجودين منذ الآلاف السنين .

 

 

• تم عرض الفيلم فى حفلات خاصة بعدد من الدول و مهرجانات عالمية ... فما هى الجوائز التى حصدها؟ 

الفيلم شارك فى ثلاث مهرجات المهرجان الأول عرض الأول في مهرجان The Golden Apricot Film Festival في يريڤان - أرمينيا (٢.٢٢) ، ثم تم عرضه بمهرجان ARPA Film Festival  في لوس انجلوس - أمريكا (٢.٢٣)، ثم عرض في مهرجان (Socially Relevant Film Festival) في نيويورك - أمريكا (٢٠٢٤)، بالإضافة إلى عروض خاصة بمصر، لبنان (جامعة هايكازيان - بيروت)، الإمارات، فرنسا، هولندا، وبلچيكا ، إلى أن يتم عرضه فى المنصات الموجودة على الانترنت.

 

 

• هل تم عرض الفيلم داخل المقاطعة المتنازع عليها و كيف كان رجع الصدى لدى الشعب الأرمنى هناك و ردود افعال المشاهدين فى العروض الخاصة؟

تم عرض الفيلم فى بعض المقاطعات داخل ارمينيا بما فيهم المقاطعة التى تم تصوير الفيلم فيها أى مقاطعة "سيونيك" وكانت من أكثر العروض القريبة لقلبى لأن الناس فتحت بيوتها وقلوبها و تحدثت و شاركت و بكت فى هذا الفيلم فأخذت قرار بأن يكونوا أول من يشاهدوه و كانوا متوقعين أن يروه أخر ناس ففرحوا جدًا بمشاهدته 

و ردود افعال المشاهدين غير الأرمن بالأخص الاوروبيون كان لديهم تساؤلات حفيفة جدًا و يريدون معرفة المزيد من التفاصيل و تولد لديهم احساس عميق بالمسئولية و البحث عن حلول حول كيفية مساعدة الشعب الأرمنى لإيقاف ما يحدث من مهازل ، فبعضم زهل بما يرى وبعضهم كان مصدوم لم يكن أحد يستطيع تصديق أن تكون هذه الحرب تحدث فى القرن الواحد و العشرين و أنه لايزال هناك هذه المنهجية المنظمة لشعب مسالم جدا فى تاريخه كله.

 

 

• ما هى مشاريعكم القادمة؟ 

 اتواجد حاليا فى ارمينيا للدفع و الاستثمار فى الاجيال الأصغر كمخرج سينما وثائقية و لتحقيق الهدف الاساسى و هو تنمية المهارات الإبداعية و الإبتكارية فى مجال السينما الوثائقية بداخل ارمينيا و كيف يتمكن كل مبدع أو مبدعة فى بناء نفسه من الداخل أولًا حتى يكون لديه وجهة نظر فى التعامل مع ما حوله و تكون لديهم لغة يصيغون بها أعمالهم و رؤيتهم و أن يضعوا بصمتهم الخاصة على أعمالهم فيتم تصديقها بشكل أقوى ، حاليا اقوم بتقديم محاضرات فى أماكن مختلفة مثل الجامعة السيلوفينية و معهد السينما و المسرح بيريفان و أماكن متعددة داخل ارمينيا بالإضافة إلى بعض المشاريع السينمائية الصغيرة ، بجانب عملى الاساسى كمدرب للميديا فى مجال الإخراج و التصوير فى شمال افريقيا و الشرق الأوسط .